انتفاضة اللبنانيين العفوية تعيد إليهم الأمل
عمر عبد القادر غندور
عجب من اللبنانيين؟
هل كان يجب أن يجوعوا حتى يتوحّدوا! وكما رأينا في انتفاضتهم العفوية المباركة في اليومين الماضيين، فخلعوا عباءة انتمائهم الطائفي والمذهبي والحزبي وجاؤوا من حيث لم تتوقع السلطة الفاسدة، من خارج منظومة المحاصصة والكارتيلات… جاؤوا لرفض كلّ السياسات الحكومية البائسة وإفقار الشعب وإمكانية أيّ فرصة لبناء الدولة.
وأثبتوا أنهم أقوى من السلطة والسلطويين فحاصروا الحكومة وجعلوها ترتجف وتتراجع وتتحسّس مواقعها، بفعل ارتداد اللبنانيين عن صراعاتهم الطائفية والمناطقية والحزبية التي طالما كانت أداة السلطويين للركوب على ظهورهم، ما أورثهم اليأس والجوع والمرض، فكانت انتفاضتهم العفوية المباركة من الصيفي إلى ساحة الشهداء إلى الحمراء إلى الضاحية إلى عين الرمانة إلى الأشرفية إلى طرابلس إلى صيدا إلى النبطية إلى الجبل وصولاً إلى شتورا وبعلبك وإلى سائر مناطق لبنان تعبيراً عن فقدان الثقة بنزاهة السلطة ولا أمل في صلاحها.
ولا شك انّ بين الوزراء والنواب القليل من الصادقين الخجولين. وعتب الناس عليهم الاكتفاء بما هم عليه من نأي بالنفس، بينما المرحلة تتطلب خروجاً من هذا الخجل المحبط، ومؤازرة الشعب في ثورته على جلاديه، ولا بدّ من تظهير المواقف في وقت لم يعد فيه السكوت جائزاً ولا يلاقي طموح الناس الجائعين والمحبطين والمعدمين.
مع رجاء الطلب من المتواجدين في الساحات كافة الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة وهي للدولة أيّ ملك الشعب، والضرب بيد من حديد على كلّ من يسيء إلى التحرك الحضاري للإساءة لفرصة الشريف.
رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي