مصادر المستقبل لـ«البناء»: لقاء كوادرنا مع باسيل مؤجّل بانتظار خطوة تصحيحية منه مرجعيّة دوليّة للحريري: أنجزوا الإصلاحات أو سنمنح أموال سيدر إلى غيركم…
محمد حمية
تمكّن رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل من إنعاش التسوية الرئاسية وتحصين الحكومة الحالية بعدما أُصيبت بنكسات وجراح خلال الأسبوعين الماضيين على خلفية تفجّر أزمة الدولار والتوتر والسجال بين نواب التيارين الحر والمستقبل، وذلك عبر لقاء جمعهما أمس، في بيت الوسط.
وقد أماط اللقاء، بحسب مصادر «البناء» الغموض الذي اعترى العلاقة بين التيارين الأزرق والبرتقالي من مشاحنات أدت الى إلغاء لقاء القنطاري بين باسيل وكوادر من المستقبل. وقد حسم الحريري موقفه أمس، بالقول إن العلاقة مع باسيل جيدة ولا تحتاج الى ترميم.
وأفادت مصادر مطلعة بأن اللقاء أكد مرة جديدة أن لا مشكلة بين الطرفين اذ تخلّله تنسيق عادي بملفات عدة ووصفته بالممتاز. وأشارت الى ان هذا اللقاء تخلله تبادل الأفكار للدفع بالأمور في الاتجاه الصحيح والعمل على تحقيق إيجابيات في المرحلة المقبلة، موضحة ان باسيل ومنذ عودته من جولته يتواصل مع اكثر من طرف ويستكمل مشاوراته لتشمل جميع مكونات الحكومة.
وفي دردشة مع الصحافيين وصف الحريري لقاءه مع وزير الخارجيّة ، بـ»الجيد جداً»، قائلاً «هناك بالفعل هجمة غير طبيعية على البلد. صحيح أنه لدينا مشاكل، لكن الحكومة تعمل لكي تجد حلولا لهذه المشاكل. وأتمنى على من يتحدث في الاقتصاد أن ينطلق من الواقع الذي نعيشه. هناك جهد كبير تقوم به الحكومة، وسنخرج من هذه الأزمة»، مشيراً إلى انه «لم يحصل شيء للعلاقة مع باسيل لكي يتم ترميمها».
ونفى الحريري «أن يكون قد تم تعليق العمل في مشروع قانون الموازنة للعام 2020، بانتظار الاتفاق على الإصلاحات اللازمة»، مؤكداً «أننا نعمل على كل الملفات في وقت واحد، ولذلك ترون في هذه الأيام تركيزاً على الإصلاحات، لمعرفة ما يمكن إدخاله ضمن الموازنة المقبلة».
وبحسب مصادر مطلعة في المستقبل لـ»البناء» فإن العلاقة بين المستقبل والتيار الحر منفصلة عن العلاقة بين الحريري وكل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والوزير باسيل، موضحة أن «التسوية الرئاسية مصلحة للطرفين ومصلحة للبنان وشراكة إجبارية للحريري، فلا يمكن الحديث عن استقرار سياسي وانقاذ للوضع الاقتصادي وحماية لبنان من تداعيات المنطقة بلا تفاهم وشراكة بين هذه الأطراف التي تمثل مع أطراف الحكومة أغلبية نيابية، بحسب الانتخابات النيابية الأخيرة».
وتضيف المصادر: «ما يقوله الحريري صحيح بأن التسوية ثبتت الحكومة وما يحصل من فعل وردات فعل من نواب التيارين لن يؤثر في مسار العلاقة على المستوى القيادي»، ولا تُخفي المصادر بأن هناك استهدافاً للتسوية الرئاسية عبر التصويب على الرئيس عون والعهد وعلى الحريري في التوقيت نفسه.
وعن اللقاء بين باسيل وكوادر المستقبل توضح المصادر بأن هناك رفضاً شعبياً ومستقبلياً لهذا اللقاء بعد مواقف النائب زياد اسود وسلوك باسيل وخطابه الشعبوي والطائفي، لذلك اللقاء مؤجل في المرحلة الحالية حتى إشعار آخر بانتظار خطوة من جانب باسيل باتجاه الجمهور السني عموماً ومناصري الرئيس الشهيد رفيق الحريري والرئيس سعد الحريري.
ولا ترى المصادر في إصرار الرئيس ميشال عون على رفض وزيري الاتصالات السابق جمال الجراح والحالي محمد شقير المثول أمام القضاء في ملف الاتصالات أي تأثير على العلاقة بين عون والحريري، مؤكدة أن الحكومة باقية بتوافق داخلي كحاجة لجميع الاطراف مع مظلة دولية واقليمية لا زالت موجودة.
في المقابل تتحدّث مصادر وزارية في التيار الوطني الحر لـ»البناء» عن انسجام تام وود بين الرئيسين عون والحريري، مشددة على أن التسوية بالنسبة لنا خيار استراتيجي لأنها استطاعت توفير الاستقرار الأمني والسياسي. وهي الأمل الوحيد لتحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي، كما تتحدّث المصادر عن تخفيف للتشنّج الذي كان قائماً في الحكومات الماضية والعهود المنصرمة، لا سيما بين حزب الله والمستقبل.
وتكشف المصادر أن الحفاظ على التسوية ضرورة قصوى لمواجهة التحديات المالية والاقتصادية الداهمة، لا سيما أن كانون الأول المقبل موعد حاسم لجهة دفع لبنان لاستحقاقاته المالية، وسط مخاوف من عدم قدرة المصرف المركزي على تغطية هذه الاستحقاقات في ظل أزمة الدولار والوضع الاقتصادي.
وفي سياق ذلك، قد أرسلت إحدى المرجعيات الدولية بحسب ما علمت «البناء» رسالة الى الحريري والحكومة عبر أحد الوزراء مفادها أنه إذا لم يتمكن لبنان من تحقيق الإصلاحات المطلوبة لا سيما في ملف الكهرباء، فإن أموال سيدر ليست مخصصة للبنان بل ستذهب الى دول أخرى.