منتدى التراث والثقافة يستضيف الفنان مارسيل نصر في «بيت العاصي»

الهرمل ـ عبير حمدان

حين ندعم الوعي والثقافة في مختلف قطاعاتها نتمكّن من الحفاظ على الرقي لدى جيل تحاصره وسائل التطور بما فيها من سلبيات وبالتالي تتفوّق الإيجابيات على ما عداها من استسهال وفعل تشويه للفنّ على قاعدة مواكبة سرعة الزمن. ومن هنا نصون خصوصية كل مجتمع وتراثه وأصالته.

دأب منتدى التراث والثقافة في الهرمل على تحفيز الأجيال كي تتمسّك بكل ما هو جميل من خلال نشاطاته المستمرّة سواء في المطالعة أو إقامة الندوات التثقيفية والفكرية والأمسيات الفنية ليرسخ حضوره كصورة حقيقية لمنطقة يسعى البعض إلى صبغها بصورة نمطيّة لا تشبهها.

وضمن إطار نشاطاته استضاف المنتدى الفنان مارسيل نصر الملتزم بروحيّة الفنّ الأصيل في بيت العاصي على ضفاف النهر.

بدءًا بـ»غيبتك نزل الشتي» و»سألوني الناس» و»عصفور طلّ من الشباك» وصولاً إلى «بالحراب» و»يا بحرية» والكثير من الأغاني المجبولة بتاريخ هذه الأرض بدا تفاعل الحضور مبشراً بأن الوعي أقوى من فعل «الطرطقة» التي يروج لها تجار الكلمة واللحن الرخيص.

لعلّ هذا التفاعل يؤكّد على أهمية ما تقوم به الجمعيات والمنتديات الثقافية التي لا ترتهن لتمويل خارجي مشروط وتضع القضايا المصيرية في سلم أولوياتها.

مارسيل نصر:

الأغاني الملتزمة جزء من ثقافتي

يؤكد الفنان مارسيل نصر أن التربية هي الأساس لناحية صقل الذوق الفني، ويقول في حديث سريع لـ»البناء»: في السهرات هناك من يحب الاستماع وهناك من يشارك ويتفاعل وهذا أمر طبيعي. ونحن اليوم في زمن حيث لكل جيل أغانيه ويبقى الدور الأبرز للتربية من قبل الأهل واختيارهم الأفضل لأبنائهم لصقل ذوقهم الفني، بالتالي يصبح تأثرهم بما هو قائم لاحقاً بين رفاق لهم أقل حين يكون الأساس صلباً ومتيناً من الناحية الثقافية.

ويضيف في إطار متصل: الثقافة الفنية انحدرت بشكل عام على صعيد الوطن كلّه، ولكن من جهتي لا يمكنني الخروج من ثوبي. وهذه الأغاني جزء من ثقافتي وأتمسك بها بقوة، ولا أقبل أن أؤدي أي شيء بعيد عن قناعاتي. قد يكون هناك تقصير دعائي من قبلي لمزيد من الانتشار، ولكن ما أحقّقه يرضيني بنسبة كبيرة.

أما عن اختياره بلدة الهرمل، يقول: حين تواصل معي مسؤول الأنشطة الثقافية في منتدى التراث والثقافة بشير عاصي قال لي إن عدد الحضور يقارب المئة شخص ولاحقاً أعلمني أن الحضور تخطّى المئتي شخص، ولا أخفيك أنني تفاجأت بهذا الحضور، خصوصاً أن معظم الحضور لا يعرفني لكوني خارج دائرة الشهرة المتعارف عليها.

وعن بدايته يشير: بدأت الغناء والعزف على العود كهاوٍ ثم سعيتُ لتطوير قدراتي رغم أني لم أدرس الموسيقى لفترة طويلة.

لنصر مشاركات عديدة في مهرجانات تقيمها البلديات في المناطق، حيث يقول في هذا الصدد: أول مهرجان شاركت فيه كان في التسعينيات في عاليه قدّمت أغاني وطنية كانت مطلوبة في تلك المرحلة بشكل كبير، ثم في مهرجان المغتربين في ضهور الشوير، وفي مهرجانات نيحا الشوف وغيرها. أحبّ الغناء على المسرح، وقد قدّمت حفلات على مسارح جامعات مثل البلمند ومسرح المدينة ومسرح السان جوزيف منطقة المسرح، ولدي مشاركات في مسرحيات للمؤلف والشاعر أدونيس الخطيب.

أما لجهة الأغاني الخاصة يقول نصر: لدي أغنيتان من تلحيني ضمن الإطار الوطني، وأحب الاشارة هنا إلى أني ومنذ العام 2000 اشارك بأمسيات مع شعراء ويمكن القول إني قد أكون الوحيد الذي تمكّن من تلحين قصيدة يلقيها شاعر بشكل مباشر واعتبرها سابقة لافتة ومع أكثر من شاعر.

وعن الشعر يقول: الشعر مثل الطبيعة وفورتها، هناك لغة مستواها جيد وراقٍ وهناك لغة عادية وبسيطة ولكل شخص الحقّ بالتعبير عما في داخله، وفي النهاية من الجيد أن تكون هناك فورة شعرية وأن يكون هناك من يحب الإصغاء رغم تفاوت المستويات.

بشير عاصي: بوصلة منتدى التراث والثقافة المواطنة وفلسطين والمقاومة

من جهته لفت بشير عاصي مسؤول الأنشطة الثقافية في المنتدى إلى أن منتدى التراث والثقافة يُعني بالشأن الثقافي للمواطنين، وقال: منتدى التراث والثقافة يُعنى بالشأن الثقافي ويقوم على وحدة هذا الشعب وبوصلته هو المواطنة وفلسطين والمقاومة بعيداً عن أي خلفيّة سياسية، بمعنى أننا جمعية ثقافية لا تتوخّى الربح وتدعو الى المواطنة وتعمل عليها ومحاربة كل آفات الطائفية والمذهبية والتقسيم.

وعن كيفية اعتماد الأنشطة في المنتدى يقول عاصي: نعتمد الأنشطة التي تجمع الناس وتخفّف من وجعهم ومعاناتهم ولذلك في ما يخصّ النشاطات الفنية الغنائية نركز على الأغاني الفلكلورية والتراثية، من ناحية ثانية لدينا مكتبة تضم 12 الف كتاب لها رواد من الأطفال والكبار ويستعين بها الطلاب للقيام بالأبحاث، كما نقيم ندوات ثقافية وفكرية واجتماعية نستضيف فيها مفكرين وباحثين وصحافيين، وايضاً ضمن اسبوع المطالعة هناك يوم للحكايات الشعبية، ويوم الطفل شيء مقدس لأننا نؤمن بحق الطفل، وهناك أيضاً عيد الموسيقى الذي نعتبره شيئاً مقدساً.

ويعود تأسيس المنتدى إلى العام 1996 بحسب عاصي وعن التفاعل مع حركته ونشاطاته، يقول: نحن نفتح باب الانتساب لكل من يريد ونخبره عن افكارنا ورؤيتنا من خلال انشطتنا التي نقوم بها ومن خلال وسائل التواصل، وطبعاً لدينا مشاريع مدعومة ولكن بعيداً عن أي شروط لا تتناسب مع طموحاتنا، لا نقبل بأي تمويل خارجي، وعلى سبيل المثال رفضنا التعاطي مع الـ USAID التي حاولت تمرير افكارها التي تتعارض مع مبدإنا خاصة في ما يتصل بموضوع القضية الفلسطينية والمقاومة. وتعاطينا مع النازحين السوريين في لبنان وتحديداً في الهرمل يركز على أهمية تذكيرهم ببلدهم لأننا لا نؤمن بتوطينهم وسلخهم عن أرضهم.

ويشير عاصي إلى أن المنتدى استضاف الفنانة أميمة الخليل وفرقة فنية فلسطينية، ونطلب حضور الوزارات المعنية لرعاية نشاطاتنا سواء وافقت أم لم توافق.

وختم بالقول: نعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي لتسويق نشاطاتنا إعلامياً، ونحن اليوم على ثقة أن جريدة «البناء» الحاضرة دوماً لمواكبة كل عمل ثقافي وفني هادف هي خير من يضيء على ما نقوم به كما تفعلون اليوم وفي هذه الأمسية تحديداً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى