لبنان المنتصر بقوة الحق
عمر عبد القادر غندور
يتوقف عقرب الزمان للحظة واحدة، ليشير إلى رقم جديد هو الألف والأربعماية وأربعون عاماً من الهجرة النبوية الشريفة، التي غيّرت وجه التاريخ، وأرست للبشرية مداميك التوحيد والعدالة والحق الإلهي في شرعته متكاملة ثابتة الى قيام الساعة. وشاء قدر السماء ان تتزامن هذه الذكرى التاريخية مع الأول من محرم عام 61 هجري لتلتقي العشر الأوائل منه حيث مسرح أفظع مجزرة في التاريخ واستشهد فيها حفيد رسول الله وسيد شباب أهل الجنة وقرة عين النبي وأهل بيته وأصحابه في معركة غير متكافئة بين الحق والباطل في كربلاء، وما تلا ذلك من استباحة لمدينة رسول الله وخراب البيت الحرام في مكة بالمنجنيق في عهد يزيد بن معاوية. وفي الأغر الصحيح لدى أهل العلم، انّ السماء بكت في هذه الذكرى للمرة الثانية كما بكت في الأولى بعد استشهاد النبي يحيى بن زكريا على يد الظالمين.
في الأول من العام الهجري الجديد ومع الذكرى السنوية لعاشوراء يعيش لبنان فصلاً جديداً من أزماته السياسية والاقتصادية والأمنية نتيجة العدوان الإسرائيلي، ويواجهه بمسؤولية وطنية جامعة تجلت في مواقف رئيس الجمهورية والرؤساء والجيش والنواب والأحزاب والفاعليات المدنية، بشهادة الثلث الأخير من يوم أول أمس الأحد حيث وفت المقاومة الإسلامية كعادتها بما وعدت وردّت على غطرسة الجيش الاسرائيلي فضربته في وضح النهار باستهداف قاعدة له في «أفيفيم»، مؤكدة له انّ كلّ ضربة للبنان ستُقابَل بضربة مثلها، وانّ الاستهزاء بكرامتنا الوطنية التي يكرّسها الجيش والشعب والمقاومة قد ولّى إلى غير رجعة.
رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي