نصرالله لجنود الاحتلال: قفوا مع الحائط على رجل ونصف وانتظرونا أنناسنواجه المسيّرات «الإسرائيلية» في سماء لبنان وسنعمل على إسقاطها وحماية بلدنا
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أنتهاء الزمن الذي تأتي فيه طائرة «إسرائيلية» تقصف في لبنان ويبقى الكيان آمناً، مشدّداً على أنّ المقاومة لن تسمح بمسار من هذا النوع مهما كلف الثمن، معلناً أننا سنواجه المسيّرات «الاسرائيلية» في سماء لبنان وسنعمل على إسقاطها. كما أكد أنّ المقاومة قاتلت في الجرود وسورية لمنع مشروع التقسيم في المنطقة.
هجوم انتحاري
وفي كلمة له خلال مهرجان «سياج الوطن» عصر أمس في بلدة العين البقاعية، في الذكرى السنوية الثانية لتحرير الجرود لفت السيد نصرالله الى أنّ «الحضور الكبير في الاحتفال هو أوّل ردّ على الاعتداءات «الإسرائيلية» موضحاً أنّ ما حصل «خطير جداً جداً جداً» حيث دخلت طائرة تجسّس «اسرائيلية» عسكرية نظامية وطولها قريب المترين إلى حي معوض، ووصلت الطائرة الأولى التجسّسية في تحليقها بين المباني لتصوير الهدف، ونحن لم نسقطها إنما شبان رموا الحجارة عليها ووقعت، وبعد بعد دقائق قليلة أتت طائرة مسيّرة انتحارية وضربت مباشرة. مشدّداً على أنّ ما حصل هو اعتداء واستهداف مباشر في الضاحية الجنوبية.
ولفت الى انّ »ما حصل هو خطير جداً والموقف يجب أن يكون بمستوى الحدث والخطر ولا يجب تسخيف الموضوع ودخلت طائرة مسيّرة وطائرة نظامية وهي موجودة لدينا وقد نعرضها على وسائل الإعلام وحطام الطائرة الثانية ليست من نوع الطائرات التي يتمّ استئجارها لتصوير الأعراس والمناسبات بل طائرة عسكرية وما حصل ليلة أمس هو هجوم بطائرة مسيّرة انتحارية على هدف في الضاحية الجنوبية لبيروت».
وأوضح أنّ هذا الهجوم المسيّر الانتحاري هو أول عمل عدواني منذ 14 آب 2006، وأنّ نتنياهو ومن معه في اتخاذ القرار مشتبه اذا ظنّ أنّ هذا الخرق يمرّ عندنا، لأنه إذا سُكت عنه سوف يؤسّس لتكرار الاعتداء على لبنان بالطائرات المسيّرة، لافتاً إلى أنّ هناك تكراراً لسناريو الاستهدافات ضدّ الحشد الشعبي في العراق. ومؤكداً أنّ المقاومة لن تسمح بمسار من هذا النوع مهما كلف الثمن، وانتهى الزمن الذي تأتي فيه طائرة «اسرائيلية» تقصف في لبنان ويبقى الكيان آمناً. قائلاً «من الآن وصاعداً سنواجه المسيّرات «الاسرائيلية» في سماء لبنان وسنعمل على إسقاطها وليأخذ «الإسرائيلي» علماً بذلك.
وتوجه الى الجيش الإسرائيلي على الحدود بالقول: «قف على الحائط على رجل ونصف وانتظرنا» يوماً أو اثنين أو 3 أو 4 وأقول للاسرائيليين ما حصل ليلة أمس لن يقطع، وأقول للإسرائيليين إنّ نتنياهو ينظم انتخابات بدمائكم ويستجلب لكم النار من كلّ مكان».
وقال السيد نصرالله «نحن جيش وشعب ومقاومة، صنعنا أمننا في الجنوب والبقاع ولبنان بأيدينا وتحمّلنا أعباء أن يكون لبنان واحة أمن وسلام ولن نسمح بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء أو أن يصبح لبنان مستهدفاً، وهذا الأمر بالنسبة الينا خط أحمر، ونأمل أن يكون هناك موقف وطني موحد والعودة إلى الإنقسامات لن تقدّم ولن تؤخر وسندافع عن بلدنا عند كلّ حدود وسندافع عن سمائنا بما نستطيع، وهذه المرحلة الجديدة فرضها العدو ونحن حاضرون أن نجوع لكن أن نبقى أعزاء، ونحن أمام مرحلة جديدة وليتحمّل الجميع مسؤوليته في هذه المرحلة».
الردّ في لبنان
وحول ما حصل في سورية أوضح السيد نصرالله أنّ الطيران «الإسرائيلي» أغار على منزل يقطنه شباب من حزب الله وارتقى فيه شهيدان لنا، لافتاً إلى أنّ نتنياهو يكذب على شعبه بأنّ المستهدف هو فيلق القدس. وأضاف «نحن لا نمزح وقلنا للصهاينة اذا قتلتم أيّ مجاهد من حزب الله فنحن لدينا التزام واضح بأنّه إذا قتلت إسرائيل اياً من اخواننا في سورية نحن سنردّ على هذا القتل في لبنان وليس في مزارع شبعا».
وتمنى أن يكون هناك موقف موحد، مؤكداً أنّ المقاومة ستدافع عن البلاد عند كل حدود وفي البحر والسماء بما تقتضيه الحكمة، قائلاً «نحن أهل المعركة التي فرضها العدو، نبيع بيوتنا ونجوع ونقاتل لكن لا نبيع كرامتنا وعزتنا».
منعنا التقسيم
وفي سياق ذكرى النصر أوضح السيد أنّ ما حصل في السنوات الأخيرة وأنهته حرب الجرود لم يكن حدثاً عابراً ولا يجوز أن يصبح كذلك، وأنّ المقاومة قاتلت في المرحلة السابقة لمنع مشروع التقسيم في المنطقة. مضيفاً أنه يجب أن نستحضر من ساند الإرهابيين ودعمهم وزوّدهم بالسلاح وراهن عليهم ودافع عنهم سياسياً وإعلامياً.
واوضح أنّ معركة طرد جبهة النصرة قامت على أكتاف المقاومة وثم كانت المرحلة الأخيرة ضدّ تنظيم «داعش» والتي شارك فيها الجيش اللبناني، وأنّ القرار الرسمي اللبناني بادخال الجيش اللبناني في معركة الجرود كان شجاعاً، ومن الجحود والإنكار تجاهل دور المقاومة والجيش السوري في هذه المعركة.
وأضاف أنه يجب أن نتحدث عن الدور الأميركي الذي طلب من الدولة اللبنانية أن لا تدخل في معركة الجرود، وأن تمنع حزب الله من خوضها، موضحاً أنّ تنظيم «داعش» كانت الحجة الأميركية لإحياء دور قواتها في العراق والآن يعملون على إحيائها لإبقاء هذه القوات في العراق، وأنّ «داعش» اليوم أبعد ما يمكن أن تكون مكانياً عن بلدنا.
وقال السيد نصرالله «حديث الأميركيين عن استعادة داعش قوته في سورية والعراق خطير جداً والتهديد الأميركي لا يزال قائماً وأميركا هي التي نقلت بعض قيادات داعش إلى أفغانستان والطائرات الأميركية لها صور عند العراقيين والأفغان توثق هذا الأمر، وهذا ضمن الرؤية الأميركية لمستقبل أفغانستان المبني على عودة الحرب الأهلية إلى أفغانستان واليوم يجب أن نفخر بالانتصار بكرامة وعزة لكن يجب أن نبقى حذرين بأن الجرح لا يزال مفتوحاً».
ولفت الى أنّ «داعش اليوم أبعد ما يمكن أن يكون عن بلدنا وأيضاً جبهة النصرة أبعد ما تكون عن لبنان وحدود لبنان بعد تحرير كامل الريف الشمالي لحماة والتقدّم والتفوّق الحاصل في ريفي حماة وإدلب يبعد الأخطار عن لبنان وهذا له نتائجه المهمة على سورية، ويعني أنّ سورية تسير بخطى ثابتة نحو النصر والدولة والقيادة والجيش في سورية في أحسن حال وقادرة على صنع الإنجازات والانتصارات وإدلب وشرق الفرات سيعودان إلى سورية، والأخطار الإرهابية والتفكيرية في شكلها العسكري في الحدّ الأدنى أصبحت بعيدة عن حدودنا وهذا ما كان ليحصل لولا الشهداء والجرحى ويجب أن نتوجه بالشكر إلى سورية قيادة وجيشاً وشعباً على كلّ التضحيات ويجب أن نقدّم الشكر إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية».
واوضح أنّ «الخطر بات بعيداً جداً لكن لا يجب أن نتصرّف على أساس أنّ الخطر انتهى والجيش السوري نزولاً عند طلبنا أبقى على انتشاره الواسع على طول الحدود لمنع السماح بعودة الإرهابيين إلى حدودنا على سبيل الاحتياط، قبل أشهر قليلة وصلنا إلى نتيجة بأنه لم يعد هناك حاجة لهذا الانتشار الواسع فتمّ تقليص هذا الحضور بالمقدار الذي يحافظ على أمن الحدود من الجهة السورية ونحن لا نزال موجودين وعندما تدعو الحاجة ممكن أن يلتحق الآلاف».
الامن مسؤولية الدولة
وشدّد الأمين العام لحزب الله على أنّ الأمن في منطقة البقاع هو مسؤولية الدولة، ولا يجوز السماح لأحد أن يدفع بأن يتحمّل حزب الله هذه المسؤولية، بل الدولة مطالبة بتحمّل مسؤوليتها وتكلّمنا مع رئيس الجمهورية وقيادة الجيش لتحمّل المسؤولية الأمنية في البقاع، وتحديداً بعلبك الهرمل الذي حفظ الدولة، ولا بديل عن الجيش لحفظ الأمن.
وحول الوضع الإنمائي في البقاع أوضح السيد نصر الله أنّ نواب المنطقة يتابعون إلى جانب حزب الله المساعي من أجل إنمائها، لافتاً إلى الإصرار على إيجاد مجلس إنماء بعلبك الهرمل، واعتبره بوابة رئيسية للحصول على مشاريع إنمائية للمنطقة، ومن واجبنا أن نسعى بكلّ ما نستطيع للإنماء لكن هناك دولة ينخرها الفساد وقائمة على المحاصصة الطائفية والمذهبية.
ولفت السيد نصر الله إلى أنّ هناك من يتعمّد تشويه صورة البقاع وبعلبك الهرمل وتشويه صورة أهلها، مشدّداً على أنّ أهل هذه المنطقة وشبابها كانوا دائماً يحضرون في كلّ جبهات المقاومة ومعاركها، وأنّ العنوان الحقيقي لأهل هذه المنطقة هو الشرف والشهامة والتضحية والنبل.
ذكرى الصدر
وقال السيد نصر الله أننا على بعد أيام قليلة في 31 آب وتحضرنا ذكرى اختطاف سماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر ورفيقيه، مشيراً إلى «أنّ ما عندنا اليوم وعلى مدى عقود من استنهاض وحضور في الميادين ومقاومة ومن انتصارات يعود بدرجة كبيرة إلى بركة حضور الإمام موسى الصدر في لبنان. مشدّداً على مواكبة قضية الإمام سائلاً الله أن يعيده ليشهد إنجازات المقاومة.»