نبحث عن المحتوى!!!
مسودة، مبيضّة، مصفرّة، لا إشكال على التسمية، لأننا نهتم بما يحتويه هذا اللون، وهل سيناسب الأذواق السورية على اختلاف متطلباتها…
السوريون والدستور الجديد الذي وافقت روسيا وإيران وتركيا على وضعه، وبدأت قوائم اللجنة الدستورية المشكلة تتسرب إلى الإعلام، ضمن ثلاث لجان، فقد أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنه تم تشكيل لجنة دستورية تضم ممثلين عن كل من النظام السوري والمعارضة والمجتمع المدني بهدف مراجعة الدستور للتوصل إلى حل سياسي يرضي كلّ الأطراف.
نعم، الوضع السوري الواصل إلى عنق الزجاجة يحتاج إلى حل إسعافي سريع، ولكن السؤال الأهم الذي يراودنا الآن. من سيكتب مسودة هذا الدستور الجديد؟
ما هي المعايير المتبعة في من ستوكل إليهم هذه العملية؟.. وهل ما نشر من شائعات عن أسماء وكّلت إليها العملية صحيحة؟
ولكون الدستور للشعب ويترجم حال الشعب ألا يحق لهذا الشعب الطيّب وكلمة الطيب هنا لا تدل على الغباء أبداً، ومن يشك في معناها عليه أن يراجع محاسن الأخلاق.
هذا الشعب الطيب الذي يثق بمجمل القرارات الحكومية ثقة عمياء، وهذه الثقة في الآونة الأخيرة سُرقت عصاها التي كانت تساعدها في المسير فباتت ضريرة العين والقلب تائهة وسط الظلام..
هل سيحصل استفتاء على شكل الدولة التي سيقررها الدستور الجديد؟ هل ستكون مدنية أم دينية أم علمانية أم شفافة غير مرئية؟
من يكتبون الدساتير عادة يكونون شخصيات مختارة من الشعب، لأن الدستور ببساطة يعبر عن روح الشعب. والسؤال هل بقي إيمان بهذه الروح؟؟
يبدو أن العَبث يسيطر على كلّ شيء، وكل ما في الوجود الحالي عَبث لا طائل منه!!
ولكأننا نلمح طارق بن زياد وهو يلوح لنا محذراً: « مؤتمرات من أمامكم ومؤتمرات من ورائكم.. طبخات تحاك في الظلام. وأخرى تُحاك في العراء.. ولا مفر».
ما نرجوه وهم يعدّون هذه المسودة الجميلة ألّا يترك الحبل على الغارب، فلا بدّ من وضع بنود تنصف المواطن السوري الذي ضاهى سيدنا أيوب بصبره على الفقر والقهر والحرمان، بحيث لا ضرر ولا ضرار. ووضع مصلحة الوطن نصب أعينهم وفوق أي أمر. نعم نريد الخير للجميع ولكن بمنطق.
حتّى لا يظن المواطنون أنهم مقصرون لأنهم مصممون على الاستمرار في الحياة، ولا شيء في حياتهم إلّا الهباء.. علّ القادم ينقذهم ويحدّ من هذا الهباء..
صباج برجس العلي