معرض الفنان علي مقوص باللاذقية… بحثٌ بين الذاكرة والحنين والواقع
فاطمة ناصر
بخصوصية تجربته وتميّزها يأخذ الفنان التشكيلي علي مقوص زوار معرضه الذي أقيم بصالة الحكمية للفنون باللاذقية إلى حميمية العلاقة بين الإنسان والمكان ودفء وسحر البيئة الريفية وشخوصها وطقوسها.
ثلاثون عملاً فنياً من تجربة الفنان خلال السنوات الخمس الماضية شكّلت فيها الطبيعة والخيال والطفولة الخيط الأساسي للتجربة كما يوضح مقوص، لافتاً إلى أن المعرض بمثابة بحث له علاقة بالذاكرة والحنين للماضي والبيئة الإنسانية الريفية الخاصة بالساحل.
وأخذ البحث وفق مقوص مراحل عدّة مترابطة فجسّد الواقع الذي قد يتداخل أحياناً مع الحلم عندما يتعلق الأمر بالذاكرة ليعطي عمقاً حميمياً يأخذ اللوحة نحو الروحانية وليس الشكلانية فقط.
الأعمال الفنية جاءت بتقنية لونية متنوّعة بين الأكريليك والزيتي على القماش اهتمّ فيها الفنان بالعمق الغرافيكي للعمل الذي يحوي الحالة الوجدانية ويكثفها كما لجأ فيها إلى التنويع بالأساليب الفنية التي تتداخل بين التجريد والانطباعية والتي تملي حسب مقوص «الأسلوب وكثافة اللون والحس الغرافيكي».
الفنان التشكيلي بولس سركو رأى أن الأعمال التي يقدّمها مقوص في معرضه هي خلاصة تجربته الطويلة في مجال التعامل مع الطبيعة والحالات الشعبية الريفية، مشيراً إلى أن المعرض تميّز بالمقدرة اللونية الخاصة للفنان من خلال تطويع العلاقات الصعبة بين الألوان كالبني المحروق والأزرق وتنويع الأساليب الفنية المتبعة ضمن وحدة أسلوبية جامعة للأعمال تجعل المتلقي يشعر أنه يقف أمام فنان كبير.
من جهته رأى الفنان التشكيلي محمد أسعد سموقان أن تجربة مقوّص الطويلة والمهمة في الفن التشكيلي تظهر في المعرض الذي نشاهد فيه إصراراً على الاستمرار بالتجربة ذاتها والبحث كعلاقة الشجرة مع الأرض والإنسان والذي يدل على أن لديه محبة كبيرة لهذا الموضوع، مشيراً إلى أن الفنان مقوص يتميّز بأسلوبه الغني المختلف عن بقية الفنانين لجهة اللون والعنصر وإدخاله إلى المشاهد بطريقة غير مباشرة من دون اللجوء للإضاءة الشديدة أو الإبهار بالعمل.
والتشكيلي علي مقوص من مواليد اللاذقية عام 1955. تخرّج من كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم التصوير الزيتي عام 1978. درس الفنون في بلدان عربية مختلفة وأقام العديد من المعارض داخل وخارج سورية. أعماله مقتناة في المتحف الوطني البريطاني ومتحف الدوحة ومتحف الفن الحديث في سورية وأماكن مختلفة من العالم.