الراعي من بنين: لفصل الحلّ السياسي في سورية عن عودة النازحين
يواصل البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي زيارته الراعوية إلى 7 دول في أفريقيا الوسطى والغربية، للقاء المسؤولين الرسميين وأبناء الجالية اللبنانية.
وفي هذا الاطار، التقى الراعي وزير خارجية بنين التي وصلها مساء أول من أمس، أوريليان أغبينونسي ممثلاً رئيس جمهورية بلاده، وعرض معه للأوضاع العامة في البلدين ووضع الجالية اللبنانية هناك.
وقال الراعي، بعد اللقاء «أنا اليوم في زيارة راعوية لرعايانا في أفريقيا الغربية والوسطى»، مضيفاً أنّ «الهدف من الزيارة توطيد العلاقات بين لبنان وبنين وبين كنيستنا المارونية الكاثوليكية الانطاكية مع الدولة».
بدوره، أشار أغبينونسي إلى «متانة العلاقة بين البلدين».
وتابع «جمهوريتنا علمانية لكنها تحترم كلّ المعتقدات، ومنفتحة على كلّ ما يتيح للغنسان التطوّر وعيش الروحانية في الحرية والكرامة. ورئيسنا يعير أهمية كبيرة لسائر الطوائف في بلدنا».
وأقام القنصل الفخري في بنين طوني الشاغوري حفل استقبال للراعي والوفد المرافق، حضره وزراء الخارجية والسياحة والداخلية والبيئة والرياضة وشخصيات دبلوماسية واقتصادية واجتماعية وفاعليات من أبناء الجالية اللبنانية.
وقال الراعي متوجهاً إلى الحضور البنيني «نحن في لبنان ضحية حرب مستمرة في الشرق، وندفع الأثمان الباهظة منذ العام 1948 أيّ منذ بدء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ولجوء الفلسطينيين إلى بلدنا وقد بات عددهم اليوم يفوق النصف مليون نسمة، يعيشون في ظروف مأسوية في المخيمات وهم ينتظرون منذ 71 عاماً الحلّ السياسي لقضيتهم من أجل أن يعودوا إلى ديارهم، إلاّ أن هذا الحل قد تحوّل سراباً ولن يصل أبداً».
أضاف «لقد دفعنا ثمن حرب العراق وسورية غالياً، واستقبلنا نحو مليون ونصف مليون نازح سوري ليصبح العدد مع الفلسطينيين زهاء مليوني إنسان، أي نصف عدد سكان لبنان على مساحة صغيرة جداً، وهذا يشكل عبئاً كبيراً على المستويات كافة. أنا أتساءل معكم، اي دولة قوية قادرة على تحمل هذا العبء واستقبال نصف عدد سكانها؟».
وتابع «أقول هذا من أجل تحفيز صوت هذا البلد بحضور وزير خارجيته معنا الآن، فنحن بحاجة إلى صوت الأصدقاء الذين ينادون بصوت عال وبشجاعة بوضع حد للحرب في سورية والعراق وفلسطين، صوت يطالب بعودة النازحين لأن من حقهم العودة إلى أرضهم حيث لهم تاريخهم وثقافتهم وهويتهم. السياسة الدولية تعلن أنه يجب إيجاد حل سياسي للحرب السورية ومن ثم التفكير بعودة النازحين السوريين، وهذا يعني أن عليهم انتظار الحلّ كما فعل الفلسطينيون، وعلى الأرجح الحل سيأخذ اكثر من 71 سنة، فتجربة الفلسطينيين ماثلة أمامنا».
وطالب «كلّ الدول الصديقة بفصل الحلّ السياسي في سورية عن عودة النازحين، وإلا فنحن سنكون أمام حربين: الأولى مفروضة لتدمير الحجر، والثانية مفروضة أيضاً لتدمير الحضارة والتاريخ والثقافة».