فنان سوري يعيد الحياة للصور القديمة علي رمضان: التاريخ أمانة وواجبنا حمايته كما هو في حقيقته
يمتلك الشاب السوري علي رمضان موهبة منح الحياة للصور القديمة وتلوينها وترميمها، لتبدو كما لو أنها التقطت في التاريخ الحديث، وجعلها تنبض بالضوء واللون.
وعلى الرغم من دراسته كاختصاصي في ميكانيك المركبات، لم يمنعه ذلك من محبة التصميم واحترافه، ليصبح مهنته الرئيسية ومصدر دخله في الحياة بعمله في إحدى وكالات الدعاية والإعلان في المملكة العربية السعودية.
وتحدّث الشاب السوري لـ»سبوتنيك» عن الهواية الفريدة بتجديد الصور القديمة، وعن ظهورها لديه وتعلّقه بها، ويقول: أحببت ذات مرة أن أرى صور الأبيض والأسود بالألوان، فلوّنت صورة لسيدة أجنبية لا أملك عنها أي معلومات، فأعجبتني الفكرة كثيراً، بعدها بدأت بتلوين صورة قديمة لأحد الشوارع في مدينة ليفربول الإنجليزية، ومن هناك بدأت.
ويتابع علي: كنت مشتركاً في مجموعة على موقع الفيسبوك اسمها دمشق بالأبيض والأسود، حيث تنشر صور قديمة لدمشق مع معلومات وتواريخ، فبدأت بأخذ هذه الصور والعمل على تلوينها، وهنا كانت بدايتي في هذا المشروع، لأؤسس بعد ذلك صفحة خاصة بي على الفيس بوك تحمل اسم «تلوين الصور القديمة»، وبدأت بنشر أعمالي فيها.
ويتحدّث الشاب السوري عن صعوبة ترميم الصور وعن التقنيات التي يمتلكها، فيقول: هو ليس بالأمر الصعب، لكن في الوقت ذاته ليس سهلاً، فليس أي شخص قادراً على ترميم الصورة بشكل صحيح، ويجب أن يمتلك الصبر والشغف، فإذا كانت الصورة منقوصة من بعض أجزائها، فاعتمد قليلاً على خبرتي وعلى الأجزاء الموجودة من الصورة، وأحاول أن أكمل ما ينقصها أو تناظراً لها.
ويتابع: ترميم الصور يعتمد بشكل كبير على جنسية الأشخاص في حالة الصور الشخصية، حيث تجب معرفة نوعية الأزياء والملابس الموجودة في هذا البلد خلال الفترة التي التقطت فيها الصورة، والألوان التي كانت دارجة خلال تلك الحقبة، وهذا الموضوع يحتاج إلى بحث طويل وليس سهلاً أبداً.
ويرى الفنان السوري أن العمل على ترميم الصور وتلوينها يحتاج إلى أساسات عديدة، ويضرب مثالاً على ذلك، ويوضح: هناك أسس يجب السير عليها، فعلى سبيل المثال إذا كانت صورة لمدينة أبحث عن صور حديثة للأماكن نفسها، وإذا كانت الأماكن مهدّمة فأبحث عن صور قديمة وأحاول استخلاص التفاصيل منها، لتكون الصورة على أكبر قدر من المصداقية.
ويؤكد رمضان أن الصورة يجب أن تنقل بكل صدق وبأدق التفاصيل لأنها عبارة عن تاريخ وليس من المسموح تغييره، خصوصاً أن مواقع التواصل الاجتماعي تنقل المعلومات حالياً بسرعة وبالاعتماد على النسخ، دون التأكد من المصداقية أو الرجوع إلى المصادر الموثوقة، وهو ما يدفع الفنان إلى التحلي بالأمانة لنقل هذا التاريخ.
ويتابع رمضان: جربت واستطعت إيجاد طريقة لتلوين مقطع فيديو مدته 7 ثوان، واستهلك مني حوالي أكثر من 4 ساعات عمل، وهو لقطة من مسلسل غوار، والفيديو الثاني الذي لوّنته كان للتكية السليمانية في دمشق يعود لعام 1930، وبعدها نجحت بتلوين لقطات عدة لمناظر في دمشق آخرها كان للمسجد الأموي.
ويضيف: وجدت الطريقة لتلوين الأفلام الطويلة، لكن الإمكانات محدودة فلا أملك جهاز كمبيوتر متطوراً يمكن أن يساعد على تلوين أفلام كهذه.
ويواصل الحديث: أنشأت صفحتي على الفيس بوك منذ 3 سنوات، وأحاول توثيق التاريخ بشكل صحيح قدر الإمكان، وهدفي من هذه الصفحة أن يتعرف الناس على تاريخ سورية، لكونه تاريخاً عريقاً وحضارة تمتد لأكثر من 10 آلاف عام، وأرغب في أن يرى الناس كيف كانت سورية من قبل.
سبوتنيك