لافروف: الاتفاق النووي يمثل توازناً دقيقاً للمصالح ولا يمكن تجزئته ظريف: برنامجنا غير قابل للنقاش وندعم مبادرة موسكو للأمن الجماعي في الخليج
اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة وبعض حلفائها في الشرق الأوسط بـ»محاولة استفزاز إيران»، مشدداً على «ضرورة حل المشاكل في الخليج وبين دول المنطقة عن طريق الحوار».
تصريحات لافروف جاءت خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في موسكو أمس.
وقال لافروف: «شركاؤنا الأميركيون بدعم من بعض حلفائهم الإقليميين يحاولون بشكل واضح استفزاز إيران»، مضيفاً أن «واشنطن التي أعلنت انسحابها من الاتفاق النووي، تطالب طهران بتنفيذ التزاماتها بحذافيرها، بيد أن هذا الاتفاق يمثل توازناً دقيقاً للمصالح والتعهدات وحلول الوسط، ولا يمكن تجزئته، بحيث يكون تطبيق جزء منه ملزماً، والجزء الآخر ليس كذلك، فهذا أمر مرفوض تماماً».
وأشار لافروف إلى أن «الوضع المحيط حالياً باتفاق إيران النووي، نتيجة مباشرة لسياسة واشنطن الهدامة، وأكد ترحيب موسكو بجهود الرئيس الفرنسي إيمانوئيل ماكرون لإنقاذ الاتفاق»، مشدداً على «ضرورة أن تبقى المبادرات الفرنسية بشأن إيران ضمن حدود الاتفاق النووي».
من جانبه، قال ظريف إن «هدف الاتصالات التي تجريها بلاده الآن مع فرنسا هو ضمان تنفيذ الأوروبيين لالتزاماتهم بموجب الاتفاق النووي»، مؤكداً أن «روسيا والصين لم يقطعا أبداً التعاون مع إيران في إطار الاتفاق وهما الشريكان اللذان يساعدان في الحفاظ على هذا الاتفاق».
وأكد لافروف بدوره، أن «روسيا وإيران ستتخذان مزيداً من الإجراءات لحماية العلاقات الاقتصادية بينهما من العقوبات الأميركية».
وفي ما يتعلق ببرنامج إيران الصاروخي البالستي، أكد لافروف أن «هذا البرنامج يجري تطويره بشكل مطابق تماماً للقانون الدولي، وهو غير خاضع لأي حظر».
وأضاف لافروف أن «الإيرانيين قد أبدوا استعدادهم للنظر في أي مقترحات بشأن تعزيز الحوار، إذا جاء بالتوازي مع تأكيد الطابع الشامل والملزم للاتفاق النووي».
من جهته، قال ظريف إن على «خلفية إنفاق واشنطن ودول المنطقة عشرات مليارات الدولارات للتسلح سنوياً، تعتبر إيران برنامجها الصاروخي الدفاعي غير قابل للنقاش لا مع الولايات المتحدة ولا مع دول المنطقة».
وأعاد ظريف إلى الأذهان أن «الاتفاق النووي صادق عليه مجلس الأمن، وتنفيذه لا يتوقف على حل مسائل أخرى».
وجدّد ظريف «ترحيب طهران بالمبادرة الروسية للأمن الجماعي في الخليج»، معبراً عن استعداد بلاده لدعم «كل المبادرات الإيجابية التي يقدّمها جيراننا بشأن أمن منطقة الخليج».
وعلّق لافروف وظريف على مبادرة تقدم بها نهاية الشهر الماضي المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسن، الذي اقترح عقد لقاء في جنيف يجمع دول «صيغة أستانا» روسيا وتركيا وإيران وما يعرف بـ»المجموعة المصغرة» التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسعودية ومصر والأردن.
وقال إن الاتصالات بين «ثلاثي أستانا» و»المصغرة» واردة بعد إطلاق عمل اللجنة الدستورية السورية، مضيفاً أن موسكو منفتحة على أي اتصالات بشرط أن تكون لها «قيمة إضافية»، وألا يكون ذلك مجرد «لقاء من أجل اللقاء».
أما ظريف فقال إنه «بصدد الاجتماع مع بيدرسن اليوم»، ومستعد للاستماع لمقترحاته، معتبراً أن «صيغة أستانا هي الآلية الناجحة الوحيدة للتسوية في سورية، ويجب على المجتمع الدولي تقديم المساعدة لها، وذلك بعقد اللجنة الدستورية السورية في المقام الأول».
وقال وزير الخارجية الإيراني، «إن بعض دول المنطقة تعتقد أنه يمكن شراء أمنها من الخارج».
وشدد ظريف، خلال لقائه عدداً من المفكرين الروس وشخصيات أدبية وإعلامية في مبنى السفارة الإيرانية في موسكو، أمس، على أنه «لا يمكن دون إيران، حفظ الأمن في منطقة الخليج».
وأضاف الوزير الإيراني أن «إرسال قوات عسكرية إلى الخليج سيزيد من الخطر الذي يهدد الملاحة والسفن» .
ونوّه بأن بلاده بالذات «تدير مضيق هرمز، ولذلك لا يمكن حفظ أمن الخليج دون إيران».