موسكو: الغرب لن يتمكن من إنقاذ الإرهابيين في سورية
أعلن نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي أن الغرب لن يتمكن من إنقاذ الإرهابيين في سورية.
وقال نائب المندوب الروسي خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول سورية، مساء أول أمس: «كلما حققت القوات السورية التفوق في الميدان وبدأت بالتقدم إلى مواقع الإرهابيين، يبدأ زملاؤنا الغربيون بتصعيد الدعوات لوقف العمليات القتالية، كأنهم ينسون قراراتنا المشتركة بشأن محاربة الإرهابيين بلا هوادة».
وتابع بوليانسكي قائلاً: «أريد أن أخيّب آمالكم، يا سادة، هذه العملية لا رجعة فيها. والتوافق من أجل سورية آمنة جديدة قد تمّ. ولم يعد الإرهابيون وداعموهم يمسكون زمام المبادرة. وأنتم لن تتمكنوا من إنقاذهم».
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن «إدلب لا تزال البؤرة الرئيسية للتوتر. ولم يصمد وقف إطلاق النار هناك، ومسؤولية ذلك تقع على عاتق الإرهابيين في إدلب، وليس على دمشق».
وأضاف أن المسلحين شنوا خلال الشهر الحالي وحده أكثر من 30 هجوماً على مواقع الجيش السوري، وقتل خلالها أكثر من 140 عسكرياً سورية وأصيب عشرات المدنيين بجروح.
وأشار أيضا إلى استمرار الهجمات على المواقع العسكرية الروسية، حيث تعرّضت القاعدة الروسية في حميميم لـ 4 عمليات قصف بالصواريخ في أغسطس وحده.
وأعرب بوليانسكي على إطلاق عمل اللجنة الدستورية السورية قريباً، داعياً الدول الغربية لعدم عرقلة هذه العملية.
وأشار إلى أن روسيا «تنظر بتفاؤل إلى إتمام العمل على هذا الاتجاه قريباً. وندعو كافة الأطراف المعنية بنجاح العملية السياسية من أجل تحقيق تسوية راسخة في سورية، إلى عدم وضع عراقيل أمام هذه الجهود».
من جهته، كان مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، وصف الاتفاق الأميركي التركي حول إقامة منطقة آمنة شمالي سورية، بأنه خطوة استفزازية، معرباً عن رفض دمشق القاطع لهذا الإجراء.
وقال الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن حول الوضع في سورية: «إن ما يدعو إلى الاستهجان هو قيام الولايات المتحدة والنظام التركي بالتزامن مع انعقاد الجلسة الختامية لاجتماع أستانا ومباشرة بعد صدور البيان الختامي بخطوة استفزازية أخرى تهدف إلى خلق وقائع جديدة على الأرض في المناطق التي تنتشر فيها قوات هذين البلدين بشكل غير شرعي».
وأضاف أن دمشق أعلنت عن «رفضها القاطع والمطلق له باعتباره يشكل اعتداء فاضحاً على سيادة ووحدة وسلامة أراضيها التي أكدت عليها كل قرارات مجلس الأمن المتعلقة بسورية وانتهاكاً سافراً لمبادئ القانون الدولي وأحكام ميثاق الأمم المتحدة».
وأوضح أن هذا الاتفاق «عرّى من جديد الشراكة الأميركية – التركية في العدوان على سورية وكشف بشكل لا لبس فيه حجم التضليل والمراوغة اللذين يحكمان سياسات هذين البلدين، مؤكداً أن هناك واقعاً خطيراً يتمثل بقيام دولتين معاديتين تدعمان الإرهاب في سورية بالتفاوض علناً على المساس بأراض عائدة لدولة ثالثة هي سورية في الوقت الذي أكد فيه مجلس الأمن في 20 قراراً الالتزام القوي بسيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها».
كما أشار الجعفري إلى أن «محاولات الدول الداعمة للتنظيمات الإرهابية لإعادة تدويرها وتقديمها على أنها معارضة مسلحة معتدلة لن تثني سورية عن الاستمرار في الدفاع عن مواطنيها وفي مكافحة الإرهاب»، مشدداً على أنه «مع كل انتصار تحققه على الإرهاب يشنّ بعض أعضاء مجلس الأمن حملات افتراءات لتشويه هذا الانتصار والتشهير والإساءة لصورة الدولة السورية».
وكان المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، غير بيدرسن، قد أكد خلال الجلسة أن الإعلان عن تشكيل اللجنة الدستورية السورية قد يتم قبل 24 سبتمبر المقبل.
إلى ذلك، أفاد مركز المصالحة الروسي بين الأطراف المتحاربة، بأنه يجري تطبيق وقف إطلاق نار جديد في إدلب السورية اعتباراً من 31 أغسطس/آب .
وجاء في البيان: «بهدف استقرار الوضع، توصل المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة إلى اتفاق من جانب واحد من قبل قوات الحكومة السورية لوقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد بإدلب من الساعة 06:00 من صباح يوم 31 أغسطس 2019».
ودعا المركز الروسي للمصالحة قادة التشكيلات المسلحة إلى التخلي عن الاستفزازات والانضمام إلى عملية التسوية السلمية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
وكان الجيش السوري سيطر مساء أمس الخميس، على مساحات جديدة من ريف إدلب الجنوبي، ضمن عملياته العسكرية المتواصلة لاستعادة السيطرة على شمال البلاد.
وقال قائد ميداني سوري إن «الجيش السوري يسيطر على بلدة التمانعة في ريف إدلب الجنوبي، بعد معارك عنيفة خاضتها قواته ضد مسلحي «حراس الدين»، المسيطر على تلك المنطقة، والتابع لـجبهة النصرة الإرهابية».
وأكد المصدر أن القوات العاملة على اتجاهي ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي «تتابع عملياتها النوعية في دكّ معاقل التنظيمات الإرهابية المسلّحة ودحرها من المناطق التي كانت تتمركز فيها»، مضيفاً أن «الجيش سيطر أمس، على مزارع التمانعة وبلدة الزرزور وتل غبار».
يذكر أن قيادة الجيش السوري كانت أعلنت في 5 أغسطس الحالي استئناف عملياتها في إدلب شمال غرب البلاد، ورد اعتداء الجماعات المسلحة.
وكان الجيش السوري سيطر في 22 أغسطس على مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، وقرى وبلدات عديدة في الريف الشمالي لحماة.