موسكو تدعو لتجنّب أي إجراء يعرقل الحل السياسي في سورية
جدّد الكرملين اليوم موقف موسكو الداعي إلى ضرورة تجنب أي إجراءات يمكن أن تتعارض أو تعرقل الحل السياسي للأزمة في سورية.
وخلال مؤتمر صحافين قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف رداً على سؤال حول عدوان النظام التركي على الأراضي السورية: «أنتم تعلمون منذ البداية أنه أشار الجانب الروسي على مختلف المستويات إلى رفضه القاطع لأي أعمال من شأنها أن تعرقل وتعيق عملية الحل السياسي للأزمة في سورية وتثير التوتر فيها»، مضيفاً: «أكرر هذا الموقف لم يتغير.. إنه أمر ثابت ومعروف».
ولفت بيسكوف إلى وجود اتصال مستمر مع النظام التركي على مختلف المستويات حول سورية.
إلى ذلك، رفع العلم السوري، أمس، على المؤسسات الحكوميّة والمدارس في مدينتي الحسكة والقامشلي، بعد دخول الجيش السوري مناطق وقرى عدة في ريفي المحافظتين.
وكانت وحدات من الجيش السوري ودخلت، صباح أمس، بلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي، فيما دخلت وحدات أخرى مدينة الطبقة وريفها ومطار الطبقة وبلدة عين عيسى وعدداً كبيراً من بلدات أرياف الرقة الجنوبي الغربي والشمالي، بحسب مراسل وكالة «سانا».
وكانت «سانا»، أعلنت الأحد، بدء تحرّك وحدات الجيش السوري باتجاه الشمال لمواجهة ما وصفته بـ «العدوان التركي» على الأراضي السورية، فيما كشفت مصادر مقربة من قيادة «الوحدات التركية عن التوصل لاتفاق على عودة التنسيق الكامل بين قيادة «الوحدات» مع الدولة السورية في كافة مناطق سيطرة «قسد» شمال شرق سورية، برعاية وضمانات روسية، بحسب تعبيرها.
واحتشد الأهالي على مدخل بلدة عين عيسى لاستقبال وحدات الجيش معربين عن ثقتهم بأن الجيش وحده القادر على حماية التراب السوري من أي معتدٍ أو محتل.
ولفت مصدر إلى أنه وسط ترحيب شعبي كبير دخلت وحدات أخرى من الجيش بلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي للتصدّي للعدوان التركي ومرتزقته من الإرهابيين.
واستقبل مئات المواطنين وحدات الجيش بالهتافات الوطنية والأهازيج معربين عن سعادتهم وشعورهم بالأمان بوصول الجيش لحمايتهم من العدوان التركي.
وفي الإطار ذاته تم رفع العلم الوطني فوق عدد من مؤسسات الدولة ومنها المدارس في مدينتي الحسكة والقامشلي.
وفي سياق متصل، واصلت قوات النظام التركي عدوانها على الأراضي السورية لليوم السادس على التوالي، واستهدفت بقصف مدفعي بلدة الدرباسية وقرية القرمانية بريف الحسكة الشمالي الغربي.
ولفت مصدر إلى مغادرة قرابة 150 جندياً من قوات الاحتلال الأميركية والقوات الأجنبية الأراضي السورية إلى العراق من مطار رحيبة غير الشرعي بريف المالكية.
وتشن قوات النظام التركي عدواناً على الأراضي السورية بريفي الحسكة والرقة بقصف جوي ومدفعي استهدف العديد من القرى والبلدات فيهما مركزاً على البنى التحتية والمرافق الحيوية كمحطات المياه والكهرباء والسدود والمنشآت النفطية والأحياء السكنية ما تسبب باستشهاد عدد من المدنيين ووقوع أضرار ودمار كبير في البنى التحتية.
هذا، وتواصلت الإدانات العربية والدولية للعدوان التركي على الأراضي السورية، ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان أمس، دول الاتحاد الأوروبي إلى تجديد إدانتها للعدوان التركي على الأراضي السورية والمطالبة بوقفه.
وحذّر لودريان الذي كان يتحدّث للصحافيين لدى وصوله لحضور اجتماع مع نظرائه من دول التكتل الأوروبي في لوكسمبورغ من التبعات والمأساة الإنسانية الخطيرة التي يتسبب بها العدوان. وقال إن «فرنسا تتوقع من هذا الاجتماع توجيه طلب محدد لإنهاء الهجوم واتخاذ موقف صارم بشأن صادرات الأسلحة لتركيا».
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أدان أول أمس خلال اجتماع لمجلس الدفاع والأمن القومي في باريس «بأشد العبارات» العدوان التركي على الأراضي السورية مطالباً بوقفه على الفور.
بدوره لوّح وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في مقابلة مع قناة «ار دي اف» باتخاذ «تدابير أخرى» ضد أنقرة، بالإضافة إلى وقف صادرات الأسلحة على خلفية عدوانها على سورية وقال «نريد أن يناقش الاتحاد الأوروبي هذا الموضوع وهو وقف تصدير الأسلحة إلى تركيا على المستوى الأوروبي، وبالإضافة إلى ذلك ستبقى الخيارات الأخرى مفتوحة اعتماداً على كيفية تصرف تركيا في المستقبل».
وأكد أن العدوان التركي على الأراضي السورية يهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأسرها ويؤدي إلى عواقب انسانية كبيرة وليس بالإمكان النظر إلى هذا دون اتخاذ أي إجراء.
بدوره أدان الاتحاد العام للصحافيين العرب العدوان التركي الغاشم على الأراضي السورية، مبيناً أنه اعتداء صارخ على السيادة السورية وتهديد خطير لوحدة التراب السوري ويتنافى مع قواعد القانون الدولي.
وأكد الاتحاد في بيان له تلقت سانا نسخة منه على تضامنه الكامل مع الشعب السوري داعياً كل المنظمات الإعلامية الدولية وحقوق الإنسان إلى إدانة هذا العدوان الغاشم.
في العراق ندّد كتاب وإعلاميون بالعدوان التركي السافر على الأراضي السورية مؤكدين أنه انتهاك صارخ لسيادة دولة مستقلة ويفضح توجهات النظام التركي التوسعية والداعمة للإرهاب.