تحقيق استقصائي يكشف تستّر كارتر على تجربة نووية «إسرائيلية»
قال موقع تايمز أوف أزرائيل إنّه «في الـ22 من أيلول 1979، أيْ قبل 40 عاماً، رصد قمر اصطناعي أميركي وميضين من الضوء في المحيط الأطلسي، وخلص المحللون العسكريون الأميركيون في قاعدة باتريك الجويّة في فلوريدا، الذين قاموا بفحص البيانات المأخوذة من القمر الصناعي فيلا 6911، إلى أنّ الوميضين هما علامة واضحة ولا لبس فيها على انفجار نووي، وأبلغوا على الفور سلسلة القيادة العسكرية».
ووفقاً للتقرير الحصريّ الذي نشرته مجلة فورين بوليسي الأميركية، واقتبسته جميع وسائل الإعلام العبريّة في الكيان، «تمّ إطلاع الرئيس الأميركي آنذاك جيمي كارتر على التجربة النووية المزعومة في اليوم نفسه، وقام بعد ذلك بالاجتماع مع كبار المستشارين ومسؤولي الأمن القومي في غرفة العمليات بالبيت الأبيض في صباح اليوم التالي».
وبحسب تقرير مطوَّل ومفصّل نشرته المجلة الأميركية، فإنّ «الرئيس كارتر اتخذ قراراً واعياً بتجاهل الاختبار المفترض، كي لا يُلقي هذا الاختبار بظلاله على النجاحات التي حققها في سياسته الخارجية خلال انتخابات العام المقبل، وخشية منه في أنْ يُقوّض ذلك دعم الولايات المتحدة، بما في ذلك الدعم العسكري والاقتصادي الهائل، الذي مكّن إبرام معاهدة السلام الجديدة بين مصر وإسرائيل في العام نفسه، ولتجنب العديد من المشاكل التي أثارتها التجربة النووية الإسرائيلية، قرر كارتر التستر عليها».
ولا تخفي مجلة فورين بوليسي مواقفها بشأن سياسة الغموض التي تتبعها الحكومة الأميركية فيما يتعلق بالبرنامج النووي «الإسرائيلي»، حيث أشارت إلى تقرير نشرته صحيفة نيوركر الأميركية في حزيران 2018 أفاد بأن «الكيان تلقى رسائل سرية من عدد كبير من الرؤساء الأميركيين والتي فسرها القادة الإسرائيليون على أنها وعد أميركي بحماية أسلحتهم النووية، وبالفعل، قام هؤلاء الرؤساء الأميركيون بحماية أسلحة إسرائيل النووية من التدقيق والانتقاد في الأمم المتحدة والمنتديات الدولية الأخرى».
هذه الحماية، كما يكتب أحد كاتبي التقرير في فورين بوليسي ، وهو الفيزيائي فيكتور جيلينسكي، هي «جزء من نمط دمرّ مصداقية أميركا في مجال عدم الانتشار، وعلى واشنطن ألا توافق على تكميم نفسها، لقد كان هذا دائماً دوراً مُهيناً عرّض أميركا لتهمة النفاق، والآن، في مواجهة تأكيد قوي لانتهاك إسرائيل لمعاهدة الحظر الجزئي للتجارب، أصبح هذا الدور غير محتمل»، كما قال.
أمّا هنري سوكلوسكي، مسؤول سابق في شؤون حظر انتشار الأسلحة النووية بوزارة الخارجية الأميركية فقال إنّ «كل رئيس أميركي منذ ريتشارد نيكسون رفض الاعتراف بامتلاك إسرائيل لبرنامج أو ترسانة أسلحة نووية خطيرة»، مضيفاً أنّ «ذلك سيعرِّض حياته المهنية للخطر في أحسن الأحوال إذا أكد على ضرورة التنديد بإسرائيل كونها منتهكة لاتفاق نووي دولي وقعت وصدقت عليه، وهذا هو ما تتهم إسرائيل إيران بأنّها تقوم به»، على حدّ قوله.
ويقتبس التقرير من مذكرات جيمي كارتر الشخصية: «كان هناك مؤشراً على انفجار نووي، إما جنوب إفريقيا أو إسرائيل تستخدم سفينة في البحر، أو لا شيء. وبعد خمسة أشهر، في 27 شباط، 1980، حتى عندما كانت إدارته تحاول المجادلة بخلاف ذلك، كتب كارتر في مذكراته: هناك اعتقاد متزايد بين علماءنا بأنّ إسرائيل قامت بالفعل بتجربة نووية».
وشدّد الموقع على أنّ «الدولة العبرية ليست من الدول الموقعة على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية لعام 1968، وتمسّكت بسياسة تم تحديدها لأول مرّة للرئيس الأميركي آنذاك جون كينيدي من قبل نائب وزير الأمن الإسرائيلي آنذاك شمعون بيرس، والتي بموجبها: لن تكون إسرائيل أول من يدخل الأسلحة النووية في منطقتناً».