بعجور: متمسكون بمعادلة القوة التي حققت الانتصارات والإنجازات والمقاومة حرّرت لبنان وأرست معادلة الردع بمواجهة العدو الصهيوني الذي لا يفهم سوى لغة النار

خرّجت عمدة التربية والشباب في الحزب السوري القومي الاجتماعي مخيم أشبال منفذية صيدا ـ الزهراني ـ دورة «فلسطين مقاومة لا مساومة»، الذي أقيم في جزين، بحضور العميد د. خليل بعجور، ممثلاً مركز الحزب، رئيس دائرة الأشبال فوزات دياب، أعضاء هيئة منفذية صيدا الزهراني وعدد من أعضاء المجلس القومي ومسؤولي الوحدات.

كما حضر رئيس بلدية جزين السابق سعيد أبو عقل ومخاتير جزين طوني عون ويوسف العرية أبو نجيب وجمع كبير من القوميين والمواطنين والأهالي.

افتتح الحفل بالنشيد الرسمي للحزب، تمّ استعراض الفصائل، فمسرحية تحاكي واقع المقاومة في فلسطين.

قدّمت للحفل الرائدة رؤى قاسم وتحدّثت في كلمتها عن دور الحزب وتاريخه في جزين، مؤكدة على العمل بكلّ ما يعود بالخير للبلدة وجوارها.

كلمة المتخرّجين

وألقت كلمة الخرّيجين الرائدة رزان إسماعيل فاستهلتها بقصيدة بعنوان فلسطين جاء فيها:

بحمى فلسطين شو حلوة الشهادة

الشهادة بأرضها درة ثمينة

إذا استشهدت ع ترابا يا أمي

بِ زلغوطه وبفرحة استقبليني

وحتى القبر يتحوّل لَ جَنِّه

زرعي صورة سعاده فوق صدري

وأمانه تضَلّ زوبعتي بيميني

وتابعت: «أحييكم تحية العزّ من أرض هذا المخيم النابض بالحق والخير والجمال، النابض بتعليم معلّمنا سعاده.

كلّ الشّكر لهيئة المخيم الّتي علمتنا أن نعرف عدونا جيداً، فالجهل واليهود عدوان لدودان لنا ولا يمكننا التخلّص منهما إلا من خلال العقيدة السوريّة القومية الاجتماعية.

أضافت: سنقاتل اليهود الذين احتلوا أرضنا، فالقوة هي القول الفصل في إثبات الحق القومي أو إنكاره. نصارع بعقولنا وأدمغتنا القومية الاجتماعية ونقاتل متسلحين بالإيمان وبالعقيدة التي زرعها فينا معلّمنا سعاده وختمها بدمه. وما أجمل البطولة المؤيدة بصحة العقيدة.

إننا على عهد سعاده باقون، وفلسطين هي قبلتنا، هذه الأرض المغتصبة وأهلها الأباة الذين يرفضون الخنوع والاستسلام».

وأضافت: «ينتهي المخيم ونخرج نحن منه أكثر وعياً لقضيتنا، أكثر ثباتاً على إيماننا بالانتصار بأنفسنا وبأمتنا على الضعف والتفرقة والتبيعة التي خلفها المستعمر، راسخون بالوعي وبأنّ اتصالنا باليهود هو اتصال الحديد بالحديد والنار بالنار.

نعاهدكم أننا سنكون القوة النظامية المعاكسة التي شاءها معلمنا سعاده في وجه الحركة الصهيونية العالمية التي تطمح باغتصاب أرضنا من الفرات والنيل.

وختمت: «أخيراً وليس آخراً، من أرض البطولة جزين هذه الأرض التي قدّمت للنهضة شلالات من مواقع العز، تحية العز نحملها معنا وقد زوّدنا بها هيئة المخيم التي سعت لإرساء مبادئ العقيدة في داخلنا لتطلقها في مجتمعنا رواد وعي ونهضة مؤكدين أننا سنكون على العهد دوماً وأنّ أمتنا وبلادنا ستكون في وجداننا أمةً حرّةً قومية نستمدّ قوتها من تراثها التاريخي العظيم، وإننا نحن أشبال هذه النهضة لن نرضى لأمتنا سوى النصر».

كلمة هيئة المخيم

وألقى كلمة هيئة المخيم آمر المخيم عدنان عبدالله فقال: «نلتقي اليوم في عروس الشلال جزين لنخرّج دفعة من الأشبال والزهرات والرواد الذين راهن عليهم سعاده في بناء نهضة الأمة وضمان مستقبلها عندما قال «إذا ربحتم معركة الأحداث ربحتم معركة المصير القومي».

إنّ ما عشناه خلال الأيام الخمسة التي قضيناها معاً أكد على أنّ بناء الأجيال على مفاهيم وأسس قومية هو ضمان نهضة الأمة وخروجها من حالات التخبّط والتجزئة إلى رحاب المجتمع الواحد والدولة القومية الموحدة».

وأضاف: «لقد طغى شعورنا بالفرح للنتائج التي حققها المخيم على صعيد التنشئة والتدريب على الإرهاق والتعب الذي لازمنا، وخرجنا نحن وأشبالنا متسلحين بمزيد من التمسك بقيم الحرية والنظام والواجب والقوة وأكثر إيماناً بحتمية انتصار قضيتنا.

أتوجه بالشكر للرفقاء والمواطنين الذين أولونا ثقتهم ووضعوا أبناءهم أمانة بين أيدينا، ونطمئنهم أنّ ثقتهم كانت في محلها وبأنّ النتائج المتوخاة من هذا المخيم تحققت، والشكر لهيئة المخيم ولهيئة المنفذية وكلّ الرفقاء والمواطنين الذين ساعدوا على نجاح هذا المخيم».

وختم: «أما أنتم أيها الأشبال والزهرات، يا جند المستقبل، سأفتقدكم كثيراً حيث أصبح كلّ واحد منكم بمثابة ابن لي، إلا إني أعدكم باستمرار التواصل معكم من خلال وحداتكم الحزبية لكي نترجم ما تعلّمتموه داخل هذا المخيم في قراكم وفي تعاملكم مع الأهل وأبناء متحداتكم.

لقد أصبح العام الدراسي على الأبواب، كونوا في طليعة الناجحين، كونوا قدوة لزملائكم في المدرسة، كونوا الإنسان الجديد الذي أراده سعاده».

كلمة المركز

وألقى العميد الدكتور خليل بعجور كلمة مركز الحزب وجاء فيها: «لهذا المخيم في منفذيتنا نكهته وحلاوته المميّزتين المستمدّتين من طبيعة جزين الخلابة ومن نقاوة بيئتها، مما جعل من جزين عروس مدن الجنوب وأجمل مصايفه .

ولهذا المخيم أبعاده المميّزة المستمدّة من تاريخ حزبنا العريق في جزين الذي بدأ مع تأسيس الحزب في ثلاثينات القرن الماضي، واستمرّ جيلاً بعد جيل، ثابتاً كثبات صخورها شامخاً كشموخ تلالها جميلاً كجمال طبيعتها نقياً كنقاوة بيئتها» .

وتابع: «بلغني أنّّ مجموعة تسمّى حزباً قد اعترضت على إقامة هذا المخيم وعلى مسيرة الأشبال في وسط المدينة. نحن لا نستغرب اعتراضهم ونحن ندرك ويدركون أنهم ارتكبوا جريمة بحق حزبنا، ويخافون أن نكون ثأريّين حاقدين، ولهؤلاء نقول: لقد ثأرنا لشهدائنا عندما حرّرنا لبنان من رجس الصهاينة العام 2000 وسحقنا جيشهم عام 2006 وهزمنا مشروعهم وأدواته من الإرهابيين في الشام، وستشهدون ثأرنا القريب في فلسطين» .

وأضاف بعجور: «ها هم الآن في ساحة هذا المخيم الشهداء جوزيف شداد وأنطون صوايا وعدنان إسماعيل ونخله نخله يطلون مزهوّين باسِمين مردّدين لأجلك يا سورية هذا القليل، وما أشدّ اعتزازنا بكم وما أعظم الانتصار الذي تسيرون إليه.

يا أهلنا في جزين، نحن لم نكن يوماً إلا رسل محبة وسلام ونحمل في أنفسنا كلّ حق وكلّ خير وكلّ جمال. لا نميّز بين طائفة وأخرى أو منطقة وأخرى. لغيرنا من رعاة التعايش أن يزرع التفرقة والتعصّب المناطقي والطائفي والمذهبي، إنما نحن نربّي أجيالنا على وحدة الحياة والمصير، شعب واحد في أمة واحدة نضع مصلحتها فوق كلّ مصلحة مؤمنون بأننا كلنا مسلمون لرب العالمين وأن ليس لنا من عدو يقاتلنا في ديننا ووطننا سوى الصهاينة اليهود» .

وتابع: «يا أهلنا ثقوا أنّ مناطقكم ومدنكم وقراكم وبلداتكم تقوى بوحدتها وتفاعلها وتضعف بالانقسام والتجزئة.

اسألوا أنفسكم ماذا قدّمت الطائفية للبنان واللبنانيين سوى الانقسام والشرذمة والتقاتل وانعدام الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وطبابة وتعليم وضمان شيخوخة وانعدام لفرص العمل وتراكم للنفايات وإفلاس بات على قاب قوسين أو أدنى.

آمنوا بأنّ خلاصكم يكمن في إلغاء النظام الطائفي الذي يستظله عتاة الطوائف للمحاصصة والفساد والإثراء على حساب الوطن والمواطنين.

لا تصدّقوا التجار الذين يقولون إنّ التوازن الطائفي ضمان استمرار لبنان واستقراره، فالعلّة تكمن بوجود الطائفية في النفوس، ثقوا أنّ النظام الطائفي هو المصدر الأساسي للتعصّب الطائفي وأنّ إلغاءه والاعتماد على التنشئة الصحيحة والتربية الوطنية هما ضمان زوال الطائفية ووحدة الشعب، وانْ أردتم نموذجاً فها هو الحزب السوري القومي الاجتماعي خير نموذج ودليل».

وتابع: «إنّ قيام الدولة المدنية هو ضمان وحدة لبنان واستقراره، وانّ قوة لبنان المتمثلة بشعبه وجيشه ومقاومته وتفاعله مع محيطه القومي هي ضمانة أمنه وسلامته وتقدّمه.

وقال بعجور: في ظلّ تسارع الأحداث الكبرى في لبنان والمنطقة، والتي قاربت الانفجار الكبير الذي سيغيّر واقع المنطقة بكامله، قولوا للذين يعملون على بث العصبية الكيانية ويدّعون أنّ «قوة لبنان في ضعفه»، وأنّ خلاص لبنان بحياده عن فلسطين ومحيطه القومي: كفاكم كذباً وخداعاً… ماذا قدّم ضعف لبنان وحياده التاريخي للبنان، هل منع هذا الحياد العدو الصهيوني من احتلال القرى اللبنانية السبع في عام 1948؟ هل منع هذا الحياد والضعف اجتياح العام 82؟ هل حرّرت قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن شبراً واحداً من لبنان، وهل استطاعوا مجتمعين أن يمنعوا الصهاينة من اختراق حدودنا المائية والبرية واستباحة أجوائنا، وهل حال حياد لبنان دون سيطرة الإرهابيين على قسم من أرضه والقيام بعمليات تفجير إرهابية في عمق عاصمته بيروت».

وتابع: «وحدهُ الاعتماد على القوة التي أرستها معادلة الشعب والجيش والمقاومة بتفاعلها مع شام الصمود والمقاومة هي التي حرّرت لبنان وأرست معادلة الردع مع هذا العدو الذي لا يفهم سوى لغة النار. ولعلّ ما قام به العدو مؤخراً بإرسال الطائرات المفخخة إلى العاصمة بيروت هو دليل جديد على أساس ما يخطط له هذا العدو وخرق فاضح لمنطق الحرية والسيادة والاستقلال الذي يتشدّق به البعض .

يا هؤلاء عن أيّ حياد تتحدّثون وعلم الكيان الصهيوني يحدّد أنّ «أرض إسرائيل من الفرات إلى النيل»، إنْ لم تستعمر «إسرائيل» لبنان حرباً ستعمل على استعماره سلماً. هذا العدو يدرك أنّ حربه معنا هي حرب وجود، يكون فلا نكون أو نكون فيزول، وسنكون وننتصر.

كلّ الحروب والمؤامرات في كيانات الأمة هي نتاج سياسة هذا العدو من حربه الإرهابية على الشام حيث يتدخل مباشرة كلما لاحت بوادر النصر النهائي وانهزام المؤامرة، إلى لبنان الذي تمارَس بحقه العقوبات والحصار الاقتصادي في محاولة لإيجاد شرخ بين المقاومة والشعب، إلى فلسطين الذي يمارَس بحق أبنائها أبشع جرائم القتل والاعتقال وانعدام فرص العيش لإخضاع هذا الشعب وإرغامه على القبول في صفقة القرن. وما العقوبات على الجمهورية الإسلامية وتصويرها كعدو للعرب سوى حلقة من هذه المؤامرة بسبب موقف إيران الداعم لقضايانا ولمقاومتنا .

وفي هذا السياق وعلى وقع الانتصارات المتتالية وحالة الهستيريا التي يعيشها العدو الصهيوني نؤكد أنّ وحدة الموقف وتفاعل المقاومات على امتداد ساحات المواجهة هو ضمان الانتصار» .

وأردف: «هنا لا بدّ أن نحيّي مقاومتنا وجيشنا وشعبنا ورئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون على موقفه الحازم بدعم المقاومة عبر تأكيده على حق لبنان في الدفاع عن أرضه وأجوائه وسيادته بكلّ الوسائل والسبل. كما نثمّن موقف الحكومة من العدوان الصهيوني الأخير.

تحية لشعبنا الفلسطيني البطل بكافة مكوناته لثباته وإجماعه على رفض صفقة القرن، وندعو إلى تعزيز وحدته حول المقاومة المسلحة التي أثبتت فعاليتها في حروب غزة كلغة وحيدة يفهم بها العدو بعيداً عن أوهام التسوية ليبقى شعارنا فلسطين مقاومة لا مساومة .

تحية للجيش السوري وحلفائه ونسور الزوبعة والقوى المقاومة في الشام التي تسطر أروع ملاحم البطولة وباتت على قاب قوسين أو أدنى من النصر.

وختم بعجور متوجهاً إلى الخريجين بالقول: «لقد تعلمتم الكثير في هذا المخيم وشرح لكم المدرّبون أهمية الدور الذي ينتظركم وحجم الرهان الكبير على دوركم المستقبلي في تقرير مصير الأمة والوطن، ولن أردّد ما سمعتموه يومياً وتكرّر على مسامعكم أكثر من مرة. أريدكم أن تحفظوا بعض ما تعلمتموه كما تحفظون أسماءكم، عندما يسألكم أيّ شخص من هو عدوكم قولوا اليهود.

وعندما يسألكم عن طائفتكم قولوا نحن وطنيون ولسنا طائفيين، طائفتنا هي الوطن.

في هذه اللحظات توجد طائرات صهيونية فوقنا، اعلموا أنّ عدوّنا تمكّن من صنع الطائرات بالعلم، فإذا أردتم هزيمته عليكم أن تثابروا على تحصيل علومكم، اذهبوا إلى مدارسكم وكونوا بين الناجحين لأنكم قوميون اجتماعيون. اعلموا أنّ احترام الأهل هو واجب، وكلّ شخص لا يحترم أهله ولا يطيعهم لا يكون قومياً اجتماعياً. احرصوا على نظافة بيئتكم، لا ترموا النفايات في الشوارع، وإذا رأيتم شخصاً يقوم بذلك اشرحوا له مضارّ هذا الأمر وعلموه كيف يحافظ على بيئته. اذهبوا إلى قراكم مزوّدين بما تعلمتم من مهارات فكرية ورياضية ثقوا بأنفسكم فالمستقبل لكم.

التحية لهيئة المخيم فرداً فرداً على الجهد الاستثنائي الذي بذلوه لإنجاح هذا المخيم، وأحيّي مفوضية جزين التي كان لها الدور الأساسي في إقامة المخيم داخل جزين. وأتوجه بالشكر لسعادة قائمقام جزين والقوى الأمنية وبلدية جزين وصاحب الأرض الذي استضافنا في مخيمه ولكلّ من ساهم معنا في إنجاح مخيمنا هذا».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى