رئيس الجمهورية: لبنان كان ولا يزال على رأس المدافعين عن القضايا العربية المحقة
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن «لبنان كان ولا يزال على رأس المدافعين عن القضايا العربية المحقة وفي طليعتها قضية فلسطين، ونحن نسعى في كل المناسبات إلى تحقيق التوافق العربي، لأن الاختلاف بين الدول العربية الذي يحول دون جلوسها معاً حول طاولة مستديرة سيدفع بفرض حلول عليها لا ترغب بها. وموقفنا هذا بات معروفاً سواء في لبنان أو لدى مختلف الدول العربية، وسبق وكررناه في اجتماعات القمم العربية المتتالية أو من أعلى المنابر الدولية في الامم المتحدة»، معرباً عن سروره «للقاء الشباب العربي في الربوع اللبنانية».
كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال استقباله في قصر بعبدا، بحضور وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد، وفدا يضم شبانا وشابات من مختلف الدول العربية يشاركون في نشاطات «مخيم الشباب القومي العربي» الذي انعقد في دار الحنان في البقاع بين 27 آب و4 ايلول في دورته الـ 28».
وأشار إلى أنه «من المؤسف أن تكون الحروب قد فتتت الموقف العربي وحالت دون التوصل الى موقف عربي موحد، فتم استضعافنا»، آملاً «ألا تنجح هذه المحاولة في تحقيق أهدافها»، مشدداً على أن «الجمعية العامة للأمم المتحدة ستصوّت في دورتها المقبلة في 13 الشهر الحالي على إقامة «أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار» في لبنان، وسوف تعلم هذه الاكاديمية مختلف الحضارات والأديان والاتنيات في العالم على قيم السلام الذي لا يمكن ان ينشأ على الورق انما بين مختلف افراد البشر على تنوع انتماءاتهم»، داعيا الشباب العربي الى «تشجيع هذه المبادرة والمساهمة في تعريف مختلف الشعوب على بعضها البعض، فيصبحوا رسل سلام، وتتطور مختلف العلاقات بين العرب انفسهم من جهة وبين العرب والعالم من جهة ثانية».
وكان الوزير مراد تحدث في مستهل اللقاء مشيرا الى أن «للبنان الحصة الاكبر من مختلف دورات مخيم الشباب القومي العربي سنويا، وهو يضم الى لبنان وفودا من سورية، الجزائر، تونس، اليمن، المغرب، الاردن، العراق وفلسطين»، كاشفا انه شخصيا كان «من خريجي الدفعة الاولى من هذا المخيم التي جرت في العام 1991».
ولفت إلى أن «ما يجمعنا هو فلسطين والمقاومة، ونحن نقيم حلقات حوار ونقاش حول مختلف القضايا العربية لإيجاد ما يجمعنا من قواسم مشتركة لتحقيق الهدف الذي نؤمن به، اضافة الى تنظيم جولات في مختلف المناطق اللبنانية للتعرف عليها».
إلى ذلك، كانت للرئيس عون لقاءات سياسية وانمائية وصحية تناولت مواضيع الساعة والتطورات الاخيرة.
وفي هذا الاطار، أجرى الرئيس عون مع النائب جميل السيد جولة افق تناولت الاوضاع العامة، لا سيما منها الوضع الاقتصادي، في ضوء المداولات التي تمت خلال الاجتماع السياسي – الاقتصادي الذي عقد في قصر بعبدا يوم الاثنين الماضي.
واعتبر النائب السيد بعد اللقاء أن «اهم العوامل في تحسين الاقتصاد هو ضبط الإنفاق في المؤسسات العامة في الدولة والتدابير الرادعة للفساد قبل تحميل المواطنين أعباء اضافية في ظل الوضع العام»، وقال: «بحثت مع فخامة الرئيس في الوضع الذي نشأ مؤخرا على الحدود وموقف فخامته، وما حصل اسفر عن اعادة خلق روادع تمنع المساس بسيادة لبنان».
وأشار الى أن «البحث مع الرئيس عون تناول ايضا الأوضاع الامنية والاقتصادية في البقاع التي يمكن وصفها بالمأساوية، لا سيما لجهة تراجع تصريف الانتاج وصعوبات التصدير إلى الدول العربية، ومن واجبات الدولة فتح الاسواق امام هذا الإنتاج لان الامر مرتبط بلقمة عيش المواطنين، فضلا عن ان الضائقة الاقتصادية هي من عوامل الخلل الاجتماعي».
سياسيا أيضاً، وعرض الرئيس عون مع النائب ماريو عون شؤونا سياسية وانمائية، في ضوء النتائج الايجابية التي تركتها اقامة رئيس الجمهورية في المقر الرئاسي الصيفي في قصر بيت الدين، وتم خلال اللقاء، بحسب النائب عون، التركيز على «ضرورة تأهيل طرق منطقة الشوف وفق روزنامة محددة، اضافة الى استكمال انشاء مستشفى دير القمر ومستشفى في الدامور، كما تناول البحث مشاريع عدة طلب الرئيس عون وضعها موضع التنفيذ تشجيعاً لأبناء المنطقة للبقاء فيها صيفا وشتاء».
في مجال آخر، استقبل الرئيس عون نقيب اطباء لبنان في بيروت البروفسور شرف ابو شرف مع اعضاء لجنة الإنعاش السريع لتوقف القلب، الذين اطلعوا رئيس الجمهورية على التحضيرات الجارية لإطلاق حملة التوعية الوطنية لتحسين نسبة النجاة من توقف القلب خارج المستشفى، وذلك خلال المؤتمر الذي سيعقد لهذه الغاية في نقابة اطباء بيروت يوم السبت 28 ايلول الحالي.
ونوّه الرئيس عون بما تقوم به نقابة اطباء لبنان في بيروت ولجنة الانعاش السريع لتوقف القلب، معتبراً ان «هذه الحملة لا بد ان تساهم في التوعية وانقاذ الكثيرين»، مقدراً «دور جمعية الانعاش السريع والمنظمات غير الحكومية المشاركة في هذه الحملة».