للجيش السوري الكلمة الفصل
سعيد معلاوي
الأطماع التركية في بلادنا ليست وليدة الساعة، بل تعود إلى زمن الاحتلال العثماني لبلادنا وقيام تركيا بسلخ لواء اسكندرون ومناطق أخرى عن جسم الأمة السورية. أمّا رئيس النظام التركي الحالي رجب طيب أردوغان فلا يخفي أطماعه وحقده، وقد كشر أردوغان عن أنيابه خلال الأيام القليلة الماضية عندما زجّ بقواته لمؤازرة المجموعات الإرهابية في خان شيخون، غير أنّ الجيش السوري لقّنه درساً حينما قصف أرتال الدبابات التركية ومنعها من تحقيق هدفها.
إنّ ما حاولت تركيا القيام به، يعيدنا بالذاكرة إلى العام 1999 عندما كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن اتفاق إسرائيلي ـ تركي لتوجيه ضربة عسكرية لسورية، بذريعة أنّ الجيش السوري يشرف على مخيمات تدريب للأحزاب الكردية في جبال حلوة شرق لبنان، وانّ الخطة تقضي بأن يقوم الطيران الإسرائيلي بتدمير هذه المخيمات في الأراضي اللبنانية تزامناً مع قيام الطيران التركي بالإغارة على البنى التحتية في سورية وتدميرها.
ما استوقفني في ما نشرته الصحف الإسرائيلية عام 1999، أن لا وجود لمخيمات تدريب في السلسلة الشرقية لجبال لبنان، فهذه المخيمات توقفت منذ العام 1991. ولذلك أعددت تحقيقاً في حينه مدعّماً بالصور يثبت عدم وجود مخيمات على الإطلاق، وكنت يومها أعمل في صحيفة النهار وأراسل الـ أوريان لوجور والتلفزيون البريطاني العالمي. وحين أرسلت التحقيق، هاتفني صاحب جريدة النهار الراحل الأستاذ غسان التويني حول هذا الموضوع فأكدت له صحة كلّ حرف ورد في التقرير، فقرّر نشره مع الصور وتحت عنوان: لا مخيمات لتدريب الأكراد في لبنان منذ العام 1991 .
وبعد انفضاح المزاعم الصهيونية ـ التركية، اضطر وزير الخارجية التركي آنذاك، لأن يعلن بأنه أصبح لدى الحكومة التركية وثائق تؤكد أن لا مخيمات تدريب للأكراد في لبنان منذ ثماني سنوات .
وعلى الرغم من فشل التخطيط الصهيوني ـ التركي لتوجيه ضربة مزدوجة للشام ولبنان، إلاّ أنّ التنسيق بين الكيان الصهيوني والنظام التركي لم ينقطع إطلاقاً، وهو قائم إلى اليوم، مع رجب طيب أردوغان. ولذلك ليس مستبعداً أن يكون قرار أردوغان الدفع بقواته لمؤازرة الإرهابيين في خان شيخون، قد اتخذ بالتنسيق والاتفاق مع العدو الصهيوني، غير أنّ حسابات أردوغان والصهاينة لا تتطابق مع حسابات الميدان، حيث للجيش السوري الكلمة الفصل، في إحباط المؤازرة التركية للإرهابيين، وإعلان النصر في خان شيخون .