عرض فلكلوري وفني ساحر للمرة الثانية.. «نينوى للسلام».. يستعيد روح العراق في الموصل
حوريات السلام… فتيات عراقيات من محافظة نينوى، موطن الثيران المجنّحة، شمالي البلاد، قدّمن عرضاً ساحراً على مدى يومين، ضمن مهرجان مليء بالحب، والموسيقى، والسلام، في إطار حدث هو الثاني من نوعه بعد الخلاص من بطش «داعش» الإرهابي.
تجمّلت الفتيات بأزياء فلكلورية شعبية تعبر عن التراث العراقي، لينثرن عبير الألوان الزاهية على نحو 10 آلاف عائلة جاءت لحضور المهرجان الذي أقيم بعنوان «نينوى للسلام»، ضمن مخيم كشفي في منطقة الغابات المطلة على نهر دجلة، في الساحل الأيسر من الموصل.
نظم المهرجان شباب وفتيات بفريقين طوعيّين من أبرز فرق محافظة نينوى وهما: ولد نينوى، وتطوّع معنا.
وكشف الشاب محمد عبد، وهو أحد أعضاء فريق «تطوّع معنا» في حديث لمراسلة «سبوتنيك» في العراق، الاثنين، أن المهرجان حقق نجاحاً كبيراً، فقد سجل حضور 10 آلاف عائلة استمتعت بفقرات، وفعاليات الفرق التي شاركت في تقديم الفن، والموسيقى، وعروض الأزياء الفلكلورية.
وبيّن عبد أن المهرجان أقيم ضمن مخيم كشفي في منطقة الغابات، وقد حضره ممثل وزير العمل والشؤون الاجتماعية العراقي ومدراء دوائر الموصل.
وتفاعلت العائلات بسعادة عارمة مع وصلة غنائية قدمها الفنان الموصلي الشهير والكبير، محمد زكي الذي شاركته فتاة شابة جميلة اسمها سارة جاءت من قضاء الحمدانية، جنوب شرقي الموصل، مركز المحافظة.
وقدم شباب رقصات الدبكات الخاصة بهم، فمنهم من قدم رقصة بالعصي، والجلباب الأبيض، والشماغ العربي، على خشبة مسرح المهرجان.
وما أضاف المكان والمهرجان جمالا، هم الأطفال الذين حرصوا على الحضور بكامل أناقتهم بأزياء مستوحاة من الملائكة، والألوان الخاصة المحببة لأسرهم، والأزياء التراثية، وصادفنا مجموعة من الأولاد يرتدون زياً عسكرياً مع البيريات التي مالت على رؤوسهم بكل فخر تناغم مع براءتهم وصغر أحجامهم.
وشهد المهرجان إلى فقرات متنوعة من المرسم الحر، بالإضافة إلى عروض الدبكات الراقصة، والغناء، وعروض الأزياء، وتقديم القهوة العربية الأصيلة، تقديم أكلة الكباب الموصلي الشهير الذي تبرع به نساء المحافظة بكل مهارة، فقد جلست فتاتين شابتين حول طاولة مستديرة لعمل هذه الأكلة المكوّنة من اللحم المفروم، والبصل الناعم، والكرفس، وبهار الفلفل الأسود، ثم شوائه برفقة الشباب الذين اكتفوا بصنع الشاي الممزوج بحبات الهيل ذات العطر الأخاذ.
ولاقى المهرجان نجاحاً في دورته هذه، للسنة الثانية على التوالي، ليعيد للعائلات في نينوى، السعادة والبسمة على وجوهها مرة أخرى، وإزالة آثار كل ما خلفه «داعش» من حزن، وألم في المدينة التي تعتبر ثاني أكبر مدن العراق، سكاناً بعد العاصمة بغداد.
سبوتنيك