«أمل» أحيت ذكرى تغييب الصدر ورفيقيه باحتفال حاشد في النبطية بري: لإفهام العدو أنّ كلّ شبر من لبنان مقاوم وإعلان حالة طوارئ اقتصادية وتنفيذ الطائف بكامله
النبطية – مصطفى الحمود
دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري «أفواج المقاومة اللبنانية- أمل»، إلى «البقاء على أهبة الجهوزية والاستعداد، لإفهام العدو بأنّ أرض لبنان وكلّ شبر منه مقاوم»، كما دعا إلى «إعلان حالة طوارئ اقتصادية، يكون برنامجها تنفيذ ما اتفق عليه في اجتماع بعبدا». كما دعا إلى «تنفيذ اتفاق الطائف بكامله، وكلّ النصوص الدستورية، التي لم تنفذ، وهو الأمر الذي يضع لبنان على مشارف الدولة المدنية».
وأكد أنّ «لبنان معني بما يجري في سورية، وأنّ وحدتها أرضاً وشعباً ومؤسسات، هي حفظ لوحدة لبنان، لمواجهة المخططات الإسرائيلية». ورأى أن «الحصار الذي تتعرض له الجمهورية الإسلامية في إيران، سببه موقفها المبدئي مع فلسطين»، مؤكدا أن «لغة الحوار أجدى بكثير من الحرب العبثية المؤلمة في اليمن»، داعيا إلى «وضع حد لهذه الحرب، قبل أن تقضي على وحدة اليمن».
مواقف الرئيس بري، جاءت خلال إلقائه كلمة، في المهرجان الجماهيري الحاشد، تلبية لدعوة حركة «أمل»، لإحياء الذكرى 41 لتغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، الذي أقيم في ساحة عاشوراء في مدينة النبطية يوم السبت الماضي، تحت عنوان «أمل إرثها في ثورتك»، وشارك فيه مئات الآلاف من مختلف المناطق والأطياف الروحية والسياسية والشعبية.
وحضر المهرجان رئيس الحزب السوري القومي الإجتماعي فارس سعد رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان ووزير الاتصالات محمد شقير ممثلاً رئيس الحكومة سعد الحريري، رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد ممثلاً الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الوزراء: الياس بو صعب، صالح الغريب، حسن مراد، غسان عطالله، محمود قماطي، أكرم شهيّب، وائل أبو فاعور، علي حسن خليل، حسن اللقيس ومحمد داود، ممثل رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل النائب سليم خوري، النوّاب: تيمور جنبلاط على رأس وفد من قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي و«اللقاء الديمقراطي»، عناية عز الدين، فادي علامة، حسين جشي، أمين شري، إبراهيم عازار، غازي زعيتر، هاني قبيسي، علي خريس، محمد نصرالله، أيوب حميد، علي بزي، محمد خواجة، علي عمّار، ميشال موسى، أنور الخليل على رأس وفد من مشايخ حاصبيا، ياسين جابر، علي عسيران، عدنان طرابلسي، جهاد الصمد، هنري حلو، هادي أبو الحسن، فيصل الصايغ، أسامة سعد، مصطفى الحسيني، بلال عبدالله وقاسم هاشم، النائب السابق زاهر الخطيب، الشيخ علي الخطيب ممثلاً رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، فيرا يمّين ممثلةً رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية.
وحضر أيضاً: السفير الإيراني محمد جلال فيروزنيا، السفير الفلسطيني أشرف دبّور، رئيس «اللقاء الإسلامي الوحدوي» عمر غندور، عائلة الإمام السيد موسى الصدر: رباب، صدر الدين، حميد ومليحة الصدر، حسن يعقوب ممثلاً عائلة الشيخ محمد يعقوب، زاهر بدر الدين نجل الصحافي عباس بدر الدين، شخصيات عسكرية، ممثلو أحزاب لبنانية وفصائل فلسطينة قضاة، مدراء عامون، فاعليات بلدية واختيارية واقتصادية وتربوية واغترابية وكشفية ونقابية.
نعمل لتحرير الصدر
وقدّم نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «أمل» الشيخ حسن المصري، الرئيس بري، الذي ألقى كلمة أكد فيها «أننا نعمل على تحرير الإمام وأخويه من معتقلات ليبيا، وعلى حدود المؤامرة، وليس في مفرداتنا وثوابتنا غير تحريرهم، ونتائج التحقيقات والاعترافات تتقاطع حول نقل المغيبين من سجن لآخر من السنوات الثقيلة الماضية».
وقال «بين الحين والآخر، تطل علينا أخبار موجهة، هدفها التضليل والتعمية، لذلك أقول لكم، صموا آذانكم عن كل ذلك، فلدى قيادة حركة أمل وعائلة الإمام الصدر ولجنة المتابعة الرسمية، الخبر اليقين والصحيح».
وأضاف «نشدّ على أيدي القضاء اللبناني المختص، ومسألة التسريع في إجراء الآليات ذات الصلة، لجلب المتهمين إلى القضاء، والسعي الحثيث لاستخراج المعلومات من الموقوفين في لبنان وغيرها، مما يساعد على تحديد مكان احتجاز الإمام وأخويه وتحريرهم».
وكرّر دعوته للحكومة اللبنانية ووزاراتها وأجهزتها المختصة، بالقيام بأقصى ما يلزم تنفيذاً للبيان الوزاري، لاقتاً إلى «أن لجنة المتابعة الرسمية كثّفت وتيرة اتصالاتها مع الأطراف الليبية ذات الشأن،رغم صعوبة الوضع في ليبيا، خاصة لحث النائب العام هناك، وسائر السلطات المسؤولة على فتح باب التعاون الجدي والصادق معنا، تنفيذاً لمذكرة التفاهم حول قضية الإمام بين البلدين». وأشار «إلى أن المحقق العدلي في لبنان، أصدر مذكرات توقيف غيابية، بحق سيف الإسلام القذافي وتسعة ليبيين آخرين، في قضية اختفاء الإمام ورفيقيه، وذلك تمهيداً لإحالة هذه المذكرات إلى الشرطة الدولية إنتربول لتعميمها وتنفيذها»، كما أشار «إلى أن وزارة الخارجية في الحكومة الليبية، رفضت مراراً، إبلاغ المدعى عليهم وفق الأصول، رغم وجود اتفاق ومذكرة تفاهم، فجرى إبلاغهم لصقاً، كما ينص قانون أصول المحاكمات الجزائية».
جهوزية أفواج المقاومة
وقال «إن حركة أمل، شأنها شأن محور المقاومة، لن تسمح لإسرائيل بترميم صورتها الردعية في الشرق الأوسط على حسابنا، فهي بعد أن تأكدت أن لا حرب أميركية على إيران، وأن باب التفاوض مع طهران متواصل، عبر الأقنية الفرنسية والأوروبية، وأن الأمور في اليمن وسورية لا تميل لمصلحتها، لم يبق لها سوى جبهة لبنان ومقاومته لتصفية الحساب، وتعديل ميزان القوى، ولا سيما أن نتنياهو يحتاج لنصر معنوي، قبل الانتخابات في 17 من الشهر المقبل أيلول ، فخرقت قواعد الاشتباك القائمة، منذ وقف العمليات العسكرية في 14 آب 2006»، معتبراً أن «عبارات الإدانة وحدها، لن توقف الاستباحة الإسرائيلية وعدوانيتها المتواصلة على لبنان، وحدهم المقاومون يمتلكون سر المعادلة، التي تعيد للأمة اعتبارها وتحفظ أمنها وسيادتها»، مشيداً بـ»الوحدة التي أظهرها كل اللبنانيين، إزاء الاعتداء الصارخ على الضاحية الجنوبية، ولا سيما موقف فخامة الرئيس ودولة الرئيس».
وإذ توجه إلى «أفواج المقاومة اللبنانية – أمل» بالقول «كما كنتم مبتدأ المقاومة وحجر الزاوية، أنتم مدعوون للبقاء على أهبة الجهوزية والاستعداد، لإفهام العدو بأن أرض لبنان كل شبر منه مقاوم»، أكد أن «الشعب والجيش والمقاومة، تشكل الثلاثية الماسية بين اللبنانيين وتوحدهم، حماية من الأطماع الإسرائيلية، التي إضافة لما تحتله من أرضنا لا تزال تحاول سرقة مواردنا وأرضنا ومياهنا الإقليمية».
وقال «منذ خمس سنوات ولبنان يدير مفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية وبمشاركة الأمم المتحدة، لترسيم الحدود البحرية بيننا وبين العدو الإسرائيلي، ورغم تقدم المفاوضات، وكلما اقتربنا من الانتهاء، يحاولون التملص، في سبيل استلاب هذه المرة مزارع شبعا، بحرية كبيرة، ومياهنا ومخزوننا من الغاز والنفط، هذا عدا 13 نقطة في البر»، مستدركاً «بالمناسبة اليوم تم الاعتداء على مزارع شبعا وأحراجها والحرائق مندلعة هناك».
تحدّ وطني كبير
أضاف «إلى جانب كلّ التحديات، التي يواجهها الوطن هناك تحد كبير، يشكل خطراً على المجتمع اللبناني بأكمله، فبعد أن حققنا انتصاراتنا في الميدان، في مواجهة كل أنواع الأسلحة التقليدية، هناك أسلحة خطرة تستعمل هذه الأيام لضرب منظومة القيم والأخلاق، تستهدف الأسر، وبالتالي تريد ضرب مجتمعنا من داخله، بأسلحة خبيثة ومتعددة، منها على سبيل المثال: الكبتاغون والهيرويين، الذي نعتقد أن هناك جهات عدوة تعمل على تفشيها داخل الشباب، الأمر الذي يستدعي أعلى درجات الوعي والانتباه لمواجهة هذه الآفة بكل السبل»، داعياً إلى «مقاومة اجتماعية لحماية منظومة القيم والأخلاق ودفع هذه الأخطار»، وقال»لقد أعطيت توجيهاتي لبناء مراكز لمعالجة المدمنين ورعايتهم»، معتبراً أن «على أجهزة الدولة، أن تتحمل مسؤولياتها اتجاه المروجين والموزعين والمتاجرين بحياة شبابنا وأرواحهم».
تطوير الوطن
وتابع «وفي الداخل اللبناني، وكي لا نبقى نتخبّط بما نحن فيه، وكي يشعر المواطن اللبناني بمواطنيته وارتباطه مباشرة بالوطن، من دون أي وسيط مناطقي أو مذهبي أو طائفي، وصدقوني كي يتطور هذا البلد، ولا يحمل الغل في سياسته، والفتن ويتعرض عند أقل حادثة إلى ما يشبه انهيار النظام، وكي لا يبقى توجس الماضي ماثلا أمام أعين مستقبلنا، ولأن الأحزاب في لبنان، مع الأسف، هي صبغة للطوائف بالمعنى الطائفي، وكي لا نقع في المحظور، أرى أنه علينا أن نسارع لما يلي:
أولاً: إعلان حالة طوارئ اقتصادية، برنامجها تنفيذ ما اتفق عليه في اجتماع بعبدا الجمعة التاسع من هذا الشهر، برئاسة رئيس الجمهورية».
ثانياً: تنفيذ القوانين الصادرة، التي تجاوزت الـ 50 قانوناً، في شتى الحقول الضرورية، والتي تلبي الكثير من متطلبات الشعب اللبناني حالياً، من مشاريع كهربائية وبيئية وخاصة منع الفساد.
ثالثاً: لتنفيذ اتفاق الطائف بكامله، أي كل النصوص الدستورية التي لم تنفذ، الأمر الذي يدخلنا حتماً وتلقائياً، ويضعنا على مشارف الدولة المدنية، التي تربط المواطن بوطنه، بدون وجوه مستعارة وسماسرة وطائفية، ويبقى دائماً أن مجلس الشيوخ، الذي نص عليه الدستور، حامياً لحقوق الطوائف والعقائد والأحوال الشخصية والأمور المصيرية».
ولفت إلى أن كتلة التنمية والتحرير، تقدّمت باقتراح قانون للانتخابات النيابية، منذ فترة وجيزة، يعتبر خطوة متقدمة في هذا المضمار»، آملاً «التعاطي معه بإيجابية من رفاقنا في الكتل النيابية الأخرى، بعد أن عرض عليهم جميعاً».
القضية الفلسطينية هي الأساس
وشدّد على «أنّ القضية الفلسطينية هي الأساس، وقد تأكد ذلك من فشل صفقة العصر، رغم الإغراءات، ورغم التهديد والوعيد، عبثاً، هذه القضية قضية فلسطين، هي أم القضايا ومسراها ومجراها، وهي في عمق الكثير الكثير من الخلافات، التي نراها اليوم في ساحاتنا العربية والإقليمية، ولا أبالغ إذا قلت الدولية، أم القضايا هذه، نحن العرب عندما تفرقنا حولها، غدونا أيادي سبأ، هي قبلة سياسية بقدسيتها وقدسها، فكيف لا نتوجه صوبها؟ تليها مأساة اليمن، هذه المأساة تنتصب سداً دون المصالحة مع الجوار المسلم، ومرة أخرى أصرخ في برية هذا العالم للقول: إن لغة الحوار حولها أقل وأجدى بكثير من الحرب العبثية والمؤلمة، لهذا الشعب، والتي قد تعرضه مرة أخرى للتقسيم، وهي مستمرة في تمزقنا وتفرقنا، رغم أني متفائل بالإشارات التي برزت أخيراً، من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، والتي أصلاً هي قائمة، ويد ممدودة مع الجمهورية الإسلامية في إيران نحوهم، وأرى إمكانية لوضع حد لهذه الحرب، ووجوب إطفائها بهذا التقارب، قبل أن تقضي على وحدة اليمن»، ودعا عربيا، إلى «دور عراقي ثنائي لحل هذه القضية الاقليمية مع الجوار المسلم».
وعن سورية، قال «رغم الانتصارات التي حققتها وتحققها، فلا تزال تتعرّض لمؤامرات حول وحدتها، وقد بدأت في ما لا يصدق حول الجولان، أول مرة قالت إسرائيل إنها تريد ضمّ الجولان عام 1981، انتظر الأميركان، انتظر ترامب أن يهب ما لا يملك، إلى هذا الوقت الآن، مستغلين تفككنا، الأمر الذي يجعلنا نتساءل أين الأمم المتحدة؟ أين مجلس الأمن؟ أين القرارات الدولية؟ وما الذي يخطط الآن من شريط حدودي في الشمال؟».
سورية واليمن وإيران
وأكد أن «لبنان معني بما يجري في سورية، وأن حفظ وحدة سورية أرضاً وشعباً ومؤسسات، هو حفظ لوحدة لبنان، بمواجهة المخططات الإسرائيلية، كما أن سورية معنية بما يجري دائماً في لبنان، فكيف إذا كان لبنان يستضيف أكثر من ثلث عدد سكانه من الأشقاء السوريين، وحتى الآن، لا حوار بين الدولتين، صدق أو لا تصدق، وبصراحة نحن مع سورية في تحرير أرضها، كل أرضها، واستعادة وحدتها وعودة أبنائها، كل أبنائها، وكذلك نحن ضد الحصار المستمر منذ 40 عاماً على الجمهورية الإسلامية في إيران، الذي ازداد في الفترة الأخيرة، لا لشيء، إلا لأن الولايات المتحدة الأميركية، نكلت بالاتفاق النووي، واستعملت هذا التنكيل ذريعة للحصار».
وأوضح أنّ «كلّ ذلك بسبب وحيد أوحد، هو الموقف المبدئي للجمهورية الإيرانية مع فلسطين».
وتمنى لـ»مصر تعميم وجهة نظرها في المحادثات الثلاثية، من أجل النيل، وانتصارها في الحرب ضد الإرهاب، داخل مصر وعلى الحدود بين سيناء وغزة، وعلى الحدود مع الجوار الليبي، وفي السودان نتمنى أن يحتفل الأشقاء هناك، بالانتقال الفعلي إلى الحكم المدني».
لدعم عز الدين
وتوجه بوجه خاص إلى «أهلي في صور وقضاء صور» وإلى جميع كوادر حركة أمل وأعضائها، وجميع الأهل والأصدقاء، «لاعتبار المرشح حسن عز الدين مرشحكم، كما هو مرشح حزب الله، والمشاركة بكل فعالية والعمل لدعمه وانتخابه».