في محاولة حلّ الأزمة.. هونغ كونغ تضع «مساعدة» بكين من بين الخيارات

ندّدت بكين بـ»قرار الولايات المتحدة إدراج 28 منظمة صينية على لائحتها السوداء بتهمة التورّط في حملة القمع ضدّ الأويغور وغيرهم من الأقليات المسلمة في منطقة شينغ يانغ».

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، غينغ شوانغ، أمس للصحافيين: «هذا تصرّف ينتهك بشكل خطير المعايير الأساسية في العلاقات الدولية ويعد تدخلاً في شؤون الصين الداخلية ويضر بمصالح الجانب الصيني. وتعرب الصين عن استيائها الشديد ومعارضتها الحازمة لذلك».

وفي وقت سابق من يوم أمس، قررت الولايات المتحدة «إدراج 28 منظمة صينية على اللائحة السوداء».

وقال وزير التجارة الأميركي، ويلبور روس: «الحكومة الأميركية ووزارة التجارة ليس بمقدورهما التسامح، ولن تتسامحا مع القمع الوحشي ضد الأقليات العرقية في أنحاء الصين».

وستُحرم تلك المنظمات من استيراد منتجات من الولايات المتحدة.

وأوضحت الحكومة الأميركية أن «بين هذه المنظمات 8 كيانات تجارية، فيما الأخرى مجموعات حكومية، بينها مكتب الأمن العام في منطقة شينغ يانغ شمال غربي الصين ، حيث يفيد خبراء ومنظمات حقوقية أن السلطات تحتجز أكثر من مليون شخص معظمهم من الأويغور في معسكرات اعتقال».

على صعيد آخر، قالت رئيسة السلطة التنفيذية في هونغ كونغ، كاري لام، إنها «لا تستبعد احتمال قبول مساعدة من بكين لحل الأزمة السياسية في المدينة التي تسودها موجة احتجاجات شعبية تزداد عنفاً».

واعتبرت لام، أمس، أن حكومتها «قادرة على حل هذه الأزمة»، ولكنها نوّهت بأنها «قد تطلب مساعدة بكين إذا تدهور الوضع بشكل إضافي».

وأوضحت في مؤتمر صحافي أسبوعي: «في هذه المرحلة، ما زلت على قناعة بأن علينا أن نجد الحل بأنفسنا. وهذا موقف الحكومة المركزية في بكين أيضاً، التي ترى أن على هونغ كونغ مواجهة هذه المشكلة بمفردها».

وأضافت: «لكن إذا بات الوضع خطيراً جداً، فلن يُستبعَد أيّ خيار إذا كنا نريد أن تحظى هونغ كونغ بفرصة ثانية».

وتتعرّض لام، التي عينتها لجنة في بكين رئيسة لسلطات هونغ كونغ، لانتقادات شديدة من المتظاهرين بسبب قرارها منع ارتداء الأقنعة الشائعة الاستخدام أساساً في المدينة منذ انتشار فيروس «سارس» الالتهاب الرئوي اللانمطي الحاد عام 2003.

وغطّى عشرات آلاف المتظاهرين وجوههم في الأيام الثلاثة الأخيرة للتأكيد على عدم التزامهم بقرار منع ارتداء الأقنعة.

وتشهد المدينة ذات الحكم شبه الذاتي، الواقعة جنوب الصين، منذ 4 أشهر احتجاجات وتحركات شبه يومية، تطورت في الأيام الأخيرة إلى مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين متطرفين، وترافقت مع أعمال تخريب واسعة النطاق.

واندلعت الموجة الأخيرة من أعمال العنف، بعدما أعلنت لام يوم الجمعة منع المتظاهرين من وضع أقنعة، استناداً إلى قانون طوارئ قديم يعود للحقبة الاستعمارية.

ورغم ذلك الإعلان، إلا أن العديد من المتظاهرين المناهضين للحكومة لا يزالوا يغطون وجوههم بالأقنعة.

ووفقاً للقانون الجديد، فقد تواجه المخالفين عقوبة بالسجن لمدة تصل إلى سنة واحدة أو غرامة مالية قدرها 25 ألف دولار هونغ كونغ 3.2 ألف دولار أميركي .

فيما وجهّت شرطة هونغ كونغ الاتهام إلى 26 شخصاً لمشاركتهم في أعمال الشغب، وسيتمّ النظر في هذه القضية من قبل محكمة غرب كولون.

وتعتبر هذه القضية الجنائية الثانية منذ بدء سريان قانون حظر ارتداء الأقنعة .

وقامت الشرطة مساء يوم الأحد، بإلقاء القبض على 14 رجلاً و12 امرأة في منطقة وان تشاي، جميعهم محليون تتراوح أعمارهم بين 13 و33 سنة.

وبعد التحقيق والمشورة القانونية، وجهت إليهم تهمة المشاركة في أعمال شغب، بالإضافة إلى اتهامهم بانتهاك الحظر المفروض على ارتداء الأقنعة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى