ماذا يُخبّئ ترامب وأردوغان للشمال السوري؟
عمر عبد القادر غندور
للوهلة الأولى ظننا ولم نعتقد بوضوح غاية التظاهرات التي اندلعت في بغداد ثم في سائر المدن والمحافظات، وتوقعنا حصول تداعيات وأحداث ومضاعفات بسبب القرار الخطير الذي اتخذته السلطات في كلّ من بغداد ودمشق، والذي قضى فعلاً بافتتاح معبر القائم – البوكمال بين العراق وسورية، وهو في الواقع خطوة كبيرة تحاكي الآمال والجغرافيا والتلاقي بين مياه الخليج والبحر المتوسط…
وعندما اندلعت تظاهرات العراق وما نتج عنها من ضحايا وأضرار، ربطناها بافتتاح المعبر الحدودي العراقي السوري، وتوقعنا أحداثاً توازي رمزية هذا المعبر، ولكننا فوجئنا بالرئيس الأميركي ترامب يقول بعد مكالمته للرئيس التركي أردوغان: انتهى زمن الحروب العبثية السخيفة التي تخوضها أميركا خارج حدودها دفاعاً عن أناس لا يحبّوننا، ولذلك سننسحب من الشمال السوري ولن نتورّط بحرب قد تدوم أربعين سنة، وأبلغنا الاكراد بأننا لن ندافع عنهم إذا هاجمتهم الدولة التركية !
وهذا ما فتح جرحاً عميقاً في الوجدان الكردي .
وبالفعل بدأت القوات الأميركية تنسحب قبل بدء الهجوم التركي المتوقع خلال أيام وربما ساعات
ونعتقد انّ حلفاء أميركا أمضوا ليلة كئيبة بعد سماع كلام ترامب، وهو ما كان متوقعاً من المقاول الأميركي الذي فاجأ مراكز طبخ القرارات في الولايات المتحدة قبل مفاجأة الآخرين!
ترى هل بلغ التخبّط في سياسة أميركا الخارجية هذا المدى من الرعونة والشخصانية والمزاجية؟
وهل يجوز ان لا تكون لأكبر دولة في العالم استراتيجية واضحة؟
أم انّ صنّاع القرار يريدون رئيساً ابن ساعته يتخذ القرار قبل الظهر ويلغيه بعد الظهر؟ وهو ما رأيناه في كثير من القرارات الأميركية وخاصة تلك المتعلقة بالتواجد الأميركي شرقي الفرات!
ترى ماذا يُخبّئ ترامب وأردوغان؟ وهل من تغيير ديمغرافي على الحدود التركية السورية على طول 450 كلم وعمق 40 كلم وليذهب الحلفاء الأكراد إلى الجحيم؟ وهل يظنّ الجيش التركي انه سيكون في نزهة على رقعة تمتدّ مئات الكيلومترات في أرض زراعية يقطنها عدة ملايين من الأكراد والعرب والسريان، وماذا لو تحرك أكراد الداخل التركي في جنوب وشرق تركيا، وما هو مصير عشرة آلاف داعشي وعائلاتهم حافظت عليهم القوات الأميركية وسلّحتهم وموّلتهم ووفّرت لهم المكان الآمن في الحضن الكرديّ!
البيت الأبيض أجاب بالقول: الولايات المتحدة ضغطت على فرنسا وألمانيا ودول أوروبية أخرى لاستعادة أسرى داعش، ولكن هذه الدول رفضت استعادتهم والولايات المتحدة ليست على استعداد لحضانتهم وإطعامهم بكلفة عالية يسدّدها دافع الضريبة الأميركي!
فهل يُسلّم هؤلاء الدواعش الى النظام السوري وهذا غير معقول، أم أردوغان الذي يجتهد لإعادة إنتاجهم لحساب الإسلام السياسي وتوظيفهم في حروب جديدة؟
وماذا عن الدولة السورية صاحبة الأرض والمالكة الشرعية للتراب السوري؟
وهل نحن أمام تجدّد الحرب في المنطقة؟
روسيا بالأمس طلبت من تركيا احترام ما تعهّدت به، ووزير الخارجية الإيراني طلب من نظيره التركي احترام السيادة السورية والعودة الى مقرّرات أضنة، ربما فيها الحل الذي يُرضي الجميع…
الأيام حبلى ولننتظر…
رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي