«البرلماني العربي»: تشتّت العرب سمح للتفرّد بدولهم «الأحزاب العربية»: خطر وجودي لا بدّ من مواجهته
ندّدت الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية بالعدوان التركي على سورية، وقال الأمين العام قاسم صالح في بيان أصدره أمس: يستمرّ النظام التركي بعدوانه على السيادة السورية والذي بدأ منذ اليوم الأول لشنّ الحرب الكونية عليها عبر تسهيل دخول المجموعات الإرهابية وتبنّيها ودعمها، والتنصّل من جميع التعهّدات التي التزم بها لوضع حدّ لهذه المجموعات في مدينة إدلب وريفها وإجبارهم على تسليم أسلحتهم، وجاءت العملية العسكرية التي شنّها الجيش التركي على الشمال السوري تحت ذرائع وحجج واهية ليشكل عدواناً وانتهاكاً سافراً للسيادة السورية ومحاولة لاحتلال أجزاء منها لإنشاء منطقة آمنة مزعومة تكراراً لتجربة الشريط المحتلّ من العدو الصهيوني في الجنوب اللبناني.
أضاف: يتصاعد هذا العدوان في ظلّ مواقف عربية ودولية خجولة، وإننا إذ ندين هذه الحرب السافرة على قلعة الصمود والمقاومة فإننا نؤكد الأمور الآتية:
أولاً: نطالب برفع الحصار عن سورية الذي يستهدف الشعب السوري وصموده في مواجهة المؤامرات التي تحاك ضدّ سورية وموقعها ومواقفها المبدئية المتمسكة بالحقوق القومية وفي مقدّمها قضية فلسطين.
ثانياً: إنّ القوات التركية والأميركية والغربية هي قوات احتلال، لذا فإنّ من حق الجيش العربي السوري مواجهتها لإجلائها عن الأراضي وتطهير المناطق الخاضعة لسيطرتها وسيطرة المجموعات الإرهابية لتستعيد سورية وحدتها وسيادتها على كامل التراب السوري.
ثالثاً: نتوجه بدعوة صادقة إلى الأكراد الذين هم جزء لا يتجزأ من النسيج السوري، وهم مواطنون سوريون، أن يعودوا إلى حضن دولتهم الدافئ وعدم الرهان على القوى الخارجية التي توظفهم لأغراضها، وتتخلى عنهم حين تفرغ من تحقيق أهدافها.
رابعاً: إننا على ثقة بأنّ سورية التي حرّرت معظم الأراضي السورية من المجموعات التكفيرية سوف تتمكّن من دحر هذا العدوان الغاشم واستعادة كلّ أراضيها.
خامساً: نتوجه إلى جميع القوى والأحزاب والمؤتمرات للوقوف مع سورية وجيشها الباسل ضدّ هذا العدوان والقيام بتحركات أمام السفارات التركية لاستنكار العدوان والمطالبة بوقفه لأنه يشكل خطراً وجودياً على أمتنا في ظلّ الأطماع الطورانية التي يسعى أردوغان إلى إحيائها من جديد.
الاتحاد البرلماني العربي
من جهته أدان الاتحاد البرلماني العربي «قيام القوات التركية بالتوغّل في الأراضي السورية ، بحجج واهية تُخالف الأعراف والمبادئ الدوليّة وحسن الجوار».
وعبّر الاتحاد، في بيان، عن «بالغ قلقه إزاء هذه التطورات الّتي ستقود المنطقة برمّتها إلى حرب لا يستطيع أحد أن يتنبّأ بنتائجها»، مبدياً إدانته بأشدّ عبارات الإدانة «هذا الاعتداء الغاشم، الّذي سيجلب المزيد من الويلات للمنطقة الّتي عانت من ويلات الإرهاب الممنهج الّذي ساهم في انتهاك أبسط قواعد حقوق الإنسان والإنسانية». ودعا تركيا إلى «احترام حقّ الجوار والحفاظ على روابط التاريخ والجغرافيا الّتي يجب التفكير بها مليّاً قبل الإقدام على هذه الخطوة غير المسؤولة».
وذّكر الاتحاد بأنّ «حالة التشتّت العربي سمحت للتفرّد بالدول العربية، والمساس بأمنها القومي ومستقبل الأجيال القادمة الّتي كان يساورها الأمل والرجاء في أن تعيش بكرامة وعزةّ، أسوة ببقية شعوب الأرض»، داعياً الأمم المتحدة والقوى الفاعلة في العالم والاتحادات والمنظمات البرلمانية الدوليّة والإقليميّة إلى «تحمّل مسؤوليّاتها من أجل الحفاظ على احترام الحدّ الأدنى من مواثيقها ومصداقيتها أمام شعوب العالم».
وطالب تركيا بـ»الوقف الفوري والعاجل لهذا العدوان الغاشم على الأراضي السورية»، داعياً جامعة الدول العربية إلى «اتخاذ موقف موحّد يعيد للأمة العربية هيبتها، من خلال تجاوز الخلافات العربيّة ـ العربيّة، والوقوف صفاً واحداً في وجه التحديات كافّة الّتي تتعرّض لها».