رئيس الجمهورية: ما حصل من أحداث في الجبل انتهى إلى غير رجعة العلوان: ممتنون للرغبة في تقوية التعاون والعمل مع القطاعات العراقية كافة

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون «حرص لبنان على تعزيز علاقات التعاون بين لبنان والعراق في المجالات كافة»، وأبلغ وزير الصحة العراقي علاء العلوان الذي استقبله في قصر بيت الدين، ترحيبه بـ «التعاون بين البلدين في المجالين الاستشفائي والصحي، والتنسيق في مجال الاستفادة من الخبرات الطبية والعلمية اللبنانية للمساعدة في نهضة القطاع الصحي العراقي الذي مُني بأضرار نتيجة الأحداث التي شهدها العراق خلال الأعوام الماضية».

وخلال اللقاء الذي حضره وزير الصحة جميل جبق، شدّد عون على «التطور الذي حققته صناعة الأدوية في لبنان، بالإضافة الى التقدّم العلمي الجامعي في المجالين الصحي والطبي»، مؤكداً «استعادة الكوادر الطبية اللبنانية في هذا المجال».

وحمل الرئيس عون الوزير العراقي تحياته الى الرئيس العراقي برهم صالح وتمنياته له بالتوفيق، وللشعب العراقي الشقيق الأمن والاستقرار والازدهار.

وبعد اللقاء، أكد العلوان في تصريح على «الدعم المطلق لفخامته بالنسبة الى كل ما سيؤدي إلى تقوية التعاون بين العراق ولبنان في المجال الصحي». مضيفاً «لقد تحدثنا بشكل سريع عن آفاق التعاون لا سيما لجهة إعادة بناء القطاع الصحي في العراق وتقوية التعاون في كافة المجالات بين القطاع الصحي في لبنان والعراق. ونحن ننقل رغبة فخامته في تقوية التعاون والعمل المشترك في كافة القطاعات في العراق، ونحن ممتنون جداً لفخامته بالنسبة الى هذا الاًمر، والى معالي وزير الصحة لهذه الدعوة الكريمة».

أضاف: «نحن نتحدث عن تنفيذ مذكرة التفاهم بين العراق ولبنان. وفي ختام هذه الزيارة ستكون لدينا خطة تنفيذية نبدأ بتنفيذها في أقرب وقت ممكن».

بدوره قال جبق: «سنعمل على بلورة ما تضمنته المذكرة التي وضعناها مع الدولة العراقية، لنصل الى نتائج قريبة جداً على صعيد صناعة الدواء وتصديره الى العراق، وتصدير الكوادر الطبية والمهنية، وذلك لمساعدة العراق الشقيق بكل الإمكانيات الموجودة في لبنان».

واستقبل عون، المستشار السياسي لرئيس مجلس الوزراء غطاس خوري الذي رحّب برئيس الجمهورية في بيت الدين، معتبراً أن «هذه الإقامة تركت أثراً إيجابياً على صعيد تعزيز المصالحة وعلاقات الاخوة القائمة في منطقة الجبل».

وأجرى عون مع خوري جولة افق تناولت الأوضاع السياسية الراهنة، والتحرك لمواجهة التطورات الأخيرة بعد العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية في بيروت.

وكان رئيس الجمهورية اختتم إقامته في بيت الدين، بلقاء شعبي موسّع، ضم عدداً كبيراً من أبناء منطقة الشوف ومن المنتسبين الى «التيار الوطني الحر»، طمأن خلاله «الجميع من دون استثناء، والقلة التي ربما لا يزال لديها بعض القلق، الى ان ما حصل سابقاً في الشوف خلال سنوات الحرب، كان خطأ تاريخياً او سلسلة أخطاء ارتكبت من اطراف عدة. وما حصل كان غير مسموح به إنسانياً ولا هو بعمل عقلاني. لكن خلال التاريخ، حصلت أمور مماثلة له، والإنسان عليه أن يعيش مع الأحياء لا مع أحقاد الماضي. من هنا أهمية قدرتنا على تخطي كل هذه الأحداث، لأنه اذا ما بقينا فيها لا يمكننا بناء المستقبل. بالطبع لا يجب علينا أن ننساها كي لا نكرر أخطاءنا، وأؤكد لكم بأن ما حصل انتهى الى غير رجعة وانا مسؤول عن كلامي».

وأشار الى ان «الحادثة المؤسفة الأخيرة التي حصلت في قبرشمون أعطت عبرة للجميع قائمة على ضرورة عدم تكرارها»، وقال: «طالما انا معكم فلا خوف».

أضاف: «اليوم يشكل خاتمة اللقاءات في قصر بيت الدين بلقاء الأحبة»، مؤكداً «مواصلة العمل من اجل تحقيق الإنماء في المنطقة، من مستشفى دير القمر الى توسيع وتأهيل طرقات القرى وتلبية حاجاتها. وادعوكم الى العودة الى هنا، على الأقل لتمضية فصل الصيف لمن منكم لم يعُد بعد، وذلك من اجل تأكيد تعلقنا بجذورنا لا سيما في المناطق التي لنا فيها ذكريات عزيزة».

وأكد عون أن «لبنان لا يعيش الا بكم. وأتمنى لكم النجاح في أعمالكم العادية كما في أعمالكم الاستثنائية من خلال خياراتكم. واصلوا ما تقومون به فتكونوا من الناجحين».

نصار

وكان العميد المتقاعد جوزف نصار، أكد في كلمته أننا «لا نخاف من شركائنا في المنطقة، فنحن نشاركهم أفراحهم وأتراحهم، كما يشاركوننا أيضاً. وقد تعلمنا من فخامتكم الانفتاح على الآخر واحترام اختلافات الآخرين ورموزهم ومعتقداتهم وخياراتهم. لقد تعلمنا منكم الشجاعة أيضاً كما الإقدام والمطالبة بالحقوق وتحصيلها. ويدنا ممدودة الى الجميع لتحقيقهما تحت قيادتكم الحكيمة».

بعد ذلك غادر الرئيس عون قصر بيت الدين، بعدما أمضى فيه فترة تقارب الأسبوعين، عائداً الى القصر الجمهوري في بعبدا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى