قالت له
قالت له: رأيتك في الحلم تهجرني فهل لديك تفسير؟
قال لها: تفسيري الوحيد أنك اركتبتِ في اليقظة ما يزعجني، وأنا لم أعلم بعد، وتخشين في سرك أن أعلم وأغضب فجاء الهجر في المنام. فاخبريني بالأمر وأعدك بالمسامحة وهكذا تزول الكوابيس.
قالت: لو كان ذلك لما سألتك وسؤالي لشكي بأن يكون هاجس الحلم هو امرأة أخرى تراود خيالك وأفكارك.
قال لها: تتحدّثين عن حلم أم عن علم؟
قالت: أترك لك التفسير والتبرير.
قال: لو كان الأمر صحيحاً لما ترددت بإبلاغك.
قالت: والمودة والحرص ألا يمنعانك من التصريح؟
قال: أتريدين القول إن الكذب خير من الصدق؟
قالت: بل أريد القول طالما لا نتحدّث عن حبّ آخر يصير التردّد في التصريح رغبة بالعودة للحب وتعبيراً عن التمسك به على حساب نزوة أو مشاغبة.
قال لها: أنت من صنع الفكرة وتصدقينها وتتّهمين على أساسها؟
قالت له: الفكرة يا حبيبي تبقى فكرة، لكن تلقّيها تعكسه المشاعر والمشاعر حقيقة. وها أنت مستغرق في كيف تخبرني الخبر السيئ.
قال لها: أنت من رأى حلماً وأنا من يجب أن يتَّهم؟
قالت له: أنا لا أتهم بل أسجل ملاحظاتي.
قال لها: وأنا سأروي لك مناماتي.
قالت: تفضل مع تحياتي.
قال لها: رأيتك تعانقين رجلاً يوم مماتي.
قالت له: كنت أتمسك به خشية الوقوع حزناً يا حياتي.
قال: ورأيتك تقبلينه بشفتيه.
قالت: كان تنفساً اصطناعياً بعدما غبتُ عن الوعي وطال الغياب حتى عادت مع أنفاسه مناماتي.
قال: وماذا رأيت بين الجنازات؟
قالت: إنك بعد الموت تخرج حياً لغيري من بين الأموات.
قال لها: أعلن استسلامي في حياتي وفي مماتي.
قالت: تذكّر أنك لن تجد مثل قبلاتي.
قال لها: إذن هاتي.
وتعانقا ومضيا.