أسعار النفط تحصد المكاسب والعالم يحتاج لإمدادات مستقرة وآمنة للطاقة
تشهد صناعة الطاقة تغيرات كثيرة ومتلاحقة، فعادت أسعار النفط إلى حصد المكاسب خلال الأسبوع الماضي مع ارتفاع مستوى المخاطر الجيوسياسية، ما أدى إلى تسجيل الخامين القياسيين أول مكاسب أسبوعية في 3 أسابيع مع صعود برنت 3.7 في المئة والخام الأميركي 3.6 في المئة.
وأكدت منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك : يبقي شيء واحد ثابت، وهو الحاجة المتزايدة باستمرار إلى إمدادات مستقرة وآمنة للطاقة مع استمرار زيادة السكان وتنامي الاقتصادات على مدى عقود مقبلة.
وأفاد تقرير حديث للمنظمة عن مشاركة الأمين العام محمد باركيندو في مؤتمر النفط والمال في لندن، أنه من المتوقع أن يكون الاقتصاد العالمي في 2040 ضعف حجمه في 2018، كما أنه من المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى نحو 9.2 مليار نسمة بزيادة نحو 1.5 مليار نسمة عن اليوم.
ونبّه التقرير إلى ضرورة إدراك أن فقر الطاقة لا يزال يمثل آفة في عصرنا، على الرغم من أن تقرير الأمم المتحدة بشأن أهداف التنمية المستدامة يشير إلى أن إجمالي عدد الأشخاص، الذين لا يحصلون على خدمات الكهرباء انخفض إلى أقل من مليار شخص في 2017، إلا أنه ما زال هناك كثير من العمل، الذي يتعيّن القيام به في هذا المجال، لافتاً إلى وجود 3 مليارات شخص يفتقرون إلى إمكانية الحصول على الوقود منخفض الانبعاثات لأغراض الطهي.
وبحسب التقرير، فإن هناك مَن يعتقد بأن صناعات النفط والغاز يجب ألا تكون جزءاً من مستقبل الطاقة وأن المستقبل يمكن أن تهيمن عليه الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية، لافتاً إلى أنه من المهم أن نذكر بوضوح بأن العلم لا يخبرنا بذلك ويخبرنا أننا نحتاج إلى تقليل الانبعاثات واستخدام الطاقة بشكل أكثر كفاءة.
وأشار التقرير إلى توقعات بتجاوز الطاقة النووية ما يزيد قليلا على 6 في المئة، وبقاء الفحم بنسبة تزيد قليلاً على 21 في المئة بحلول 2040، وهذا يعني أن النفط والغاز سيواصلان مجتمعين توفير أكثر من 50 في المئة من احتياجات العالم من الطاقة بحلول 2040، إذ يشكل النفط نحو 28 في المئة والغاز 25 في المئة.
وذكر التقرير أن عديداً من الدول الأعضاء في أوبك لديها مصادر كبيرة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وهناك استثمارات ضخمة في طريقها إلى هذا المجال، في الوقت الذي لا توجد فيه توقعات تشير إلى أن مصادر الطاقة المتجددة ستقترب من تجاوز النفط والغاز في العقود المقبلة.