الأسد: يحقّ للشعب السوري مقاومة القوات غير الشرعية بكل الوسائل المتاحة
أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أنه يحق للشعب السوري مقاومة كل القوات التركية والأميركية وغيرها من القوات غير الشرعية من الأراضي السورية كافة.
وشدّد الرئيس الأسد، أمس، خلال استقباله المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سورية ألكسندر لافرنتييف ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين والوفد المرافق أن «العمل في المرحلة الحالية والمقبلة يجب أن يتركز على وقف العدوان وانسحاب كل القوات التركية والأميركية وغيرها من القوات غير الشرعية من الأراضي السورية كافة باعتبار أنها قوات احتلال وفق القانون والمواثيق الدولية ويحق للشعب السوري مقاومتها بكل الوسائل المتاحة»، كما نقلت وكالة «سانا» السورية.
وجرى خلال اللقاء استعراض تطورات الأوضاع في سورية وخاصة في منطقة الجزيرة والعدوان التركي عليها.
ومن ناحيته أكد الوفد الروسي دعم بلاده الراسخ لسيادة سورية ووحدة أراضيها ورفضها لأي خطوة أو إجراء يخرق هذه السيادة ويزيد من تعقيد الأوضاع ويؤثر على الجهود الرامية لإنهاء الحرب في سورية والتي تعتمد أولاً وقبل كل شيء على القضاء على ما تبقى من بؤر إرهابية في سورية واستعادة السيطرة على الأراضي السورية كافة وفي مقدمتها جميع المناطق الحدودية.
كما تناول اللقاء التحضيرات القائمة لعقد الاجتماع الأول للجنة مناقشة الدستور وقد أعرب الرئيس الأسد ولافرنتييف عن الارتياح لسير هذه التحضيرات وأكدا على أن العامل الأهم لنجاح هذه اللجنة هو عدم وجود أي تدخل خارجي في عملها وأن تحترم جميع الأطراف الأساس الذي بنيت عليه هذه اللجنة ألا وهو حوار سوري سوري بقيادة وملكية سورية.
ووضع لافرنتييف الرئيس الأسد في صورة الزيارتين اللتين قام بهما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً إلى السعودية والإمارات والنتائج التي تمخضت عنهما.
وفي سياق متصل، أكد الرئيس التشيكي ميلوش زيمان أن النظام التركي يرتكب جرائم حرب ويدعم التنظيمات الإرهابية في سورية .
ودعا زيمان في حديث أدلى به الليلة الماضية لقناة باراندوف إلى رفض قبول تركيا في الاتحاد الأوروبي على أقل تقديرعلى خلفية عدوانها على الأراضي السورية.
كما أكد وزير الخارجية التشيكي الأسبق يان كافان أن العدوان التركي على الأراضي السورية خرق فظ للقانون الدولي والأعراف والمواثيق الدولية.
ودعا كافان في تصريح إلى عزل تركيا بشكل كامل وقطع العلاقات الدبلوماسية مع نظام أردوغان وفرض عقوبات اقتصادية دولية أيضاً وعدم الاكتفاء بفرض حظر على صادرات السلاح إلى تركيا.
من جهته دعا رئيس الكتلة النيابية لحزب الحرية والديمقراطية المباشرة راديم فيالا إلى طرد تركيا من حلف شمال الأطلسي «ناتو» ووقف المحادثات الخاصة بانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي على خلفية عدوانها على الأراضي السورية.
وفي براتيسلافا دعت اللجنة الخارجية بالبرلمان السلوفاكي الحكومة إلى مطالبة النظام التركي بإنهاء احتلاله وسحب قواته من كل الأراضي السورية.
كما طالبت اللجنة بوقف تصدير السلاح إلى تركيا فوراً وذلك بالتوافق مع توصية الاتحاد الأوروبي لدوله بفعل ذلك.
وكانت الرئيسة السلوفاكية زوزانا تشابوتوفا حذرت في وقت سابق من أن العدوان التركي على سورية يمثل تهديداً خطيراً للأمن والاستقرار في المنطقة كلها.
ميدانياً، استشهد 8 مدنيين وأصيب نحو 25 آخرين في العدوان التركي المتواصل على الأراضي السورية في مدينة رأس العين وجوارها رغم إعلان النظام التركي التوصل إلى اتفاق مع واشنطن بتعليق القصف لمدة 120 ساعة.
ونقل عن مصادر محلية في رأس العين قولها إن 8 مدنيين استشهدوا وأصيب 25 آخرون جراء قصف مكثف ووحشي من قبل طيران العدوان التركي ومدفعيته على قرية أم الخير ومنطقة زركان في محيط مدينة رأس العين.
وكان نائب الرئيس الأميركي مايك بنس أعلن مساء أمس، الاتفاق مع النظام التركيّ على تعليق العدوان على الأراضي السورية لمدة 120 ساعة لانسحاب «قسد» مما يُسمّى «المنطقة الآمنة».
وأضافت المصادر أن النظام التركي واصل أيضاً حصاره وعدوانه بالطيران والقصف المدفعي العنيف على الأحياء السكنية داخل مدينة رأس العين واستهدفت الغارات دور العبادة من جوامع وكنائس وأديرة ما تسبّب بحركة نزوح للأهالي من مناطق القصف.
وبحسب المصادر فقد تسلّلت مجموعات من قوات الاحتلال التركي ومرتزقته إلى داخل المدينة والقرى المحيطة بها واعتدت بالأسلحة المتوسطة والخفيفة على الأهالي في قرى «لزقة.. عباه.. مريكيز.. باب الخير.. قبر شيخ حسين» بريف المدينة.
ووقعت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين قوات الاحتلال التركي ومجموعات قسد في قرى أم عشبة وتل عطاش بريف رأس العين، ونصبت قوات الاحتلال التركي حاجزاً عند قرية كاجو بريف رأس العين وحصنته بالآليات الهندسية ورفعت العلم التركي عليه.
ويشنّ النظام التركي عدواناً على عدد من مدن وقرى وبلدات ريفي الحسكة والرقة ما أدى إلى استشهاد وإصابة المئات من المدنيين بينهم أطفال ونساء وعمال في القطاعات الخدمية ووقوع أضرار مادية كبيرة في المرافق الخدمية والبنى التحتية المهمة كالسدود ومحطات الكهرباء والمياه.
من جهتها، قالت وكالة «الفرات» الإخبارية الكردية إن القوات التركية والفصائل السورية العميلة لها منعت وصول أطباء ومسعفين إلى مدينة رأس العين شمال شرق سورية.
ونقلت الوكالة عن أحد الأطباء من منظمة «فري بورما رينجرز» الأميركية، أمس، أن أعضاء طاقمه موجودون الآن على مشارف مدينة رأس العين، لكن الجيش التركيّ المسيطر على المنطقة والمجموعات المسلحة العميلة له يقصفون المنطقة ويمنعونهم من دخول المدينة لمعالجة الجرحى، بعد قصف كثيف تعرّضت له المدينة منذ بدء عملية «نبع السلام» العسكرية التركية ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سورية.
وتوجّه طاقم طبي مؤلف من أطباء من منظمة «فري بورما رينجرز» المتخصصة بنقل المصابين من مناطق النزاعات المسلحة وأعضاء من «الهلال الأحمر» إلى رأس العين، في شمال غرب محافظة الحسكة السورية الحدودية مع تركيا، من أجل إنقاذ ومعالجة الجرحى الموجودين في أحد مستشفيات المدينة.