رئبال الشآم

ناجي المخّ

جُدودُ الطَّامحينَ المَجْدَ شامُ وحيثُ الّليثُ يُبْتدَأُ الكَلامُ

وقاصيها ودانيها سماءٌ وكُلُّ الناظِرينَ لها اسْتَقاموا

وما أَدْري طلوعُ الشّمْسِ هذا أمِ الرِّئْبالُ والأَسَدُ الهُمامُ !

على يُمْناهُ بادِئَةُ الليالي وفي يُسْراهُ لو شاءَ الخِتامُ

بَدٍ والحادِثاتُ مُقَذَّفاتٍ سَمِيَّ الوَجْهِ طالِعُهُ ابْتِسامُ

ويا لَهَفي ويا لَهَفي عَليْهِ حماهُ اللهُ والحُسَّادُ ذاموا

وَما اسْطاعوا له جَلْبَ المَآسي وإنْ قَعَدوا على شَرٍّ وقاموا

بُغاةُ الحَرْبِ مِنْ عَرَب ِالبَيادي لَهُمْ في الدَّهْرِ شُرْبٌ والطَّعامُ

وَمَجْلوبونَ مِنْ صَخَبِ الصَّحارى وَهُمْ في الصَّحْوِ خَسْفٌ أَوْ نِيامُ

فَحَسْبُ اللهِ ما آنَسْتُ يَوْمًا بِهِمْ صُبْحًا وما قَرَّ الظَّلامُ

وَحُكْمُ بني عُتَيْبَةَ بن لُهَيْبٍ أجارَ النَّقْصَ وانْسَدَلَ التَّمامُ

بِوِدِّي لَوْ يَفَرِّقُهُنَّ مَوْتٌ وَتَنْجابُ القلانِسُ والعِمامُ

ولكنْ في بِلادِ الشامِ لَيْثٌ أعادَ لنا الخِلافَةَ تُسْتَدامُ

فلا نَزَلَت على أَحَدٍ غُيومٌ سوى شامِيَّةٍ هذي الغُمامُ

عَزيزٌ مِنْ أَبٍ لأبٍ مُخوفٌ يَلومُ اللائِمينَ وَلا يُلامُ

فَمَنْ في الشِّعْرِ والكَلِماتِ مِثْلي إذا المَعْنى هُمو القُوْمُ الكِرامُ

لِمَنْ في الشّامِ مُحْمودُ المَعالي ومَنْ في دارِهِ طَابَ المَقامُ

وَمَنْ لو زارَ مَكّةَ في مَنامٍ هُوَ الحَسَنُ المُبَجَّلُ والإِمامُ

ومَنْ لَوْلاهُ ما اسْطَتْيَبْتُ أَرْضًا وما اسْتُبْقيتُ والدّنْيا انْعِدامُ

ومَنْ لَوْلاهُ لا لَيْلٌ سَبوحٌ ولا الإِسلامُ حِلٌّ أَوْ سَلامُ

ومَنْ لَوْلاهْ ما سَلِمَتْ دِمَشْقث مِنَ الأَعْرابِ مَنْ لا يُسْتَضامُ

ومَنْ يُمناهُ أَوْ يُسْراهُ سَيْفٌ يَنالُ الصَّيْدَ والرّمْحُ القَوامُ

وسَبْحُ الوَصْفِ في مَعْناهُ عادٍ وما اتّسَعَ التَّكَلُّمُ والكَلامُ

وما جارَ الزّمانُ وفي دِمَشْقٍ لَنا الحُفّاظُ والبُشْرُ المُرامُ

تُطالِعُني الشّواغِلُ في الليالي وليْسَ بِغَيْرِهِ يُبْدى اهْتِمامُ

ومَنْ غَيْرُ ابنِ حافِظَ باتَ يُجْدي مَغانيكُمْ أَمِ القَصَصُ الكَلامُ !

إذا افْتَرَقَتْ قُلوبٌ عَنْ قُلوبٍ فَإنَّ مَعادَنا الآتي الشَّآمُ

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى