مزيد من الإشادات بعملية المقاومة ضد الاحتلال: حفظت قواعد الاشتباك وتوازن الردع
تواصلت المواقف المشيدة بالعملية البطولية التي نفذتها المقومة يوم الأحد الماضي ضدّ قوات الاحتلال «الإسرائيلية» في داخل فلسطين المحتلة، مؤكدةً أنّ العملية حفظت توازن الردع وقواعد الاشتباك التي حاول العدو تغييرها.
وفي هذا السياق، قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم «على الإسرائيلي أن يفهم أننا لن نقبل بتغييره قواعد الاشتباك مهما كانت التهديدات ومهما كانت الأخطار، وما حصل هو أكبر دليل على جدية المقاومة، وجدية حزب الله في إبقاء توازن الردع وقواعد الاشتباك محفوظة في هذه المرحلة، ولا يمكن أن يخطو الإسرائيلي خطوات يريدها ويتوقع أن نسكت عنها».
أضاف «انتهى الزمن الذي كان الإسرائيلي يبادر فيه إلى الاعتداء ويكتفي لبنان وغير لبنان بالشكوى إلى مجلس الأمن من دون فائدة، انتهى الزمن الذي يقرّر فيه الإسرائيلي أن يبادر إلى حرب لأنه يعلم أنّ ثمن الحرب عليه أقسى، ولأنّ جبهته الداخلية لا تستطيع أن تتحمّل، ولأنّ تهديداً بعملية لمدة أسبوع شلّ الإسرائيلي في مساحة جغرافية واسعة في منطقة الحدود وعطل قدرات الجيش الإسرائيلي، وهي عملية صغيرة ومحدودة ولا أهداف محدّدة».
بدوره، رأى النائب السابق إميل لحود أنّ «لبنان هو البلد الوحيد في العالم الذي يتمّ الاعتداء على أرضه وسيادته، ليس فقط عبر ما حصل في الضاحية الجنوبية منذ عشرة أيام تقريباً، بل عبر الخروق اليومية للأجواء والمياه الإقليمية اللبنانية، وحين يتمكن من الردّ على هذا الاعتداء، بطريقة دقيقة وفعّالة، يقوم سياسيون فيه بالاعتراض على ذلك، حتى تكاد مواقف بعضهم تتساوى مع مواقف العدو الإسرائيلي».
ولفت لحود، في بيان، إلى أنّ «حجة المعترضين هو أنّ هذا الردّ يجب أن يكون على يد الدولة وأجهزتها، خصوصاً الجيش، علماً أننا لا نمانع أبداً أن يقوم الجيش اللبناني، الذي لا يزايد أحد في انتمائنا الى مدرسته ووفائنا لها، بهذه المهمة، ولكننا ندرك جيداً أنّ الجيش غير مجهّز لمثل هذه الضربات، ولذلك، نتمنّى على جوقة المعترضين، واختصاراً للوقت والجهد كي لا يتكبّدوا عناء السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية، أن يقصدوا السفارة في عوكر ويطلبوا تزويد الجيش بصواريخ شبيهة بصواريخ كورنت التي استخدمتها المقاومة، وحينها نبحث بإعادة النظر بدور المقاومة، وهو الدور السليم الوحيد في جمهورية تسير نحو الهاوية في كلّ شيء».
وختم «إلى أن يحين هذا الأمر، فلتسمح لنا أصوات النشاز ببعض الصمت، كي تقوم المقاومة بدورها وواجبها، وتدافع عن سيادة فرط بها آخرون، وبدل أن يرفع هؤلاء الصوت على الشاشات، فليرفعوا الصوت ومنسوب الكرامة في حضرة سعادة السفيرة. يحتاج الأمر إلى بعض الجرأة فقط».
وأشاد «مؤتمر بيروت والساحل» في بيان «بعملية المقاومة ووصفها «بالبطولية وتثبيتاً لتوازن الردع بين لبنان والكيان الصهيوني».
ولفت الى أنّ «سيد المقاومة السيد حسن نصر الله نفذ وعده بالردّ على العدوان الصهيوني على رجال المقاومة في عقربا، وأعاد تثبيت قواعد الإشتباك الذي يحاول العدو الإسرائيلي تغييرها بعد عدوانه على الضاحية الجنوبية وانتهاكاته المستمرة للسيادة اللبنانية، وقدّم بالعملية البطولية دليلاً جديداً على أنّ لبنان ليس ضعيفاً وأنّ ما يجري على الساحات الإقليمية لم يؤثر على مقوّمات قوّته المتمثلة بالجيش والشعب والمقاومة، وأنّ توازن الردع والرعب لم يختلّ ولا يمكن السماح لعقارب الساعة بالعودة الى زمن كان فيه الصهيوني يسرح ويمرح باعتداءاته على لبنان، فهذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة ولا يمكن ردعه إلا بالقوة والمقاومة».
ورأى الأمين العام لـ «التيار الأسعدي» المحامي معن الأسعد أنّ «الردّ البطولي والنوعي للمقاومة على الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان وسورية أثبت قدرتها على إحباط أيّ معادلة جديدة يحاول العدو الصهوني فرضها بشروطه، وأنّ المقاومة هي من ترسي معادلاتها»، معتبراً أنّ «استهداف المقاومة لآلية صهيونية في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ومشهد الهروب الجماعي لجيش العدو والمستوطنين يؤكد أنّ الغاية من معادلة توازن الردع قد تحققت وأنّ العدو دفع ثمن اعتداءاته».
واعتبر «إعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أنّ الطائرات الصهيونية المسيّرة أصبحت هدفاً للمقاومة، يؤكد معادلة استهداف سلاح الجو الصهيوني وإفقاد العدو الادّعاء بتفوّقه العسكري والاستراتيجي الذي يحظى بدعم من الغرب بقيادة أميركا التي حاولت منع المسّ بهذا التفوّق من خلال منع لبنان من الحصول على منظومة دفاع جوي ومنع وصول أسلحة للمقاومة خشية أن تهدّد سلاح الجو الصهيوني وإلا فإن العقاب جاهز».
وأكد أن «لا بديل عن منظومة الجيش والشعب والمقاومة التي حرّرت الأرض وهزمت العدو»، معتبراً أنّ «إقدام أيّ فريق سياسي على إثارة ما يسمّى بالاستراتيجية الدفاعية محاولة يائسة منه لنزع سلاح المقاومة بشكل غير مباشر هو ليس موضع نقاش ولن يحصل بأيّ شكل»، داعياً البعض الى «الخروج من ارتهانه وتبعياته للخارج والعودة إلى الوطن ومصلحته».
بدورها، أشارت «جبهة العمل الإسلامي» في لبنان خلال اجتماعها الدوري، إلى أنّ «العدو الصهيوني الغاصب بات يدرك اليوم تماماً مدى صدقية المقاومة وسيدها، وأصبح عنده اليقين التام أنه سيدفع الثمن غالياً جداً حين يعتدي على لبنان واللبنانيين».
وتوجهت الجبهة بالتحية «للثلاثية الدفاعية الذهبية، فكلّ التحية للجيش اللبناني وجنوده البواسل وقيادته الحكيمة، والتحية للشعب اللبناني الصامد الأبي الملتف حول جيشه ومقاومته، وكلّ التحية للمقاومة ورجالها الأبطال، وعلى العالم أجمع أن يعلم أنّ حق لبنان وشعبه ومقاومته في الدفاع والتصدي لأيّ عدوان هو حق طبيعي ومشروع».