القومي في الوطن وعبر الحدود يحْيي عيد التأسيس الـ82

أحيت منفذية السويداء في الحزب السوري القومي الاجتماعي العيد الـ82 لتأسيس الحزب بمهرجان خطابي أقامته في المركز الثقافي في مدينة شهبا، حضره نائب رئيس المكتب السياسي العميد بشار يازجي، وكيل عميد العمل فداء السعيد، منفذ عام الطلبة في جامعة دمشق حسن زعيتر، منفذ عام السويداء سمير الملحم وأعضاء هيئة المنفذية: الناموس معين مزهر وناظر الإذاعة والإعلام زياد الزير وناظر التدريب حمد حامد وناظر التربية والشباب نجيب الأطرش، مدير مديرية طربا جميل الغوطاني، مدير مديرية أم أرواق مهند أبو زيدان.

كما حضر ممثل أمين فرع السويداء في حزب البعث العربي الاشتراكي عضو قيادة الفرع يحيى الصحناوي وأمين شعبة شهبا بسام الطويل وأعضاء قيادة الشعبة، وفد من حزب العهد برئاسة مسؤول منطقة شهبا مرسل علبة، وفد من حزب الشعب برئاسة مسؤول منطقة شهبا هاني علبة، قائد شرطة منطقة شهبا العقيد هيثم عبد الرحمن، ممثل وزارة الأوقاف رئيس شعبة الوقف الاسلامي في السويداء الشيخ نجدو العلي، رئيس مجلس مدينة شهبا عماد الطويل وأعضاء مجلس المدينة، رئيس الجمعية الفلاحية في منطقة شهبا مالك دنون، رئيس واعضاء مجلس بلدة نمرة، وعدد من رجال الدين وممثلي المنظمات الشعبية والجمعيات الأهلية وفاعليات اجتماعية وتربوية وحشد من المواطنين والقوميين.

افتتح المهرجان بنشيد الحزب ونشيد الجمهورية، والوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء.

كلمة المنفذية

وبعدما رحّب عريف الاحتفال بشار الحناوي بالحضور، ألقى منفذ عام السويداء سمير الملحم كلمة المنفذية فأشار إلى معنى الاحتفال بالتأسيس، متطرقاً إلى الظروف التاريخية التي كانت تعيشها سورية آنذاك، ولافتاً إلى أنه أمام الواقع الذي كانت تعيشه أمتنا طرح سعاده على نفسه السؤال الكبير: «ما الذي جلب على شعبي هذا الويل؟» فكان جوابه أنّ سبب الويل يكمن في أمرين أساسيين هما: فقدان الوعي والسيادة القوميّين، ومن أجل إيجاد الوعي واستعادة السيادة بهدف طرد ذلك الويل واستئصال جذوره، ونقل الأمة وإخراجها من حالة الخمول والذلّ الى حالة التنبّه والعز، أسّس الحزب السوري القومي الاجتماعي بعقيدته ونظامه، ومبادئه وأهدافه، وخطة عمله، لصهر طاقات الأمة وتوليد نواة نهضتها وارتقائها، وتثبيت إرادتها، وإبراز شخصيتها ومواهبها، وصنع تاريخها، واحتلال مكانتها اللائقة بها.

وأردف الملحم: تطوّرت الأحداث التاريخية ولا تزال الجريمة التي تستهدف الكيان القومي ذاته، بخريطة وطنه، وبشخصية شعبه وبوحدة مجتمعه، وصولاً إلى عالمنا العربي كله مستمرة، حيث خضعت أنظمة كثيرة لمشيئة أميركا ومعها كيان العدو الصهيوني، وسارت في ركابها وتحوّلت إلى أدوات لتنفيذ سياستها ومشروعها الشرق أوسطي الجديد تحت شعار الحرية والديمقراطية والتآمر على كلّ مقاومة حققت انتصاراً على هؤلاء الأعداء. فليس صدفة تاريخيةً أن يتمحور الصراع على أرض سورية الطبيعية.

إنّ الشام التي وقفت وتقف اليوم وقفة العز، تشكل الهدف الأساسي للإدارة الأميركية، كونها تقود الممانعة للمشروع المعادي، ولا ترضى أن تنعزل ضمن حدود كيانها السياسي، ولا تذعن للإملاءات الأميركية الصهيونية، أو لدفاتر شروط يمليها عليها أحد، باعتبارها القاعدة الصلبة، والعمق الاستراتيجي الفعّال في إرساء الصراع على نقطة الارتكاز الذي تمثله دمشق وهي رأس الحربة ومركز القرار القومي للانتصار في حرب الوجود والمصير. فكانت هذه المعركة التي تخوضها الشام والمقاومة هي المعركة الأهمّ في معارك الدفاع عن الوجود القومي.

ففي هذه الظروف الصعبة التي تواجه أمتنا لا بدّ لنا إلا أن نتمسك بوحدتنا الوطنية التي تجسّدها حضارتنا السورية الواحدة التي صهرت فيها وعبر آلاف السنين كلّ الأعراق والاثنيات والطوائف، لتعيش على أرض الوطن حياة واحدة، فلنقف صفاً واحداً في وجه أعدائنا في معركة المصير الواحد للشعب الواحد والأمة الواحدة ندافع عن وجودها وتاريخها الحضاري معتمدين على أنفسنا في خوض معركة مصيرنا ومصير أمتنا، لأنّ الموقف خطير جداً، ولا بدّ من الجدية والتضحية والفداء، فاحمل سلاحك أيها السوري ودافع عن وطنك، عن سوريتك، فالحياة وقفة عز فقط، مارسوا البطولة ولا تخافوا الحرب بل خافوا الفشل، فليس عار أن نُنكب بل العار ان تُحوّلنا النكبات من رجال أقوياء الى رجال ضعفاء.

وأكد الملحم أنّ الحركة القومية الاجتماعية هي حركة حقٍّ وعدلٍ ورقي، وهي حتماً حركة نجاح وتقدم. وواجب القوميين الاجتماعيين يقضي بأن يحاربوا الانقسامات والمفاسد، وأن ينشروا عقيدتهم الداعية الى الوحدة القومية الجامعة، وبناء الإنسان المناقبي الذي يضع مصلحة الأمة فوق كلّ مصلحة، ويحافظ على الوطن والدولة والأملاك العامة والثروات القومية ويكون العين الساهرة على سلامة المجتمع وأمنه واستقراره، ومنبّهاً من الخيانة والخونة ومن الفساد والفاسدين ومتصدّياً لهم. ولذلك نقول إنّ مسؤوليتنا كبيرة لأنها تعني مصير بلادنا، وأنتم أيها القوميون كما كنتم دائماً على قدر المسؤوليات الكبيرة فحملتموها وخرجتم أقوياء وهكذا سنكون لنعمل جميعاً من أجل أن تحيا سورية لأننا أبناء الحياة العزيزة الذين «لا يبيعون الشرف بالسلامة ولا العز بتجنب الأخطار».

وختم الملحم كلمته بتوجيه التحية إلى رجال جيشنا السوري البطل في معركته المقدسة ضدّ الإرهاب والتطرف، والتحية إلى كافة القوى الوطنية المقاومة، ولنسور الزوبعة، والخلود والمجد لشهدائنا الأبرار والعز والفخر لأسر وعوائل الشهداء، فمنهم نستمدّ الإرادة والعزيمة، ونحن على طريق شهدائنا سائرون ولن نقبل بتدنيس أرض الوطن من أيّ معتد وإنّ النصر آتٍ لا محالة.

كلمة وزارة الأوقاف السورية

وألقى كلمة وزارة الأوقاف رئيس شعبة الوقف الإسلامي في السويداء الشيخ نجدو العلي الذي أكد على الوحدة الوطنية لمواجهة المؤامرة التي تستهدف الدولة السورية والمجتمع.

وبعدما أوضح مجموعة من المفاهيم الإسلامية التي حاولت القوى الإرهابية المتطرفة تشويهها، شدّد الشيخ العلي على أهمية دور رجال الدين في التصدّي للفكر الإرهابي المتطرف الذي شوّه رسالة الدين التي تحضّ على المحبة ومكارم الأخلاق وعدم قتل النفس التي حرّم الله قتلها.

واستشهد بقول الزعيم: كلنا مسلمون لرب العالمين فمنا من أسلم لله بالإنجيل ومنا من األم لله بالقران ومنا من أسلم لله بالحكمة وليس لنا من عدو يقاتلنا في ديننا ووطننا وحقنا إلا اليهود، وكذلك بالمعاني السامية التي تحملها تحية الحزب تحيا سورية ، منوّهاً بالمواقف البطولية للحزب في قتاله المجموعات الإرهابية إلى جانب الجيش السوري البطل.

كلمة «البعث»

ثم ألقى ممثل أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في السويداء يحيى الصحناوي كلمة أشار في مستهلها إلى أهمية السادس عشر من تشرين الثاني للحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث العربي الاشتراكي، وتحدث عن المؤامرة التي تستهدف سورية بسبب مواقفها القومية ودعمها لقوى المقاومة في المنطقة، وعدم قبولها التفريط بالحقوق والأراضي العربية المغتصبة، مؤكداً أنّ سورية ستنتصر بفضل حكمة قيادتها وصمود شعبها وجيشها البطل، ونوّه بالدور الذي يقوم به الحزب القومي في مواجهة العدوان على سورية وحيا شهداء الجيش وعوائل الشهداء، كما وجه التحية إلى قوات الجيش السوري والدفاع الوطني وكتائب البعث والحزب السوري القومي الاجتماعي.

كلمة مركز الحزب

ثم ألقى نائب رئيس المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي العميد بشار يازجي كلمة مركز الحزب قال فيها: شهدت الشام في تاريخها الحديث، حدثين هامين وعظيمين، كان لكلّ منهما أثره البالغ في مسار نمو حركة الوعي القومي فيها وتطوّرها.

وقال: تشاء الصدف أن يكون المخاض بالحدثين تمّ بتوقيت واحد وشهر واحد ويوم واحد ـ 16 تشرين الثاني، ولكن مع تباعد عدد السنين.

الحدث الأول شهدته بيروت في السادس عشر من تشرين الثاني عام 1932 يوم أسّس الزعيم سعاده الحزب السوري القومي الاجتماعي.

والحدث الثاني شهدته دمشق في السادس عشر من تشرين الثاني لعام 1970 يوم قاد الرئيس الراحل القائد حافظ الأسد الحركة التصحيحية.

وقال يازجي: كلّ من هذين الحدثين جاء نتيجة مخاض قاسٍ ومرير في نفسٍ شغلها الهمّ القومي العام. واحتفالنا بعيد تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، فكرة تعبّر عن أصالتها وحركة تجسّد إرادتنا الواعية في الحياة والإرتقاء، هو احتفال بحدث تاريخي خطير ومنعطف مصيري هامّ ستظلّ تتكشف لنا أبعاده ومراميه كلما ارتقينا درجة في سلم الإدراك والوعي والتميّز لشخصنا ومقاصدنا الكبرى في الحياة، وأهدافنا السامية في هذا الوجود، واحتفالنا بعيد التأسيس هو احتفالنا بوعي الأمة لحقيقتها، المعبّر عنها في الحزب السوري القومي الاجتماعي، بالحركة السورية القومية الاجتماعية.

وقال يازجي: انّ حزبنا ومن موقعه الشريك في مشروع الدولة والمجتمع، ومن موقعه المقاوم لمشروع إسقاط سيادة الدولة، والمؤمن بمشروع المقاومة والوقوف الى جانب القيادة السورية ومواجهة هذه المؤامرة التي تستهدف الدولة وخياراتها ودورها وحضورها… نقول للعالم بأسره من جبل العرب، جبل سلطان باشا الأطرش، جبل الشهداء والتضحيات إنّ المؤامرة على سورية سقطت وانّ انتصار سورية أصبح مؤكداً بفضل حكمة قيادتها وتضحيات شعبها وبسالة جيشها ومقاومتها.

وأشار يازجي إلى أنّ ما يدور في المنطقة أصبح واضحاً، وها نحن نرى أنّ جميع المتورّطين في استهداف سورية على مدى السنوات الماضية تهتز أدوارهم دولياً وإقليمياً، فالمملكة السعودية تنظر بخوف الى المفاوضات النووية بين الغرب وإيران، وهي مذعورة على بيتها الداخلي، أما تركيا فتدرّب ما يُسمّى المعارضة السورية لإسقاط الدولة، والتورّط التركي في دعم «داعش» بدأت تتكشف فصوله بالبراهين والأدلة، وفي نفس الوقت تتعرّض للضغط للدخول في التحالف الغربي تحت عنوان الحرب على «داعش»، أما الغرب فيقف ضعيفاً وقلقاً من أن ترتدّ عليه الموجات الإرهابية التي أرسلها إلى بلادنا.

وأكد يازجي أنّ سورية قيادة وجيشاً وشعباً تقف شامخة في صمودها وثباتها وتجبر الجميع على الإقرار بثوابتها وقراءتها للخطر الإرهابي الذي اعتبرته أولوية منذ البداية، وقدّمته على جميع العناوين الأخرى.

وأشار يازجي إلى أنّ كلّ شيء تغيّر بفعل القيادة الحكيمة للرئيس بشار الأسد، الذي استطاع ومعه الجيش والشعب قلب المعادلات لمصلحة سورية، وأثبت الجيش السوري أنه الجيش العقائدي القادر على تحقيق الإنجازات الكبيرة، وقد بات من الجيوش المصنّفة عالمياً في قدرتها على مواجهة الإرهاب والقضاء عليه. فألف تحية إلى الجيش السوري المقاوم وألف تحية إلى شهدائنا الأبطال الذين ارتقوا دفاعاً عن هذا الوطن وأرضه وشعبه ضدّ هذا الفكر التكفيري الوهابي، وألف تحية لأبطال المقاومة، ولرفقائنا في كتائب البعث والدفاع الوطني.

والتحية أيضاً وأيضاً لكم نسور الزوبعة من اللاذقية وكسب وحمص وصدد الى الزارة والحصن، الى جبوريت ومورك، الى كفرزيتا ومعلولا، الى صيدنايا ومعرة صيدنايا، الى ازرع وخبب، الى عين ترما والدخانية، الى مخيم الوافدين وجرمانا والكباس، الى القنيطرة، الى حينة وعرنة والزبداني وجبل الشيخ والسويداء. واننا لمنتصرون بفضل إرادة شعبنا العظيم، الشعب السوري الذي آمن بأننا ملاقون أعظم انتصار لأعظم صبر في التارخ.

وتخللت الاحتفال قصيدة من وحي المناسبة ألقاها ناصيف أبو حسون.

وفي الختام تمّ تكريم رئيس مجلس مدينة شهبا عماد الطويل، حيث قدم ناظر الإذاعة والإعلام زياد الزير لمحة موجزة عن الأعمال التي يقوم بها الطويل خدمة لوطنه ومتحده الاجتماعي، وتعاونه مع الحزب في كلّ المجالات، وتلا مرسوم رئيس الحزب الأمين أسعد حردان بمنحه «وسام الصداقة» الذي تولى يازجي تقليده إياه بمشاركة الصحناوي والملحم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى