رام الله: ما جرى يأتي ضمن مخطّطات تهويد الخليل.. وليلى خالد تؤكد أن الرد عليها يكون بالمقاومة لا بالبيانات

ندّدت رئاسة السلطة الفلسطينية بزيارة رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، إلى مدينة الخليل في الضفة الغربية، واصفة الأمر بـ»الاقتحام» الذي يشكل تصعيداً خطيراً ويستفز مشاعر المسلمين.

وأضافت السلطة الفلسطينية على لسان الناطق باسمها نبيل أبو ردينة، في بيان أمس، أن الزيارة تأتي في سياق الاعتداءات الصهيونية المستمرة على المقدسات، سواء في مدينة القدس أو مدينة الخليل.

وحذر أبو ردينة من «التداعيات الخطيرة لهذا الاقتحام الذي يقوم به نتنياهو»، مشيراً إلى أن الزيارة تهدف إلى «كسب أصوات اليمين المتطرف الصهيوني» وتأتي «ضمن مخططات الاحتلال لتهويد البلدة القديمة في الخليل، بما فيها الحرم الإبراهيمي الشريف».

وتابع: «نحمّل حكومة الاحتلال مسؤولية هذا التصعيد الخطير، الذي يهدف لجرّ المنطقة إلى حرب دينية لا يمكن لأحد تحمل نتائجها وعواقبها».

وأكد أبو ردينة ضرورة تدخل المجتمع الدولي، خاصة منظمة «اليونيسكو»، لوضع حد للانتهاكات الصهيونية ضد مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي الشريف، واتخاذ ما يلزم من الإجراءات لمنعها، باعتبارها ضمن لائحة التراث العالمي.

وكان رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، قال من مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة التي وصلها بعد ظهر أمس، «جئنا إلى الخليل من أجل إعلان الانتصار»، بحسب تعبيره. وأضاف «لقد اعتقدوا أنهم سيقتلعوننا، لكنهم أخطأوا خطأ مريراً، عدنا إلى الخليل، عدنا إلى الكنس والمدارس الدينية، عدنا إلى الحرم الإبراهيمي.. هذا انتصارنا».

وتابع نتنياهو «أنا فخور بأن حكومتي صادقت على خطة الحي اليهودي في الخليل، نحن لم نطرد أحداً، ولكن لا أحد يطردنا، سنبقى في الخليل للأبد».

وشدد قائلاً «نحن نعالج أموراً أخرى في الوقت ذاته، مثل كيفية الوصول إلى الحرم الإبراهيمي، واستعادة الحقوق التاريخية على الممتلكات اليهودية.. لسنا هنا من أجل تشريد أحد، ولكن لا أحد يمكنه تشريدنا».

وذكرت وسائل إعلام العدو أن نتنياهو وخلال زيارته الخليل مكث في خيمة كبيرة بسبب اعتبارات أمنية ولإخفاء ما يجري عن الأحياء العربية المشرفة، وخاصة حي أبو سنينة، ولمنع إمكانية القنص.

وأشارت إلى أنه «وحتى نتنياهو وزوجته يجلسان هنا في الخيمة بين ألواح مضادة للنيران، كل ذلك لأن هذه الزيارة حساسة جداً ولها معانٍ تاريخية كبيرة».

إلى ذلك، اعتبر عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي أن زيارة نتنياهو للخليل لن يغير من الحقيقة شيئاً، بأن الخليل بحرمها الإبراهيمي الشريف كاملاً، وبلدتها القديمة بكل أزقتها كانت وستبقى فلسطينية عربية، مشيراً إلى أن «زيارة السارق لساحة جريمته دليل على عدوانه السافر».

وأكد القواسمي «نتنياهو يسعى لكسب أصوات المتطرفين الذين يسعون لتحويل الصراع إلى ديني، وهذا إفلاس سياسي وأخلاقي، وإعلان فشل، واقتحامه للخليل وللحرم الإبراهيمي يأتي في سياق محاولاته المسعورة للفوز في الانتخابات، واستخدام الدين كأداة في أروقة الدعاية الانتخابية، بعد فشله في تحقيق ذلك بالقوة العسكرية».

في حين اعتبرت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ليلى خالد أن «الرد على نتنياهو لا يكون بالبيانات بل بالمقاومة».

مصادر في الخليل أكدت وعقب الإعلان عن زيارة نتنياهو بأن قوات الاحتلال انتشرت بكثافة في المدينة قبيل زيارته في محاولة منها لمنع التحركات الفلسطينية.

واشارت إلى أنه وبعد مغادرة نتنياهو اعتبر النشطاء أن عدم قيام تظاهرات احتجاجية سببه الانقسام الفلسطيني وعدم وحدة الموقف.

وأعلنت وزارة التربية الفلسطينية عن إخلاء 12 مدرسة في محيط المسجد الإبراهيمي بسبب الزيارة.

كما أغلقت قوات الاحتلال المحال التجارية في مناطق عدة في البلدة القديمة في مدينة الخليل، لتأمين اقتحام نتنياهو.

وانطلقت دعوات في الخليل لرفع الأعلام السوداء على أسطح المنازل رفضاً للزيارة. وفي التفاصيل، فإن نداءً أطلق لأهالي الخليل في البلدة القديمة خاصة في محيط المسجد الإبراهيمي، ومقابل مستوطنة «الدبويا»، لرفع الأعلام السوداء، تزامناً مع زيارة نتنياهو.

كما وجّه النداء للأهالي بعدم التعاطي مع الزيارة ونبذ ومقاطعة أيّ شخصية فلسطينية تحاول استقباله، في حملة تصدّ تحت عنوان «نتنياهو غير مرحب به في الخليل».

وقالت الخارجية الفلسطينية في بيان لها إن الزيارة «استعمارية عنصرية بامتياز يقوم بها نتنياهو في أوج معركته الانتخابية في محاولة لاستمالة الأصوات من اليمين واليمين المتطرف لصالحه».

وأشارت الخارجية إلى أن الزيارة تأتي في إطار مخططات «إسرائيل» لتهويد البلدة القديمة في الخليل بما فيها المسجد الإبراهيمي.

بدورها، حذرت وزارة الأوقاف من «خطورة الزيارة» وطالبت في بيان صحافي، المجتمع الدولي والمنظمات الأممية المختصة بـ»تحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية تجاه معاناة الشعب الفلسطيني في الخليل».

ووصفت الزيارة بـ»التصعيد الخطير، ومساس بمشاعر المسلمين وجرّ المنطقة لحرب دينية ستكون لها عواقب كبيرة».

وقال فلسطينيون يسكنون البلدة القديمة في الخليل، إن السلطات الصهيونية أبلغتهم بإجراءات تضييقية تمهيداً لزيارة «نتنياهو»، كإغلاق المسجد الإبراهيمي أمام المصلين وحظر التجوال والتحرك.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى