بغداد وطهران تنعشان خط النفط الذي يوتّر واشنطن
شكّل البحث في ترميم وتشغيل مشروع خط أنابيب النفط الذي يربط بين كركوك العراقية وبانياس السورية، قلقاً للولايات المتحدة.
وكشفت قناة السومرية العراقية عن بدء مفاوضات بين إيران والعراق بشأن استعادة خط أنابيب كركوك – بانياس. الحجّة الرئيسية المؤيّدة لهذا المشروع هي الحاجة إلى تجنب العقوبات الأميركية وتجنب مضيق هرمز، الذي قد يتم إغلاقه في حال اندلاع اشتباكات مسلحة بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة وإيران من جهة أخرى.
وبحسب مقال كتبه، ميخائيل كوفيركو، في «فزغلياد» الروسية، فبالنسبة لإيران، لطالما كانت مسألة خط الهيدروكربونات البري إلى البحر المتوسط قضية مهمة، كما يشير المحاضر في الجامعة المالية التابعة للحكومة الروسية، ليونيد كروتاكوف. ويذكّر بأن الحرب الدائرة في سورية بدأت بعد فترة وجيزة من توقيع إيران والعراق وسورية، في يوليو 2011، مذكرة حول بناء خط أنابيب الغاز من حقل جنوب فارس الإيراني للغاز إلى أوروبا.
يقول كروتاكوف إن من شأن هذا المسار أن يتيح لأوروبا الاستغناء عن الغاز المسال، الخاضع للضغوط الأميركية. ولكن، بسبب الحرب في سورية، لم تنفذ الخطة.. وفي الوقت نفسه تقريباً، نوقشت آفاق خط كركوك بانياس. وبعد تفاقم الوضع في سورية وشمال العراق، تمّ تأجيل البحث فيه.
واستبعد كروتاكوف أن تدفع نية إيران لإنشاء خط أنابيب من العراق إلى سورية، الأميركيين لغزو الجمهورية الإسلامية، لكن هذه الخطط ترفع الرهان في «اللعبة» السورية بشكل كبير. علماً بأن أنبوب كركوك بانياس أحد العناصر المهمة في التكامل الأوراسي في شبكات نقل النفط والغاز، ما سيؤدي إلى إنشاء نظام لإمداد الطاقة إلى أوروبا، مستقل عن الولايات المتحدة الأميركية.
يمكن لروسيا أيضاً المشاركة في ترميم طريق كركوك بانياس. ففي شهر يناير، وقعت شركة «روس نفط» اتفاقية مع وزارة الطاقة والمياه اللبنانية، حصلت بموجبها الشركة الروسية على إمكانية إدارة وتشغيل محطة لتخزين المنتجات النفطية في ميناء طرابلس على البحر الأبيض المتوسط.
ولبنان بحاجة إلى توسيع هذه القدرة على خلفية خطط استثمار حقول الهيدروكربونات في المناطق البحرية، لكن في الوقت نفسه، تراهن الحكومة اللبنانية أن يتمّ في المستقبل تشغيل خط أنابيب كركوك بانياس المتصل بميناء طرابلس.
على الصعيد الأمني المتصل، نفت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، أمس، أي دور للولايات المتحدة في تفجيرات مستودعات الحشد الشعبي في العراق، مؤكدة أن جميع الاتهامات لها بهذا الصدد باطلة.
وقالت الوزارة في بيان: «لم تقُم القوات الأميركية بقصف أو أي هجمات أخرى أدّت إلى تفجير مستودعات ذخيرة في العراق، والحديث هنا على العكس، خاطئ ومضلل ومثير للاشمئزاز» ، مؤكدة على أن واشنطن تدعم سيادة العراق.
تصريحات البنتاغون هذه تأتي بعد اتهامات من الحشد الشعبي العراقي للولايات المتحدة، بإدخال 4 طائرات مسيّرة صهيونية لاستهداف مقار عسكرية ومستودعات أسلحة تابعة لقوات الحشد.
يذكر أن قوات الحشد الشعبي أعلنت الأسبوع الماضي، أنها تعرّضت لقصف قرب الحدود مع سورية تم من قبل طائرات مسيرة صهيونية بدعم أميركي، وأسفر عن استشهاد اثنين من مقاتلي الحشد وإصابة آخر في قصف بطائرتين مسيّرتين مجهولتين استهدفتا نقطة ثابتة للواء 45 التابع للحشد في قضاء القائم في محافظة الأنبار على الحدود مع سورية.
وفي السياق، دعا رجل الدين، مقتدى الصدر، الفصائل العراقية للانسحاب من سورية بحجة حماية الحدود العراقية.
وقال الصدر في بيان نشره على صفحته الرسمية على «تويتر»: «العراق أحق بدماء شعبه مع ما يتعرّض له من خطر كما أنني أؤكد على الرجوع إلى مراجعنا الكرام في كل ذلك، فإن فتواهم الموحّدة هي الملهم الأول لنا ولكل محب للوطن».
وأضاف الصدر: أنني لا أبرئ «العدو الصهيوني» من أفعاله الإرهابية في العراق، بيد أنني على يقين من أنه لا يقدم على هذه الخطوة أو الخطوات فهو يعلم الرد سيكون مزلزلاً لأمنه ونفوذه، فالصهاينة يعلمون أن نهايتهم من «العراق» ومعه… فلن يزجوا أنفسهم في هذه اللعبة التي هي أكبر منهم».
ودعا الصدر إلى اجتماع عراقي بحت من غير تدخل من إيران وسورية للوقوف على آخر المستجدات، فيما يتعلق بتورط «إسرائيل» في قصف مقار الحشد الشعبي «يجب على الحكومة العراقية الإسراع بالتحقق من الأمر ولو بإشراف دولي… فإن ثبت جرمهم وإرهابهم، فعلى الجميع التحلي بالصبر وعدم التفرد بالقرار…».