روحاني: لن يتغيّر الوضع الراهن إذا لم ترفع واشنطن العقوبات وظريف يعلن المضي بالخطوة الثالثة وصالحي يؤكد اليورانيوم الخام سيصل إلى 50 طناً
أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أنه «لن يكون هناك تغيير إيجابي في العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران من دون أن ترفع واشنطن العقوبات المناهضة لإيران».
وقال روحاني، في خطاب بثه التلفزيون الإيراني: «بدون أن تتخلى الولايات المتحدة عن العقوبات ودون العدول عن هذا الطريق الزائف الذي اختارته، لن نرى أي تغيير إيجابي. ويكمن مفتاح التغيير الإيجابي في واشنطن».
وجدّد الرئيس الإيراني، التأكيد على أن «طهران لا تسعى إلى الحصول على أسلحة نووية»، منوّهاً إلى أن «طهران ستواصل تقليص التزاماتها بالاتفاق النووي إذا لم ترفع العقوبات الأميركية».
وقال روحاني في كلمته إن بلاده «مستعدة دوماً للحوار»، مضيفاً: «سنواصل تقليص التزاماتنا في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 إذا لم يجر ضمان مصالحنا».
بدوره، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن «طهران ستمضي بالخطوة الثالثة من تقليص التعهدات في الاتفاق النووي في 6 أيلول المقبل».
وقال ظريف، في تصريحات مع صحيفة «تاغس آنسايغر» السويسرية، إنه «بمجرد بدء الأوروبيين تنفيذ تعهداتهم في الاتفاق النووي فإن إيران لن تمضي بمزيد من الخطوات فحسب بل ستعود إلى نقطة البداية أيضاً».
ونوّه وزير الخارجية الإيراني إلى أن «أوروبا تعهّدت بـ11 تعهداً يشمل الاستثمار والطائرات المدنية والنقل وعودة الشركات الأوروبية»، قائلاً: «نحن لا نطالب بأي من تلك التعهدات أن يكون شرطاً مسبقاً لتنفيذ تعهدات أوروبا بالكامل، نحن نريد فقط أن نتمكّن من بيع نفطنا وتلقي ثمنه».
وأوضح أن «المرحلة الثالثة من تقليص التعهدات في الاتفاق النووي ستبداً الشهر المقبل»، قائلاً: «لن نمضي بالخطوة الثالثة إذا توصلنا إلى تفاهم مع أوروبا وبدأ الجانب الأوروبي بتنفيذه».
وحول دعوة أميركا لزيارة البيت الأبيض، قال ظريف إن «الذهاب إلى البيت الأبيض لمدة نصف ساعة لن تحل مشاكلنا».
وبشأن المفاوضات مع أميركا، أكد أن «الأميركيين هم من غادروا صالة المفاوضات لذلك إذا أرادوا العودة ليقوموا بشراء بطاقة العودة وهي العمل بالتعهدات الدولية»، مضيفاً أنه «يجب أن ينهي الأميركيون قضية منع الآخرين من إجراء تعهداتهم وإجبارهم على انتهاك الاتفاق النووي».
من جهته، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، أمس، أن «إنتاج إيران من اليورانيوم الخام وصل إلى 30 طناً خلال السنوات الأخيرة».
وقال صالحي إن «الإنتاج ارتفع من 10 أطنان إلى 30 طناً، وأن طهران ستعمل لإيصال حجمه إلى 50 طناً».
وأكد صالحي أن «أنشطة الاستكشاف والاستخراج والبحث والتطوير تشهد تطوراً ملحوظاً في البلاد»، لافتاً إلى أن «طهران قطعت أشواطاً كبيرة وتمكنت عبر الاعتماد على القدرات المحلية من تحديد أكثر من 80 من احتياطيات إيران المنجمية من اليورانيوم».
وكشف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن «الصالات الحديثة لأجهزة الطرد المركزي، لديها القدرة على إنتاج 60 جهازاً حديثاً للطرد المركزي يومياً، وقد انتقلت من مرحلة الهندسة العكسية إلى مرحلة التصميم».
وقال صالحي: «لقد تمكنا من خلال الأبحاث وتطوير أجهزة الطرد المركزي الجديدة، من نصب أجهزة طرد من نوع آي آر 6 ، والتي أثارت احتجاج العديد من الدول الأجنبية».
وكانت إيران هدّدت في وقت سابق باستئناف تشغيل أجهزة الطرد المركزي التي توقفت عن العمل، وتخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 20 ، ضمن خطواتها المقبلة في إطار خفض التزاماتها بالاتفاق النووي الموقع في العام 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة الأميركية في أيار 2018.
وشهدت العلاقات الأميركية الإيرانية توتراً وتصعيداً عسكرياً، وذلك بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الذي وقع عام 2015 مع طهران، وبعدها وقوع هجوم على ناقلتي نفط في بحر عمان، إضافة إلى إسقاط طائرة استطلاع أميركية حديثة بصاروخ إيراني فوق مضيق هرمز، واحتجاز حكومة مضيق جبل طارق التابعة لبريطانيا ناقلة نفط إيرانية قالت إن وجهتها سورية التي يفرض عليها الاتحاد الأوروبي عقوبات.