الصين ترفض دخول نواب بريطانيين إلى هونغ كونغ
عبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن اعتقاده بأن القرار الصيني بمنع لجنة برلمانية بريطانية من زيارة هونغ كونغ خاطئ ولم يؤد إلا إلى زيادة المخاوف بشأن المستعمرة البريطانية السابقة.
وقال ريتشارد أوتاواي رئيس لجنة العلاقات الخارجية البريطانية أمس إن مسؤولين في السفارة الصينية أبلغوه أنه لن يسمح له ولنواب في مجلس العموم البريطاني بدخول هونغ كونغ في إطار جمع المعلومات لتحقيق بشأن التقدم الذي أحرز نحو الديمقراطية هناك.
وانتقد المتحدث باسم كاميرون بحدة القرار الصيني في تصعيد لنزاع دبلوماسي يهدد بإلحاق الضرر بالعلاقات بين لندن وبكين في وقت تتوثق الروابط التجارية والاقتصادية بين البلدين، وقال إن هذا القرار «سيؤدي إلى نتائج عكسية لأنه يساهم فقط في تضخيم المخاوف بشأن الوضع في هونج كونج عوضاً عن تقليصها».
وأضاف أوتاواي للصحافيين «إنه كاميرون يعتبر أن القرار المتعلق بلجنة العلاقات الخارجية خاطئ» مشيراً إلى أن وزير الخارجية فيليب هاموند اشتكى من هذه المسألة في لقاء مع نظيره الصيني في الأسبوع الماضي على هامش اجتماع في العاصمة النمساوية فيينا.
من جهة أخرى، قالت هوا تشون ينغ المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية إنه من حق بكين التام أن تقرر من تسمح له بدخول المنطقة واصفة تصميم اللجنة البريطانية على الزيارة بأنه مواجهة علنية. وأضافت في إفادة صحافية يومية في بكين أمس: «إن شخصاً ما في لجنة تحقيق الشؤون الخارجية البرلمانية البريطانية قال إن منع الصين دخولهم هونغ كون بمثابة مواجهة علنية».
واستطردت هوا تشون ينغ: «قالت الصين مراراً لبريطانيا إنها تعارض تماماً توجه ما يسمى بوفد لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان البريطاني إلى هونغ كونغ لإجراء ما أطلق عليه تحقيق وطلبت منها إلغاء الزيارة»، وأضافت: «إذا كان أعضاء بعينهم في البرلمان البريطاني عازمين على القيام بالزيارة فهذه هي المواجهة العلنية وهي أمر لا يفيد العلاقات الصينية ـ البريطانية».
وتأتي أنباء عدم تمكن اللجنة من زيارة هونغ كونغ في وقت اشتبك آلاف المحتجين المطالبين بالديمقراطية مع الشرطة المدينة بشأن طريقة انتخاب الحكام المقبلين في 2017.
وأجبر آلاف المحتجين المطالبين بالديمقراطية السلطات على إغلاق مقر الحكومة بشكل موقت بعد اشتباكهم مع الشرطة في تحد لأوامر السلطات بالتراجع بعد تظاهرات على مدى أكثر من شهرين.
وقال ليونج تشون ينج رئيس السلطة التنفيذية في المدينة إن الشرطة تحلت بضبط النفس لكنها الآن ستتخذ إجراء حاسماً ما يشير إلى نفاد صبر السلطات، وأضاف: «بعض الناس أساءوا تفسير تسامح الشرطة على أنه ضعف. أدعو الطلبة العازمين على العودة الليلة إلى مواقع الاعتصام ألا يفعلوا».
وتعدى عشرات من المحتجين يستخدمون دروعاً خشبية ومتاريس معدنية على الشرطة فيما نبهت الشرطة عليهم بضرورة التقهقر. واستخدمت قوات الشرطة الهراوات ضد المتظاهرين في محاولة لإبعادهم.
وتفجرت حالة من الفوضى حين بدأ مستخدمو وسائل النقل في الذهاب إلى العمل بينما طوق مئات المحتجين حي أدميرالتي في هونغ كونغ الذي يضم المكاتب ومتاجر البيع بالتجزئة في مواجهة سادها التوتر مع الشرطة. واضطرت مكاتب الحكومة المركزية والمجلس التشريعي إلى إغلاق أبوابها في الصباح كما فعلت متاجر كثيرة.
وأدت أحدث مواجهة التي استخدمت خلالها الشرطة الهراوات ورذاذ الفلفل ضد المحتجين إلى منع الوصول إلى الطرق الرئيسية وأبرزت خيبة أمل المحتجين من رفض بكين التزحزح عن موقفها بشأن الإصلاحات الانتخابية وإعطاء المستعمرة البريطانية السابقة قسطاً أكبر من الديمقراطية.