السلاح باق باق باق…
سعيد معلاوي
تجدّد الحديث عن مزارع شبعا وسلاح حزب الله، وجاء ذلك بعد زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث عقد لقاءات مع عدد من كبار المسؤولين فيها، لتظهر الى العلن بعد ذلك تسريبة إعلامية أميركية تتضمّن اقتراحاً يقضي بمقايضة المزارع بسلاح حزب الله.
كأنّ هذا السلاح وُجد فقط من أجل هذه المزارع…! لقد أخطأتم العنوان أيها السادة، فهذا السلاح يجب أن تفهموا وتدركوا وللمرة الأخيرة وبدون رتوش أنه أصبح سلاح الأمة على امتداد الساحة لتحرير ما تبقى من أرض محتلة انْ كان في لبنان أو في الشام أو العراق أو فلسطين، وبالتالي لا يحق لأحد من الجيل الحالي أو تلك الأجيال التي لم تولد بعد أن يفرّطوا بهذا الأمر، لأنّ المقايضة التي يتحدثون عنها لا أثر ولا وجود لها في عقل وضمير المقاومة، أكانت إسلامية أو وطنية أو قومية، حتى أنه لا يحق لقادة المقاومة أن يفاوضوا بشأن هذه السلاح لأنه أصبح حقاً قومياً عاماً ومن غير المسموح أن يفكر أحد بانتزاع هذا السلاح من أيدي المجاهدين الذين دفعوا الغالي والنفيس من أجل أن يبقى مرفوعاً في وجه كلّ الغزاة من يهود وتكفيريين وغيرهم الذين يريدون شراً لهذه الأمة.
وفي هذا السياق يأتي الكلام المهمّ جداً لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون حين قال إنه إذا تكرّرت الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان فستتكرر الانتصارات، فشتان ما بين موقف الرئيس عون انْ كان في لبنان أو في المحافل الدولية وبين أولئك المهزومين والغارقين حتى آذانهم في الارتباط مع هذه السفارة أو تلك، أو مع هذه المخابرات أو تلك.
نعود إلى مزارع شبعا وإلى سلاح المقاومة، وهو بيت القصيد لدى قوى الرابع عشر من آذار ومن يحركهم، فعندما نسمع بعضهم يشنّ الحملات على حزب الله والمقاومة نخجل من لبنانيتنا بأنّ هناك لبنانيين ما زالوا يطالبون ويلحّون على تجريد المقاومة من سلاحها، فيما الاسرائيليون على بعد أمتار منا.
كفى عهراً أيها السادة وتنفيذ أجندات خارجية لأنّ ذلك لن يفيدكم بشيء، فهذا السلاح سيبقى بيد المقاومين حتى قيام الساعة بالعرف الديني ، ومن لم يسمع هذا الموقف من قبل عليه أن يتيقن اليوم أنّ هذه القرار لا تنازل عنه ولا تراجع مهما حاكوا من أحابيل ومؤامرات حتى اقتلاع آخر محتلّ من أرضنا، فما دام هناك جيش سوري يؤمن بالبطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة ومجاهدين يؤمنون بأنّ شهداءنا هم عظماؤنا، وما دام هناك نسور يؤمنون بأنّ الحياة كلها وقفة عز فقط…
يبقى أن ننصحكم أيها السادة قبل فوات الأوان أن تكفوا عن هذه المواقف، فمهما قاتلتمونا فلن تنتصروا علينا لإذلالنا، أما نحن وكلّ قوى الثامن من آذار نقاتل لننتصر بكم ونعزكم، واننا نعمل للحياة ولن نتخلى عنها… وعنكم.