الفعل المقاوم أكبر من أيّ سجال
عبير حمدان
تعرفها الأرض وما تضمّه من نجيع أنبت مليون زهرة، يعرفها الطير الذي يسخر من أزيز طائرات الاستطلاع، ولعب الأطفال تعرفها.
إيقاع الريح على تخوم الأسلاك الشائكة يرسم وطناً من نور، هو إيقاع يتخطى كلّ «التغريدات» الفارغة من مضمون الكرامة لتطفو كما الطحالب في مستنقع التملق للمارقين على هامش الحياة لأنهم لا يفقهون أنّ من يحب الحياة ينغرس في أرضه كما الأشجار في وجه المحتلّ لتكون يده جذعاً من رصاص ونبضه قنبلة ونظرته الحراب.
الفعل المقاوم أكبر من أيّ سجال افتراضي، وهو فعل لا يدركه سوى الأحرار، لذلك ليس مستغرباً أن يخرج بعض من يسمّون أنفسهم «إعلاميين» ويطلقون سمومهم على من كسر مشروع العدو، ذلك المشروع الذي ارتبط «بالعمالة» تحت مسمّيات عديدة وبأشكال مختلفة ومعروفة من الجميع.
من يصوّب سهامه اليوم على سهى بشارة لن يتوانى في تصويب مماثل على سناء محيدلي وخالد علوان وبلال فحص وسمير القنطار وكلّ من حمل ويحمل شعلة المقاومة.
بات واضحاً أنّ الصراع قائم بين ثقافة المواجهة والتصدّي وبين ثقافة الخنوع… وهذا الواقع قد يخرج من إطار التقاذف بالمواقف، فمن المسؤول عن هذا الانفلات والى أين يريد أصحاب «الاعتدال» الوصول من خلال أبواقهم المتلوّنة بألف لون…؟
قال سيد المقاومة مرة في خطاب له «سيأتي يوم يقوم البعض بمحاسبة الشهداء وتعليق مشانقهم»… فهل المطلوب ان ننتظر هذا اليوم دون أن نحرّك ساكناً كرمى لأكذوبة «التعايش»؟
شبح «التطبيع» لم يعد مجرد فكرة إنما أصبح وباء سريع الانتشار بكلّ الأساليب سواء من خلال نصوص مكتوبة أو آراء متلفزة أو حتى بلبوس فنية وخطابات فئوية واضحة يسعى أصحابها إلى تبرير كلّ ما فعله «العملاء»، لا بل يجاهرون بفرضية إسقاط التهم بمرور الزمن.
من هنا يجب على كلّ المعنيين تحمّل المسؤولية حيث أنّ المقاومة لا تقف عند حدود السلاح بل هي أسلوب حياة… ومنا من يقاوم بالكلمة ومنا من يقاوم باستحضار تضحيات رموزها ليلقنها للأجيال ومنا من يقول وبشكل مباشر لكلّ خائن حبيب ولكلّ عميل بشارة…