غبارُ وهمٍ
جهاد الحنفي
ما جئتكَ اليومَ كي أشكو لك الدهرا
اشكو عليكَ لكَ النسيانَ والهجرا
لو كنت تعلمُ ما في الروحِ من وجعٍ
لكنتَ توجِبُ للشاكي لك العذرا
لكنّكَ الصخرةُ الصّماءُ ما نطَقَتْ
فكيف يَلقى حنينُ الموجةِ الصخرا
أهديكَ ورداً بنبضِ القلبِ أحرسُه
إن شئت أرْجِعْه… لا ترسلْ لي الجمرا
يا كليَ السّاكني… سِفْرُ الغرامِ أنا
من يجهلِ الحرف أنّى يقرأ السّطرا
قد كنتَ في شفةِ الأزهارِ حلمَ ندى
واليوم أنت وأحلامُ الندى ذكرى
ما بين كنتَ وكنتُ. الفرقُ ألفُ مدى
لن أوقظَ الأمسَ إني أكرهُ الأسرا
وحسبي القولُ إني كنتُ حين أراكَ…
لا أرى إنما أستنشقُ العمرا
اليوم قد لفَظَتْ ذكراك أزمنتي
وصرتَ في لغتي يا جاهلاً كفرا
عادت إلى مهجتي نعمى سكينتِها
لا يعرف السُّكرَ من لا يشربُ الخمرا
وإنْ مررتَ ببالي لا أقولُ سوى
غبار وهْمٍ بدربِ البالِ قد مَرَّا