شوارع عمياء!!
أَفْرَدْتُ على الطاولة البيضاء أحلامَ طفولتي.. حين الكون أبي والأرض أمي.. فلم تظهر!
أفردتُ عليها أضغاث هذا الزمن.. والزمن أبٌ وأنا الأمُّ.
ظهرت بقوة.. تذكّرت مثل الأوّلين: الضّدُّ يُظْهِرُ حالَهُ الضّدُّ!!
تناولتُ مِزَقَ ليلٍ شاردة
قطفتُ براعمَ شمسٍ واعدة
الآنَ بَلَغتُ..
الآن أيّها المكان نعود بالزمان ونَتّجهْ.
عينايَ تمشي بي شوارعَ عمياء
يدايَ تمسكُ بنتوءاتِ جدرانٍ خَلَّفَتْها عجائزُ الآهات..
عَرفتُ أن الخراب صار إلى نَفْسِه – ولكن ها بردى يعانقُ الفرات.. يعانقُ النّيل.
ها أنا أقوم من نفسي.
من جسدي.
أقاومُ العَماء.
يَنثرني وجدي ألفَ موجةٍ عذراء!
قيامة!!
د. سحر أحمد علي الحارة