المعلّم: أردوغان أخلّ بتعهدات «اتفاقية سوتشي» والمنطقة الآمنة تطهير عرقي الجعفري: دمشق نجحت مع حلفائها وبيدرسون في إنجاز تشكيل لجنة الدستور
وصف وزير الخارجية السوري نائب رئيس الوزراء وليد المعلّم خطط الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لتوطين اللاجئين السوريين في المناطق الآمنة بالتطهير العرقي.
وفي مقابلة مع «الميادين» أكد المعلّم «ضرورة عودتهم إلى مناطقهم وليس إلى المخيمات، أمّا الحديث عن عودة السوريين وتوطينهم في المنطقة الآمنة، فهذا ادعاء باطل. فإذا أراد إردوغان إعادة السوريين يجب التنسيق مع الدولة السورية لضمان عودتهم الآمنة إلى المناطق التي غادروا منها، وليس أن نقوم بتطهير عرقي في منطقة محددة، لأن هذا يخالف القانون الدولي».
المعلم أكد أن دمشق منحت المسلحين في إدلب أكثر من فرصةٍ للانسحاب، إلا أنّ الرئيس التركي أخلّ بتعهداته ضمن «اتفاقية سوتشي».
وأوضح أن «في منطقة إدلب أكبر مجموعة من الإرهابيين الأجانب في العالم، ونحن منحنا هؤلاء أكثر من فرصة للتسوية، وآخرها وقف إطلاق النار الحالي، وكان هناك اتفاق «سوتشي» بين تركيا وروسيا والتزم إردوغان بأن يقوم بما عليه بموجب هذا الاتفاق، ولم يفعل. ومضى سنة على الاتفاق ولم يفعل شيئاً، ولذلك على المقاتلين الأجانب أن يغادروا إلى بلدانهم».
وأضاف أن «على تركيا أن تختار، بين أن تكون دولة جارة أو دولة عدوة لسورية، إذا اختارت أن تكون دولة جارة هناك حلّ: اتفاقية أضنة التي تضمن أمن الحدود للبلدين».
أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن حول الوضع في سورية أن بلاده نجحت بالتنسيق الوثيق مع الأصدقاء في روسيا وإيران وبالتعاون مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غير بيدرسون في التوصل إلى إنجاز تشكيل لجنة مناقشة الدستور التي أعلن عنها الأمين العام، وفي الاتفاق على مرجعيات وأسس عملها بملكية وقيادة سورية بعيداً عن أي تدخل خارجي.
وأوضح الجعفري أن ذلك جاء نتيجة تصميم سورية على تشكيلها بمتابعة حثيثة من الرئيس بشار الأسد ليكون هذا الإنجاز نجاحاً وطنياً سورياً بامتياز تجاوز كل المعوقات التي وضعتها حكومات الدول المعادية لها لإطالة أمد الأزمة وعرقلة الحل السياسي.
ورأى الجعفري أن تزامن الإعلان عن إنجاز تشكيل لجنة مناقشة الدستور مع رئاسة روسيا لمجلس الأمن يؤكد مجدداً دور موسكو المهم في السعي إلى إرساء السلم والأمن الدوليين، وإعلاء مبادئ القانون الدولي وأحكام الميثاق وفي مقدمتها مبادئ السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
الجعفري اعتبر أن نجاح أيّ مسار سياسي يتطلب إنهاء وجود القوات الأميركية والبريطانية والفرنسية والتركية غير الشرعي في سورية.
وإذ أكد أن السوريين وحدهم من يملك الحق الحصري في مناقشة دستورهم الوطني واعتماده بإرادتهم الحرة دون أي تدخل خارجي أو شروط مسبقة، أشار الجعفري إلى أن سورية واصلت المشاركة في اجتماعات أستانا باعتبارها إطاراً حقق نتائج ملموسة على الأرض.
كذلك أكد أن بلاده تعاملت بكل إيجابية مع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي والمتمثلة بالاتفاق على إنشاء لجنة لمناقشة الدستور وهو ما تجلى بشكل واضح في الاتفاق مع المبعوث الخاص على مرجعيات وقواعد الإجراءات المتعلقة باللجنة والمبادئ الناظمة لعملها.
ونشرت «الميادين» السبت الماضي خريطة طريق عمل اللجنة الدستورية السورية، بعد أن حصلت على نسخة من الرسالة الموجّهة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى رئيس مجلس الأمن الدولي حول المعايير والعناصر الأساسية والمرجعية الخاصة بالاختصاصات والقواعد الإجرائية الأساسية لإنشاء اللجنة الدستوريّة بقيادة سورية، على أن تيسّر عملها الأمم المتحدة في جنيف.
طالب مقرّ التنسيق الروسي السوري القوات الأميركية بمغادرة الأراضي السورية، مؤكداً أن القوات الأميركية في منطقة التنف لا تستطيع توفير الالتزامات التي تعهّدت بها لتنفيذ خطة الأمم المتحدة.
وأكد التنسيق في بيان مشترك: «بما أن قيادة القوات الأميركية في منطقة التنف تُظهِر عدم قدرتها على ضمان الالتزامات التي تعهدت بها الولايات المتحدة لتنفيذ الخطة التشغيلية للأمم المتحدة، فإننا نطالب الجانب الأميركي بمغادرة الأراضي السورية المحتلة على الفور والسماح للحكومة السورية الشرعية بإنشاء نظام دستوري وتطهير منطقة الإرهابيين».
وأضافت البيان: «نعتقد أن الطريقة الوحيدة لاستعادة سورية هي من خلال التدمير النهائي للإرهاب، وتحرير جميع أراضي البلاد التي تحتلها الولايات المتحدة وحلفاؤها بشكل غير قانوني، وعودة السوريين إلى ديارهم».
يذكر أن القوات الروسية وممثلين عن وزارتي خارجية روسيا وسورية أكدوا مرات عدة أن الوضع في مخيم الركبان قريب من كارثة إنسانية، والذي يقع في منطقة طولها 55 كيلومتراً حول القاعدة العسكرية الأميركية في منطقة التنف على الحدود السورية مع الأردن ، والتي يسيطر عليها الجيش الأميركي.
وكان مقر التنسيق الروسي السوري، أعلن أمس، أن خطة إخراج المدنيين من مخيم الركبان في سورية أُحبطت بسبب عدم تنفيذ الولايات المتحدة التزاماتها.
وقال المقر في بيان مشترك: «نتيجة عدم وفاء الجانب الأميركي بالتزاماته، تعطل تنفيذ هذه المرحلة. ففي 29 سبتمبر، عند معبر جليب بدلاً من ألفي مواطن سوري يخططون للإخلاء من مخيم الركبان شاهدنا مجموعة ثلاثمئة وستة وثلاثين شخصًا فقط لا غير».
يذكر أن مخيم الركبان، الذي يقيم فيه، وفقاً للأمم المتحدة، أكثر من 50 ألف لاجئ، تم إنشاؤه عام 2014، في المنطقة الحدودية مع الأردن من الجهة السورية، للاجئين السوريين، على طول 7 كم، بين سورية والأردن.
ويُذكَر في هذا السياق، أن الولايات المتحدة، أنشأت في شمال شرقي سورية، في محافظة «حسكة»، معسكر «الهول» الذي يشبه الركبان، والذي يضم 75000 شخص. معظمهم من النساء والأطفال. وعلى الرغم من جميع نداءات المجتمع الدولي، لا تحاول الولايات المتحدة حتى حل مشاكل البقاء على قيد الحياة في هذا المخيم والناس في هذا المكان الذي لا يلائم مقومات المعيشة فيه، أصبح في الواقع، معسكر اعتقال».