المنطقة الآمنة كذبة
ـ يجهد الأتراك والأميركيون لخلق مناخ يوحي بتفاهمهما على إقامة المنطقة الآمنة في شرق سورية، ثم لا يلبثا أن يضطرا لكشف محدودية التفاهم وعدم تلبيته لما يريده كلّ منهما، فالأميركيون مستعدون لإرضاء تركيا بما لا يصيب السيطرة الكردية بأذى، والأتراك لا يريدون إلا رأس الجماعات الكردية رغم الرغبة التركية بإطالة أمد المرحلة الراهنة وما فيها من مكاسب مالية من صفقات النفط السوري المنهوب بالتشارك مع «قسد» رغم الخلافات.
ـ اللعبة الأميركية التركية تقوم على رغبة الأميركيين بالإيحاء بتفاهم متبادل يكسب منه الأميركي عناداً تركياً في إدلب يعرقل خطة سورية وروسيا في حسم أمرها بأسرع وقت، ويعيد تزخيم التفاوض على مقايضة الوجود الأميركي بالوجود الإيراني باعتباره الهدف الوحيد المتبقي للأميركيين في سورية لجهة ضمان أمن «إسرائيل» في ايّ وضع مستقبلي لسورية، فيما يكسب الأتراك تحسين وضعهم التفاوضي حول إدلب وحول مستقبل الجماعات الكردية على قاعدة مخاطبة روسيا بالقول إنّ الأميركيين قدّموا لنا عرضاً جيداً فماذا تقدّمون؟
ـ موسكو ودمشق متفاهمتان على إدارة التعامل مع هذه الخطة، فالأولوية اليوم هي إدلب والعنوان الروسي للأتراك هو ماذا ستعطون في إدلب قبل أن تعود الكلمة للعمليات العسكرية، وإنْ حصلتم على عرض جيد من الأميركيين فلمَ لا، بينما سورية تقول إنّ الأتراك والأميركيين قوّتا احتلال ولن يتأخر وقت مطالبتهما عملياً بالإنسحاب.
ـ الأميركيون والأتراك لا يملك أحدهما ما يبيعه للآخر ولا ما يشتريه منه، ويعرضون بضاعتيهما للبيع والمقايضة بالواسطة مع روسيا وسورية وإيران لكن لا من يبيع ولا من يشتري…
التعليق السياسي