أيّ توقيت لزيارة «المارشال» الأميركي إلى بيروت؟
عمر عبد القادر غندور
في حزمة من التحذيرات حملها معه إلى لبنان «المارشال» بيلينغسلي مساعد وزير الخزانة لشؤون مكافحة الإرهاب وتبييض الأموال في الولايات المتحدة، والغاية محاصرة أعداء «إسرائيل» متمثلين فعلياً بحزب الله، وضرورة تحقير وجوده على الساحة اللبنانية وتسفيه طروحاته ومنع انخراطه في النظام المصرفي اللبناني والتضييق على المتعاطفين معه من جميع الطوائف والمذاهب بهدف تخفيف القدرات المالية. وقد اكتشفت إدارة الرئيس ترامب انّ تجريد حزب الله من عصبه المالي أشدّ وقعاً وتأثيراً وأقلّ كلفة من تجريد سلاحه، فحضر الماريشال بيلينغسلي ليخاطب اللبنانيين بلهجة صارمة ويقول أمام جمعية المصارف وبكلّ فظاظة: المصارف كلها تحت مجهر المراقبة ولا يظنّ أحد أنه بمنأى عن العقوبات أو أنه لن يُمسّ، وانّ أميركا ليست جمعية خيرية ومن يريد التعامل بالدولار عليه ان يلتزم بالشروط!
والشروط تعني الانحناء والانبطاح في حضرة «زعيمة العالم الحر» وإلا ستحلّ العقوبات عليه ولن يجيره أحد!
مثل هذه البلطجة لم يعرفها العالم بمثل هذا الوضوح، ولا يتصوّر العالم كيف تتعامل دولة كبيرة بمثل هذا «الجنون» مع دول العالم، ولا نعلق كثيراً على جدوى دعوة مجلس النواب الأميركي لعزل الرئيس ترامب لخيانته للأمن القومي والنزاهة…
والمؤسف أنّ كثيراً من المسؤولين اللبنانيين قابلوا تهديدات الماريشال الأميركي بـ «تفهّم» و»إنصات» و»خضوع» لعلمهم المسبق انّ مالية لبنان «مدولرة» وتحت مجهر مركز التحويل المصرفي في نيويورك، وبالتالي انّ «الانكسار» الاقتصادي في لبنان لا دواء له إلا الدولار.
ولا ندري إذا كان توقيت الزيارة الأميركية إلى بيروت له علاقة بـ «أعطيات» سيدر وموازنة 2020 وانفلات الاحتجاجات والاعتصامات والخلافات داخل مجلس النواب؟ وفي الشوارع.. وكلها مطالبات محقة تُسأل عنها الطبقة السياسية، وهي لم تأت من فراغ طالما لبنان الرسمي في حالة حرب مع «إسرائيل».
أما موضوع محاصرة حزب الله مالياً لإفقاره فلا شك أنه مزعج وشكل صداعاً ليس أكثر، وسبق للمقاومة أن مرّت في ظروف أصعب وأدقّ وخرجت منها جميعاً وهي أشدّ صلابة وثباتاً «وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ ٧١ المائدة» فإذا هي فتنة شيطان ومكر وكيد «وَكَفَىبِاللَّـهِ شَهِيدًا ٧٩ النساء»
رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي