«الشرعي الأعلى» يدعو لإنجاح الحوار ووقف السجالات وإطلاق العسكريين
شدد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى على «ضرورة إجراء الاستحقاقات الدستورية بدءاً بالانتخابات الرئاسية في أسرع وقت ممكن، والعمل الجدّي لإبعاد لبنان عن كل الأخطار المحيطة به». ودعا كافة القوى السياسية في لبنان الى «وقف السجالات في ما بينها افساحاً في المجال لنجاح الحوار».
وأشاد المجلس في البيان الذي أصدره بعد جلسته الدورية في مقره في دار الفتوى برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان، بأجواء مناخ الحوار بين القوى السياسية المتعارضة على الساحة اللبنانية». ورأى في موقف الرئيس سعد الحريري الأخير «بداية مرحلة جديدة يمكن الاستفادة منها بتعزيز ودعم ثقافة الحوار بين القوى السياسية التي بدأت بخطى ثابتة ومتأنية والذي ينبغي ان يكون حواراً شاملاً وصريحاً وجدياً ليتمكن لبنان في ظل هذه الاجواء من تحصين امنه واستقراره وسيادته».
ودعا المجلس الشرعي الحكومة اللبنانية الى «استكمال الخطة الامنية في طرابلس والشمال بما يؤمن احترام القانون والكرامة الانسانية، وتسريع التحقيقات والمحاكمات احتراماً للقانون»، كما دعا الحكومة ومؤسسات الدولة الى «الإسراع بدفع التعويضات للمتضررين في الحوادث الأخيرة، وإطلاق ورشة إعمار وترميم المناطق المتضررة في احياء طرابلس والمناطق المحيطة بها»، لافتاً إلى «أن الخطة الامنية لا يمكن أن تنجح إلا اذا توسعت لتشمل مناطق البقاع وبيروت وبقية المناطق اللبنانية التي تعاني من انحسار دور الدولة ومؤسساتها الامنية والرسمية».
وطالب المجلس الحكومة بـ«الإسراع لوضع حدّ لمأساة العسكريين اللبنانيين المحتجزين وايجاد كل الوسائل الممكنة والمشروعة لإعادتهم الى ذويهم ومراكز عملهم»، معتبراً هذه القضية انسانية ووطنية بامتياز وهي مسؤولية مشتركة بين كل القوى السياسية والفعاليات المؤثرة سواء كانت متوافقة او متعارضة، فتحرير ابنائنا المحتجزين يجب ان يكون في سلّم اولويات الحكومة اليومية».
وناشد المسؤولين كافة «الاهتمام بالقضية الاجتماعية والمعيشية التي اخذت منحى يوجب اجراء المعالجات السريعة والملائمة لحجم هذه المخاطر»، ومشدداً على ضرورة «تسريع اصدار القوانين ذات الصلة».
ومن دار الفتوى شدد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بعد لقائه المفتي دريان على «أن اكتمال التركيبة الدستورية وتفعيل المواقع التي وضعها الدستور اللبناني كأساس لتسيير اعمال الدولة ضروري لأنه يُعطي الثقة ويُحفّز الى الاستثمار ويخلق اوضاعاً نفسية إيجابيه تُحسّن الاستهلاك»، واعتبر «أن انتخاب رئيس الجمهورية اشارة واضحة على توافق سياسي الذي من دونه لا امكانية لنمو اقتصادي بالشكل الذي نطمح اليه».
وأشار سلامة الى «أن الزيارة كانت مناسبة اطلعناه على الاوضاع المالية والنقدية والاقتصادية والمشاريع التي يدعمها البنك المركزي من اجل تحسين الطلب الداخلي وتحفيز النمو الاقتصادي».
وتشاور دريان مع وفد من بلدة الفاكهة برئاسة أكرم سكرية في الأوضاع العامة وفي الشؤون المعيشية في بلدة الفاكهة. واستقبل مفتي الجمهورية رئيس «مؤسسة المساعدة المباشرة» في اسكوتلندا، دينس روتو فيتش على رأس وفد من المؤسسة في حضور رئيس مؤسسة هيئة الاغاثة والمساعدات الانسانية في دار الفتوى رياض عيتاني والشيخ اسامة طرابلسي، واطلع الوفد المفتي دريان على التقديمات التي يقوم بها في لبنان بالتعاون مع دار الفتوى، وتم البحث في سبل استمرارية هذه المساعدات بإشراف دار الفتوى لتقديمها للمحتاجين والفقراء.