معرض بعنوان «الرقص على الجمر» تجسيد للواقع الاجتماعي وقسوة الحرب على الشعب السوري
فاطمة ناصر
جاءت أعمال الفنان التشكيلي كائد حيدر في معرضه «الرقص على الجمر» لتطرح فلسفته للواقع وقسوة الحرب التي تعرّضت لها سورية وقدرته على تحويلها بمعالجات شبه صوفية إلى حالة من الحب والتحدّي والرقص والفرح برغم الجراح.
ثلاثون عملاً فنياً احتوتها صالة الحكمية للفنون باللاذقية تأتي كجزء من بحث يعمل عليه الفنان منذ خمس سنوات استمراراً لمشروعه ألف ليلة وليلة «الحبّ والقتل» مشيراً إلى أن «ما تعرضت له سورية في السنوات الماضية من حرب طالت كل مناحي الحياة.. وعانى فيها السوريون الكثير من الألم.. أردت ان أحوله إلى حالة ثانية من الفرح والتحدّي.. باعتباري أعيش هذا الواقع.. ويجب ألا أكون منكسراً وأن أحول الأسود إلى أبيض.. والعذاب إلى عذوبة».
ويندرج العمل البحثي لحيدر ضمن مجموعة من التجريب والبحث المتغير والمتجدّد يجعل معها التقنية اللونيّة مفتوحة بحيث يمكن لكل المواد أن تكون موجودة على سطح العمل من أكرليك وزيتي ورصاص وباستيل وغواش طالما أنها تحقّق الغاية التقنية والتشكيلية والتكوين للموضوع الذي يريد الوصول إليه.. واعتبر أن أي عمل فني يجب أن يكون فيه ترابط حقيقي بين التكنيك والتكوين والموضوع لتأتي شخوصه الراقصة وكأنها تذوب وتتلاشى مع المحيط وما يسببه من ألم ومحاولتها الخروج منه بفلسفة روحية.
ويرى حيدر أن للفنّ قدرة على عكس الواقع وأنه من الضرورة إذا كانت هناك حركة تشكيليّة صادقة وحقيقية وأصيلة أن تكون انعكاساً لهذا الواقع.
فالفنان يعبر عن المجموعة البشرية التي يأتي منها «أحلامها وطموحاتها وآلامها ولكن بطريقته»، منوها بالحراك التشكيلي الذي بدأ «يرمم بشكل جيد» الحالة التشكيليّة مطالباً القطاع الخاص بالقيام بدوره في هذا المجال ضمن جهد مشترك مع المراكز الثقافية لإعادة الحياة التشكيليّة إلى زخمها الذي كانت عليه قبل الحرب على سورية.
والفنان كائد حيدر من مواليد اللاذقية 1967 خريج كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق عام 1996 عضو اتحاد الفنانين التشكيليّين ومدرس في كلية الفنون الجميلة في جامعة تشرين حائز جوائز عدة وشارك في العديد من المعارض داخل سورية وخارجها.