رام الله تدين زيارة نتنياهو للخليل: استعمارية وعنصرية
وصفت الخارجية الفلسطينية زيارة رئيس حكومة العدو الصهيوني المرتقبة اليوم الأربعاء لمدينة الخليل وبلدتها القديمة وللحرم الإبراهيمي الشريف، بـــ»الاستعمارية والعنصرية» الهادفة لاستمالة الأصوات من اليمين واليمين المتطرف لصالحه.
ودانت الوزارة في بيان صحافي أمس، أنباء تناقلتها وسائل إعلام عبرية، هذه الزيارة «الاستفزازية»، بحجة المشاركة في طقوس رسمية لإحياء الذكرى التسعين لأحداث ثورة البراق، والترويج لرواية الاحتلال إزاء ما حصل فيها.
وقالت الوزارة في بيانها: إن الزيارة تأتي في إطار مخططات اليمين الحاكم في «إسرائيل» لتهويد البلدة القديمة في الخليل بما فيها الحرم الإبراهيمي الشريف، ومصادرة سوق الجملة ومنحه للمستوطنين، خاصة أن المستشار القضائي لحكومة الاحتلال كان قد أصدر أمراً بوقف سيطرة بلدية الخليل على السوق.
كما دانت الخارجية الفلسطينية، عمليات تعميق الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
إلى ذلك، أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أنّ قوات الاحتلال الصهيوني صعدت من اعتداءاتها في مدينة القدس المحتلة، بقرار من أعلى مستوى سياسي صهيوني، وسط مؤشرات واضحة عن توجهات صهيونية لكسر سياسة الوضع القائم في المسجد الأقصى.
وأوضح المرصد الحقوقي الدولي مقرّه جنيف في تقرير أصدره أمس، ويرصد فيه انتهاكات حقوق الإنسان في مدينة القدس خلال شهر أغسطس/آب 2019، أنّ أخطر ما شهدته المدينة كان صبيحة يوم عيد الأضحى 11 أغسطس عندما اقتحم مئات المستوطنين بقرار من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المسجد الأقصى لتأدية طقوسهم التلمودية بذكرى ما يسمّى «خراب الهيكل»، كاسرين العرف السائد بعدم تنفيذ اقتحامات في الأعياد الإسلامية، وسط قمع واسع للمصلين المسلمين أسفر عن إصابة 65 منهم بجروح واعتقال 8 آخرين.
وأشار إلى أنه بعد أربعة أيام من هذا الاعتداء الواسع، أغلقت القوات الصهيونية أبواب المسجد الأقصى، وطردت المصلين منه، بعد قتلها طفلا فلسطينيا وإصابة رفيقه عقب تنفيذهما عملية طعن أصابت أحد أفراد الشرطة الإسرائيلية بجروح طفيفة، وهذه ثالث عملية إغلاق للمسجد ينفذها الاحتلال في غضون مدة وجيزة.
وسجل فريق الأورومتوسطي خلال هذا الشهر اقتحام 3687 مستوطناً إسرائيلياً لساحات المسجد الأقصى ترافقهم حراسات مشددة من الشرطة الصهيونية والقوات الخاصة، رافقتها أعمال استفزازية واعتداءات على المتواجدين في الساحات، ومحاولات لتأدية طقوس تلمودية، موضحًا أنّ عدد المقتحمين هذا الشهر يفوق بمرات عدة المعدل الشهري للاقتحامات.
ورصد المرصد خلال تقريره 17 حادثة إطلاق نار واعتداء مباشر من قوات الاحتلال في أحياء القدس المحتلة، أسفرت عن مقتل طفل وإصابة 110 آخرين بجروح منهم 3 أطفال وامرأتان وصحافيان، وحارسان من حراس المسجد الأقصى، ومسعف.
ووثق فريق الأورومتوسطي تنفيذ قوات الاحتلال 61 عملية اقتحام لبلدات وأحياء القدس المحتلة، تخللها اعتقال 115 مواطنًا منهم 17 طفلاً، و 6 نساء و 6 من حراس المسجد الأقصى، وبدا من الواضح أن قوات الاحتلال تمارس الاقتحام والاعتقال والاستدعاء كأداة للعقاب والترهيب دون أي ذريعة أو سبب قانوني.
ووثق فريق الأورومتوسطي خلال هذا الشهر 8 حالات هدم وتوزيع إخطارات لمنازل المواطنين وممتلكاتهم في القدس المحتلة، ترتب عليها هدم 6 منازل، منها 2 أجبر أصحابها على هدمها ذاتياً لتجنب دفع غرامات باهظة الثمن. كما وزعت ما لا يقل عن 30 إخطارًا لهدم منازل ومنشآت، جميعها تصبّ في سياسة الاحتلال الرامية لتهجير المقدسيين وتغيير الواقع الديمغرافي وطابع المدينة العربية المحتلة.
وأشار إلى أنه مقابل هذا التدمير للمنازل والمنشآت الفلسطينية، وثق 3 قرارات صهيونية تتضمن بناء 5071 وحدة سكنية استيطانية. كما وثق فريق المرصد 9 قرارات صهيونية تقيّد حق الفلسطينيين في تنظيم لقاءات وفعاليات سياسية ورياضية في القدس المحتلة، بذريعة منع مظاهر السيادة الفلسطينية في المدينة المحتلة.
وقال مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المرصد الأورومتوسطي أنس جرجاوي إنّ الممارسات الإسرائيلية في المسجد الأقصى تستهدف بشكل واضح فرض تقسيم زماني ومكاني فيه، وتغيير الأمر الواقع للأسوأ، معبرًا عن خشيته من قرارات أكثر خطورة من الحكومة المقبلة بعد الانتخابات الصهيونية 17 أيلول/ سبتمبر الجاري .
ودعا «جرجاوي» السلطات الصهيونية إلى وقــف سياســة التمييز العنصري بين الفلســطينيين والصهاينة فــي إجــراءات التحقيــق والملاحقــة والمحاكمــة، وإنهاء الاستهداف التعسفي للفلسطينيين وممتلكاتهم في القدس المحتلة.
وجدّد الأورومتوسطي مطالبته المجتمع الدولي بالخروج من دائرة الصمت الخجولة لجهة اتخاذ قرارات ومواقف توقف الانتهاكات الصهيونية الجسيمة لقواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنسان، وتحمل المســؤولية تجــاه القــدس والســكان الفلســطينيين فيهــا وحمايتهــم باعتبارهــم ســكان منطقــة محتلــة بموجــب قــرارات مجلــس الأمــن والجمعيــة العامــة.
كما حثّ المرصد الحقوقي الدولي المنظمات الدولية المعنية على التدخل لوقف سياسة الإبعاد القسري وانتهاك الحريات والحق في العبادة.