لا بديل عن الجيش السوري
ـ النتائج التي أسفرت عنها زيارة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس إلى أنقرة ولقاؤه بالرئيس التركي رجب أردوغان، لجهة وقف النار والعملية العسكرية التركية وانسحاب الجماعات الكردية المسلحة حتى عمق ثلاثين كيلومترا يطرح أسئلة حول أمرين الأول هو العلاقة بين ما أعلنه بنس وما أعلنته موسكو عن قرب وقف العملية التركية قبل سفر أردوغان إليها للقاء الرئيس الروسي، والثاني من سيملأ الفراغ في هذا العمق ما لم ينتشر الأتراك وقام الأكراد بالإنسحاب؟
ـ الواضح أنّ ما أنجزه بنس هو خطوة أولى لتطبيع العلاقات التركية الأميركية وفقاً لتفاهم أدارته موسكو من خلف الستار يقضي بحصول الرئيس الروسي على موافقة تركيا على وقف العملية التركية مقابل إقناع الرئيس الأميركي برفع العقوبات من جهة وضمان انسحاب المسلحين الأكراد من جهة مقابلة لكن البعد الثالث في التفاهم سيعلن من موسكو ولا يستطيع الأميركي التصريح به وهو أنّ الذي سينتشر في المنطقة التي لا وجود مسلح فيها للأتراك والأكراد هو الجيش السوري.
ـ القرار السوري بالتوجه شمالاً فرض دينامية لم يعد ممكن وقفها، خصوصاً أنّ أغلب المناطق الحدودي صارت بيده، وانّ المناطق التي تقع تحت سيطرة قسد لم تعد تحت سيطرتها، والقرار السوري بمواصلة الإنتشار لا يؤثر فيه تفاهم ينجزه نائب الرئيس الأميركي، فكلّ تفاهم لا تكون الدولة السورية طرفاً فيه لا يعنيها، ولا تفاهم تشارك فيه الدولة السورية لا يضمن سيادتها الكاملة ووحدتها غير المنقوصة، وهذان معناهما أنّ التفاهم الذي يريد ان تكتب له الحياة ينتظر تفاهماً آخر يضمن انتشار الجيش السوري كقوة شرعية للدولة السورية.
ـ ما يجري هو تأقلم تركي أميركي كردي مع القرار السوري واحتضان روسي إيراني لهذا القرار.
التعليق السياسي