قالت له
قالت له: لا تظلمني بتهمة اللاحب، فأنا أحبك، لكنني أحب أن أبقى مطوّقة بالمعجبين. وللمعجبين ضرورات ومتطلبات فكل ما ترى وتسمع هو مجاملات بما فيه الغزل، فلقد أحببتك وحدك ولم أزل.
قال لها: أنا لا تزعجني كثرة المعجبين حولك، فأنا شاعر محاط بالمعجبات ومعجبات الشعر معجبات بالغزل منذ الخلق وإلى الأزل.
قالت: لكننا اتفقنا أن تراعي غيرتي فأنا أتشيطن من حال المعجبات.
قال لها: واتفقنا أن تراعي حيرتي بين من قبولك لمعجب بك كأنثى يتغزّل بجمالها وبين معجبات بشعري، ولو تخفين تحت الإعجاب بالشعر اعجاباً بالشاعر، لكنه يبقى مخفياً تحت ستار. أما حال معجبيك فواضح كضوء النهار.
قالت: لكنني الأنثى الضعيفة التي يجب أن تراعي مشاعرها.
قال: ولكنني شاعر الأنثى والأنثى من سجّل عليها مراعاة حال شاعرها.
قالت له: لكنك تحيل نهاري ليلاً وليلي نهار.
قال: إما أن تختاري أو أن أختار.
قالت: وما الخيرة؟
قال لها: بين أن نبقى متعادلين على مضض في حال المعجبين وبين أن نقفل الباب، ونبقي للحب بيننا قلبنا المسكين فهل أنت جاهزة أم تريدين الحب والجائزة؟
قالت: لا أستطيع العيش ما لم أسمع في اليوم مئات كلمات الغزل.
قال: إذاً علينا كلما تخاصمنا بسبب الغيرة أن نتبادل القبل.
قالت: والآن ما العمل؟
قال: نختبر الأمل.
قالت: تفضّل يا بطل.
قال: ومن الحب ما قتل.