عبير نعمة من دمشق: تحية لصمود الشعب السوري… وكلّي فخر بالوقوف على مسرح أوبرا بلد الياسمين
دمشق ـ آمنة ملحم
تختتم أمسيات الأيام الثقافية التي تقيمها وزارة الثقافة على هامش معرض دمشق الدولي بدورته الـ61 في دار الأوبرا بدمشق مع الصوت اللبناني الملائكي الذي يحمل عبق الأرز اللبناني لينشره في دار الأوبرا عبير نعمة وذلك يوم الخميس المقبل في الخامس من أيلول.
وقبيل الحفل عُقد مؤتمر صحافي في بهو الدار حضرته نعمة ومدير الدار أندريه معلولي والذي أبدى ترحيباً بنعمة صاحبة الصوت الذي يليق به مسرح الأوبرا، موضحاً أن ما أثير من ضجة عقب الإقبال الشديد على بطاقات الحفل ونفادها بوقت قياسي هي مؤشرات ايجابية تعكس حالة التعافي في البلد والإقبال الجماهيري على الأصوات الراقية، وأن البطاقات بيعت بشكل اعتيادي والدار وثقت الازدحام على طلبها بالصور.
وفي الإطار ذاته أعربت نعمة لـ»البناء» على خلفيّة المؤتمر عن سعادتها الكبيرة بمحبة السوريين وحزنها لأن البعض لم يحظ ببطاقات للحضور، منوهة بأن الدار حاولت التنسيق لحفل ثان يوم الجمعة إلا أن انشغال الأوركسترا الوطنية السورية التي يقودها المايسترو ميساك باغبورديان قائد الحفل حيث سيكون لها بعد حفل نعمة سفر لحلب لحفل هناك الأمر الذي حال دون القدرة على تنفيذ الفكرة.
وخلال المؤتمر أعربت نعمة عن سعادتها الكبيرة لأنها ستقف على مسرح أوبرا دمشق في بلد الياسمين والذي احتضن كبار الأصوات والموسيقيّين لتبقى صورهم في الذاكرة معلّقة بهذا المكان، لافتة إلى أن برنامج الحفل سيحمل التنوع حيث ستغني أغانيها الخاصة مع مجموعة أغاني تتماهى مع عظمة مسرح الأوبرا ومع الجمهور السوري كما سيكون لسورية نصيب من الأغاني.
نعمة صاحبة الخطّ الفنّي الراقي البعيد عن الدارج من النمط التجاري أشارت إلى أن الزمن الحالي صعب على الأصعدة كافة وحالة الهبوط الفني ماهي إلا انعكاس للهبوط العام أخلاقياً وإنسانياً، ولكن يبقى هناك كثير من الشباب الموهوب والحالم المصرّ على التمسّك بالجمال والموسيقى الحلوة، وهي ستبقي متمسّكة بذلك الجمال. فالمكان يتّسع للجميع وكل له خياراته التي يدافع عنها.
وتصرّ نعمة التي غنّت على مسارح عالمية وجابت بلاداً كثيرة متعرفة إلى موسيقاها بأن موسيقى الشعوب مهما اختلفت فهي جميلة وتتلاقى دائماً، وأن تلك الرحلات زادت من ثقافتها فالموسيقى برأيها لغة للشعوب أيضا وبوابة للتعرّف إلى حضاراتهم وثقافاتهم.
وأكدت نعمة أنها أينما حلّت يبقى مشروعها وهدفها هو الإنسان وأنها تبتعد كلياً عن السياسة، وأن الحروب تضرب الانسان قبل الحجر منوهة بحبها الكبير لسورية التي تركها الكل وفق وصفها إلا أنها لم تترك أحداً، وبقيت قوية صامدة بفضل شعبها الذي أثبت أنه محبّ لأرضه، ثابت، قوي، مثقف، كريم، معلقة «أنحني امام شجاعتكم، وأمام ما عشتوه.. كلنا معكم».
وحول ميلها للتمثيل وتقديم المسرح الغنائي أشارت نعمة إلى حبّها الكبير للتمثيل المقترن بالغناء، حيث ترى فيه سحراً خاصاً وقدّمت مسرحيات غنائية عدة من هذا النمط، أما درامياً فلا مانع لديها أن تخوص التجربة لافتة «إذا بسورية نعم أتمنى أن أخوض هذه التجربة «.
وحول إمكانية طرح ديو غنائي مع أخيها جورج، علقت نعمة بأنه لا بد وأن يأتي يوم ويتعاونان بديو معاً ولكن حالياً لا وجود لهذه الفكرة، وقالت بأنها كأكاديمية ومستمعة تسمح لنفسها القول بأن جورج من أجمل الأصوات في العالم العربي، فطاقاته ليس لها حدود وصوته لا يعرف النشّاز كما أنها ترى بثبات صوته أمراً تعجيزياً، وأنها سبق وتعاونت معه بالألحان.
أما عن وجود نيّة لديها للتوجّه نحو التلحين لمطربين غيرها استبعدت نعمة الفكرة، ولفتت بأنها في الصغر كانت تلحن أكثر أما اليوم فهي مغنية ومن الممكن ان تلحن لنفسها فقط لأنها تفهم صَوتها جيداً، كما أنها من الممكن أن تتوجّه نحو تدريس الموسيقى أكاديمياً ولكن ليس في هذه المرحلة.
وحول خياراتها الغنائية نوهت نعمة بأنها ليست مغنية محدودة الخيارات أو اللغة بل تسعى لتقديم أغاني لكل الناس شرط أن تشبهها وتحبها، ويبقى مزاجها الموسيقي صعباً ودقيقاً ولكن عندما تحب أغنية وترضى عنها تغنيها وتؤمن بها.
وأبدت نعمة ابتعادها عن نمط إعادة احياء أغانٍ قديمة لفنانين آخرين بنمط توزيعي جديد، مؤكدة بأنها ترى أن لكل فنان شخصيته الخاصة والفنان الذي يستطيع تقديم هوية غنائية خاصة به بعيداً عن التكرار أو التقليد هو الذي ينجح.
أما عن انحيازها نحو الموسيقى الروحانية أو الكلاسيكية فترى نعمة أن لا فرق بين موسيقى وأخرى، ولكن لكلّ مكان الأغاني والموسيقى التي تناسبه، والموسيقى كلها جميلة ولكنّ جماليّتها تظهر في الزمان والمكان المناسبين. فهناك أنماط موسيقيّة تناسب دار الأوبرا وتنجح بها لكنها قد لا تناسب مكاناً آخر لذا على الفنان أن يختار بشكل صحيح.
وعن السوشيال ميديا وعلاقتها بها فترى نعمة نفسها غير متفاعلة كثيراً معها لكونها تسرق الوقت والحياة من الفنان كما أنها ليست من هواة نشر خصوصياتها للجميع، ولكن تستخدم السوشيال ميديا في المكان الصحيح فقط.
وعن جديدها تشير نعمة إلى أن في جعبتها مشاريع كثيرة لا تنتهي فقريباً سيطرح ألبومها الثاني الذي كان من إنتاج شركة «يونيفرسال» العالمية وكانت معه أول مطربة لبنانية تنتج لها شركة عالمية ألبوماً غنائياً، كما تستعدّ لحفلات ستتنقل عبرها بين أميركا، ومصر، والبحرين وفرنسا، وسيكون للمسرحيّة الغنائية التي قدّمتها سابقاً في الكويت نصيب حيث سيعاد تقديمها مجدداً.