همزة وصل
نظام مارديني
بعد معبر البوكمال ـ القائم إلى إيران..
متى تعبيد خط سير الغاز.. والقطار؟
شكل افتتاح معبر البوكمال – القائم الحدودي حدثاً مهماً على صعيد كسر الحدود التي رسمتها، سايكس بيكو.
العمل مستمر لربط السكك الحديدية بين سورية والعراق وضم إيران إليه وصولاً إلى الصين.
السبب المنطقي لرفض سورية خط أنابيب قطر – تركيا هو حماية مصالح حليفها الروسي.
شكل افتتاح معبر البوكمال – القائم الحدودي بين سورية والعراق، وضمناً إيران، أمام حركة البضائع والسيارات والزوار، حدثاً مهماً على صعيد كسر الحدود التي رسمها، سايكس بيكو، قبل قرن من الآن، وقد حاولت الولايات المتحدة الأميركية وضع العراقيل أمام هذه النافذة الحياتية بين الشعب الواحد من خلال القصف الجوي من جهة.. وتحريك خلايا الإرهاب، من جهة أخرى.
السؤال الذي يطرح من قبل المراقبين خلال هذه الفترة هو، هل سيستكمل فتح معبر «البوكمال – القائم»، بإعادة الحرارة إلى خط سير الغاز من إيران مروراً بالعراق إلى سورية ولبنان؟ وهل سيعيد حدث المعبر التفكير من جديد بتعبيد طريق القطار من إيران مروراً بالعراق إلى سورية؟
من شأن أهمية فتح المعبر بين العراق وسورية، تنشيط الحركة التجارية والاقتصادية بين البلدين، باعتباره نافذة اقتصادية تستطيع من خلالها السوق السورية العراقية التنفس قليلاً، بعد العقوبات والحظر الاقتصادي المفروض عليهما، والمعروف كان هناك دخل كبير بالنسبة لسورية قبل الحرب بالتعامل مع العراقيين، من خلال تصدير البضائع وتجارة الترانزيت إلى العراق، حيث كان يعتبر السوق الأهم بالنسبة لسورية في مجال التصدير.
ويؤكد مجلس محافظة الأنبار أن حجم النشاط التجاري بين العراق وسورية سيصل إلى ستة مليارات دولار سنوياً، وأن جزءاً كبيراً من البضائع المستوردة التي تصل إلى الشرق الأوسط تكون عبر البحر الأبيض ومن ثم ميناء طرطوس، وتصل إلى العراق عبر منفذ القائم وهو الطريق الأقصر للعراق.
الآن ينظر كل من العراق وسورية، إلى إعادة تحريك خطوط السكك الحديد الإيرانية، بحيث سيتم ربط ميناء الإمام الخميني الواقع على الجانب الإيراني من مياه الخليج مع ميناء اللاذقية السوري في البحر الأبيض المتوسط، مروراً بالعراق، وهو ما أكده، سعید رسولي، مدير شركة خطوط السكك الحديد الإيرانية، خلال اجتماعه في طهران مع مديري كل من الشركتين السورية والعراقية لخطوط السكك الحديدية في تموز/ يوليو الماضي، وهو ما أكدت عليه، وزارة النقل السورية قبل ذلك بالقول، إن العمل مستمرّ لربط السكك الحديدية في سورية والعراق وضم إيران إليه وصولاً إلى الصين في مشروع قديم واستراتيجي، ليصبح رديفاً لطريق الحرير وتستفيد منه سورية والعراق وإيران ولبنان والصين وباكستان وغيرها.
غير أن هذين المشروعين، المعبر والسكك الحديدية، مرتبطان عملياً بإعادة تفعيل العمل من جديد بخط أنابيب الغاز خط الصداقة ، المقترح، الذي سيمتد من حقل جنوب فارس/ الشمال للغاز والمكثفات الإيرانية تجاه أوروپا عبر إيران، العراق، وسورية ولبنان ليمدّ المستهلكين الأوروپيين بالإضافة إلى العراق، سورية ولبنان بالغاز الطبيعي، وسيبلغ طول خط أنابيب الغاز هذا 5600 كم بقطر 142 سم.
المقترح، الذي يُعرف بخط الأنابيب الفارسي، كان مساره أولاً سيمتد من حقل جنوب إيران إلى أوروپا عبر تركيا ويبدو أنه تمّ الاستغناء عنه بعدما فسخت شركة الطاقة السويسرية Elektrizit tsgesellschaft Laufenburg عقدها مع إيران في أكتوبر 2010 بعد الضغط الذي واجهته جراء العقوبات الأميركية على إيران. وفي تموز/ يوليو 2011، تم الكشف عن عقد لإنشاء خط أنابيب الغاز من إيران إلى العراق وسورية ولبنان تصل قيمته إلى 6 بليون دولار، ولكن تأخرت خطط الإنشاءات بسبب العدوان الكوني على سورية.
ويعتبر أن خط الأنابيب هذا سيكون منافساً لنابوكو الذي يمتد من أذربيجان إلى أوروپا. كما سيكون بديلاً لخط أنابيب قطر -تركيا الذي اقترحته الدوحة ليمتدّ منها إلى أوروپا عبر السعودية، الأردن، سورية وتركيا.. قيل وقتها إن السبب المنطقي لرفض سورية للمقترح القطري هو حماية مصالح حليفها الروسي، والذي يعتبر المورد الأوروپي الأول للغاز الطبيعي، وهو الأمر الذي دفع المحور المعادي إلى شنّ هذا العدوان الكوني على سورية.