عبد المهدي: العراق لن يتسبّب في أي أذى لأشقائه وجيرانه
جدّد رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، أمس، موقف بلاده الملتزم بسياسة عدم إلحاق الأذى بأي من الدول العربية المجاورة.
وأكد عبد المهدي، خلال لقائه الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ والوفد المرافق له، أن «الحكومة العراقية تعمل بجد لسيادة القانون وحصر السلاح بيد الدولة، مضيفاً أنها تتصرف بمسؤولية تجاه الأزمة الإقليمية الحالية لحفظ مصالح شعوب المنطقة ودولها».
وشدّد عبد المهدي على أن العراق لا يمكن أن يتسبب بأذى لأشقائه وجيرانه، مشيراً إلى أن سياسة العراق المتوازنة تخدم استقراره واستقرار جميع دول المنطقة.
وكان مكتب رئيس الحكومة العراقية نفى، الأحد الماضي، أن تكون الأراضي العراقية قد استخدمت لشن ضربات جوية ضد المنشآت النفطية السعودية.
وقال مكتب عبد المهدي، في بيان: «ينفي العراق ما تداولته بعض وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي عن استخدام أراضيه لمهاجمة منشآت نفطيّة سعودية بالطائرات المسيرة، ويؤكد التزامه الدستوري بمنع استخدام أراضيه للعدوان على جواره وأشقائه وأصدقائه، وأن الحكومة العراقية ستتعامل بحزم ضد كل من يحاول انتهاك الدستور».
وأضاف: «تم تشكيل لجنة من الأطراف العراقية ذات العلاقة لمتابعة المعلومات والمستجدات، وندعو جميع الأطراف الى التوقف عن الهجمات المتبادلة، والتسبب بوقوع خسائر عظيمة في الأرواح والمنشآت».
وأشار البيان إلى أن «الحكومة العراقية تتابع باهتمام بالغ هذه التطوّرات، وتتضامن مع أشقائها وتُعرب عن قلقها من أن التصعيد والحلول العسكرية تُعقّد الأوضاع الإنسانيّة والسياسيّة، وتهدّد أمننا المشترك والأمن الإقليمي والدولي».
من جهته أشاد الأمين العام لحلف الناتو، بحسب البيان، بـ»التطوّر وتحسّن الأوضاع والمظاهر المدنية، وعبر عن تأييده لسياسة العراق المتوازنة كعامل توازن أساسي في المنطقة».
ونقل البيان عن ستولتنبرغ قوله، إن «حلف الناتو الذي يعمل بموافقة وإشراف الحكومة العراقية وقراراتها السيادية شريك وداعم للعراق وسيادته ووحدة شعبه وللسياسة المتوازنة والحكيمة التي تنتهجها الحكومة العراقية»، مبيناً أن «تنظيم داعش ألحق ضرراً بكل شعوب العالم ويجب القضاء على منابعه وإمكاناته المالية والعسكرية، وأن الناتو يقوم بمهمة تدريب القوات الأمنيّة العراقية وتنمية قدراتها وتقوية المؤسسات العسكرية والأمنية».
وكانت شبكة «سي إن إن» الأميركية زعمت بأن الاعتداء الذي استهدف أمس السبت، معملين كبيرين تابعين لشركة «أرامكو» في المملكة السعودية وتبنته جماعة «انصار الله» اليمنية نفّذ من العراق.
ونقلت الشبكة عن مصدر مطلع على مجريات التحقيق في الهجوم الذي أسفر عن توقف 50 من إنتاج الشركة الحكومية السعودية، قوله إن «المعلومات الأولية تؤكد أن القصف نفذ بواسطة طائرات مسيرة لم تقلع من اليمن بل من العراق».
وفي سياق متصل، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية، أحمد الصحاف، أمس، رفض بلاده الانضمام لأي قوة دولية تحمي الممرات المائية في الخليج العربي، إذا شارك فيها الكيان الصهيوني.
وقال «بخصوص الأمن في الخليج العربي، فإن العراق طرح رؤيته، والتي تنص على أن أمن الملاحة في ممرات الخليج، مسؤولية الدول المطلة عليه».
وأضاف أن «العراق يرفض الانضمام لأي قوة أمنية وعسكرية تقوم على توفير الحماية في الخليج يكون من بينها الكيان الصهيوني، كما أن تشكيل قوة دولية للحماية في هذه المنطقة سيضفي تعقيداً أكبر ولن يكون العراق طرفاً مشاركاً فيه».
وأشار إلى أن «هذا الموقف يستند إلى رؤية عراقية تشير إلى أن الأمن متساو، وغير مجزّأ، لذا على الجميع أن يكون مساهماً في حفظ أمن المنطقة من مساحته الجغرافية».
إلى ذلك، أكد وكيل وزارة الهجرة العراقية، جاسم العطية، اليوم الثلاثاء، رفض بلاده إعادة المهاجرين العراقيين من أوروبا وأميركا قسراً، مشيراً إلى وجود تواصل مع عدد من الدول لوقف إجراءاتها.
وقال إنه «سيترأس بعد أيام وفداً حكومياً عراقياً إلى العاصمة السويسرية جنيف لبحث ملف المهاجرين العراقيين، بالإضافة إلى التأكد من هويات الأشخاص الذين لا يحملون أي أوراق ثبوتية ويدّعون بأنهم من المواطنين العراقيين».
وأضاف أن «الحكومة العراقية تشجع على إعادة المهاجرين العراقيين إلى العراق بشكل طوعي لا قسري، ونحاول أن نخفف من الإجراءات التي تتخذها بعض الدول بهذا الشأن».
ويتحدّث مهاجرون ولاجئون عراقيون في أوروبا وأميركا عن وجود إجراءات تتخذ بحقهم لإعادتهم إلى العراق قسراً.
وكان محافظ نينوى، منصور المرعيد، كشف عن عزم السلطات إغلاق مخيمات النزوح في المحافظة، مشيراً إلى أنه لن يتم إجبار النازحين على العودة «القسرية» لمناطقهم.