سامي كليب: المقاومة هي الخيار الوحيد للشعب الفلسطيني وكلّ شعوب المنطقة لاستعادة الحقوق في فلسطين وضمان استقرار الدول المحيطة بها لبيب سليقا: مؤمنون بقضيتنا وصوابية خيارنا وقدسية أهدافنا وبأنّ بلادنا تستحق التضحيات لنعيش فيها أعزاء أقوياء
أقامت منفذية حاصبيا في الحزب السوري القومي الاجتماعي ندوة للإعلامي الدكتور سامي كليب في قاعة نادي الجبل الرياضي بعنوان: «وهم التفاوض وحتمية المقاومة»، حضرها عميد الإذاعة داليدا المولى، نائب رئيس المؤتمر القومي العام سعيد معلاوي، رئيس هيئة الأسرى القوميين المحررين من السجون الصهيونية» سمير خفاجة، منفذ عام منفذية حاصبيا لبيب سليقا وأعضاء هيئة المنفذية وعدد من مسؤولي الوحدات وأعضاء المجلس القومي.
كما حضر الندوة ماجد الحمرا ممثلاً النائب علي فياض، زياد سليقا ممثلاً النائب أنور الخليل، المختار الشيخ أمين زويهد ممثلاً قائمقام حاصبيا أحمد الكريدي وتجمع مخاتير حاصبيا، مدير عام مستشفى حاصبيا الحكومي الدكتور ضياء معلاوي، راعي أبرشية حاصبيا للروم الأرثوذكس الأب إميل الحداد، ممثل تجمع العلماء المسلمين في حاصبيا ومرجعيون الشيخ جهاد السعدي، ممثل حزب الله الحاج إيهاب الضاوي، مسؤول المنطقة الرابعة في حركة أمل أبو علي خفيف، وكيل داخلية حاصبيا مرجعيون في الحزب التقدمي الاشتراكي شفيق علوان، رئيس دائرة مرجعيون حاصبيا في الحزب الديمقراطي اللبناني بسام كزيلا، ممثل الحزب الشيوعي اللبناني عبد العزيز شريم، العميد المتقاعد اسماعيل حمدان، رئيس بلدية حاصبيا لبيب الحمرا، رئيس بلدية الماري يوسف فياض، رئيس بلدية كفرحمام الدكتور كامل حمود، رئيس بلدية كفرشوبا الدكتور قاسم القادري، رئيس بلدية شويا عصام الشوفي، رئيس بلدية الفرديس كمال سليقا، الرئيس السابق لبلدية كفرشوبا عزت القادري، مدير المعهد الفني في ميمس حليم بهدور، سعدى الغريب ممثلة رئيسة جمعية نور للرعاية الصحية والاجتماعية مارلين حردان ووفد من سيدات الجمعية، وعدد من رجال الدين وممثلي الجمعيات والهيئات الاجتماعية والتربوية، وحشد من القوميين والمواطنين.
استهلّت الندوة بالنشيدين اللبناني والرسمي للحزب السوري القومي الاجتماعي، ثم قدّمت نغم مداح المتحدثين.
سليقا
كلمة منفذية حاصبيا ألقاها المنفذ العام لبيب سليقا وبدأها بالترحيب بالحضور وتابع قائلاً: «هنا حاصبيا وقرى العرقوب المرابطة في المواقع المتقدّمة ترسم خارطة الطريق إلى المجد، وهي كما كلّ مناطق الجنوب بذلت التضحيات وقدّمت الشهداء دفاعاً عن الأرض والهوية … ولحزبنا في هذه المنطقة جذور نمت في عمق الأرض وأنبتت نهضة حملهتا كوكبة من المثقفين والمناضلين، وهي تتجدّد كما الفصول من جيل إلى جيل. تحمل المبادئ والقيم، وتمارس البطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة».
أضاف: تواجه أمتنا والعالم العربي تحديات الاحتلال والعدوان والإرهاب والتعصّب والتفتيت، وفي مواجهة كلّ هذه التحديات، يسمو القوميون الاجتماعيون بفكرهم وسلوكهم وإيمانهم ينتفضون لوحدة المجتمع وصيانة مرتكزاته في زمن التشرذم والطائفية والإنعزال».
وأردف «حين تكبر المؤمرات على بلادنا يهبّ حزبنا للدفاع عن الحق والكرامة، نقدّم الشهداء وندفع الأثمان ولا تنكسر الراية والإرادة والقرار، لأننا مؤمنون بقضيتنا وصوابية خيارنا وقدسية أهدافنا، وبأنّ بلادنا تستحق التضحيات لنعيش فيها أعزاء أقوياء. نعم كلما زادت التحديات واشتدّت الأخطار يأخذ القوميون الاجتماعيون دورهم في المحافظة على وحدة المجتمع. في الميدان نحن جنود هذه الأمة، نحرسها بأهداب العيون، وندافع عنها بكلّ شجاعة وإقدام».
وتابع قائلاً «كلما عصفت رياح الشر والتفرقة يتنكّب القوميون الاجتماعيون العمل من أجل الوحدة. وكلما أقفلت المنافذ وأشيدت الجدران والمتاريس وحدهم القوميون الاجتماعيون من يمدّ الجسور بالتواصل في وجه ثقافة التخويف والتخوين. هنا هو دورنا، نحمل السلاح دفاعاً عن بلادنا ونحمل فكرنا وقيمنا وسلوكنا صوناً للمجتمع وحقه بالحياة الكريمة. وهنا أودّ الإشارة إلى ما نبّه إليه سعاده من أخطار وأطماع حين قال منذ عقود، إنّ الخطر التركي لا يقلّ عدائية عن الخطر اليهودي وما نشهده اليوم خير دليل على صوابية هذا الاستشراف».
وقال «نحن لسنا بطارئين في هذه المنطقة، وما انكفأنا يوماً عن الوقوف معاً. نحن ثابتون كما السنديان والزيتون، نقف وقفات العز، نستشهد دفاعاً عن الوجود. فمن هنا أطلق أبطالنا الشرارة الأولى للمقاومة في 21 تموز 1982 معلنين أنّ هذه صواريخنا وهذه أجسادنا وهذا هو قرارنا. نحن من مدرسة نعتزّ بالإنتماء اليها، لأنها أنقذتنا وسمت بنا من عفن الطائفية والإنعزال إلى حياة رحبة تتسع للجميع دون اقتتال واقتسام مغانم وفساد. ولذلك، فإنّ حزبنا هو نموذج يصلح لبناء دولة مدنية عادلة تحافظ على مقدراتها وترتقي بشعبها نحو العلا».
ولفت إلى أنّ «المشهد في لبنان يعكس صورة حقيقية لنظامه الطائفي المهترئ، الذي يقف عائقاً أمام قيام دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية، وهذا النظام الطائفي الفاسد لا يولّد إلاً الأزمات والحروب، وفي ظله تصبح العمالة والخيانة وجهة نظر».
وختم «سواء أفهمونا أم أساؤوا فهمنا إننا نعمل للحياة» ولن نتخلى عنها».
كليب
ثم تحدث الدكتور سامي كليب فتوجه بداية بالشكر للحزب السوري القومي الاجتماعي على المشهدية التي يرسّخها في المجتمع، ألا وهي اجتماع كلّ أبنائه تحت راية الحزب فلا فرق في الحزب العريق بين الطوائف والمذاهب والمناطق بل هو يوحّد الكلّ ويجعل عملهم في سبيل مصالح الأمة التي ينادي بها.
وتحدث عن أهمية منطقة الجنوب في الصراع مع العدو «الإسرائيلي» وما دفعته هذه المنطقة من أثمان كانت ضرورية لتحقيق الانتصارات التي تمّت ولدحر الاحتلال عام 2000، معتبراً انّ المقاومة كانت وستبقى العامل الأهمّ في الصراع مع العدو لاستعادة فلسطين.
وتابع: إنّ هدف العدو كان تصفية المسألة الفلسطينية وعدم الاعتراف بوجود حقوق للشعب الفلسطيني في أرضه و»خير ما يمكن ان يدلّنا على توجهات عدوّنا هو ما يورده صراحة بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء حكومة العدو حالياً، في كتابه عند قوله: انّ المطالبة بقيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية تتعارض كلياً مع السعي لتحقيق سلام حقيقي، اذ انّ وجودها يضمن حالة عدم استقرار ونزاع مستمر يؤدّي في النهاية الى حرب حتمية، وبالتالي فإنّ الفلسطيني الذي اختار العيش في الضفة الغربية عليه الاعتراف بأنه سيكون أقلية في منطقة خاضعة لسلطة الدولة اليهودية ولا يحق له المطالبة بدولة فلسطينية ثانية في الضفة .
وقال كليب: إنّ الخطة المعدّة لفلسطين تقضي بترحيل الفلسطنيين من قراهم وأرضهم الى منطقة يُراد لها أن تكون بديلاً عن الدولة الفلسطينية وهي الأردن كما يرد في كتاب نتنياهو عند قوله: انّ أرض «إسرائيل» الانتدابية كبيرة لدرجة تجعلها قادرة على استيعاب دولة يهودية صغيرة كـ»إسرائيل» ودولة أكبر لعرب فلسطين، تلك التي تدعى الأردن ».
ورأى د. كليب أنّ هذا التوجه لدى العدو لا يخصّ فلسطين وحسب بل هو يشمل الجولان أيضاً، اذ انّ العدو لن يقبل بالتخلي عن الجولان وهذا ما يرد صراحة في أدبياته، وعبّر عنها بنيامين نتنياهو بالقول «لا مقارنة بين الانسحاب من سيناء والانسحاب من هضبة الجولان، ففي الهضبة يدور حديث عن عرض لا يزيد في أقصاه عن 25 كلم فقط، وهي منطقة يستطيع الجيش السوري اجتيازها خلال بضع ساعات، فيما لو انسحبت إسرائيل منها، ولهذا السبب لا يوجد بديل لاحتفاظ إسرائيل بمنطقة هضبة الجولان، اذا بواستطها فقط يمكن صدّ أيّ هجوم سوري في المستقبل».
وأضاف انّ المعطيات كلها في الداخل «الاسرائيلي» تشير الى عدم إمكانية قيام تفاوض مع كيان العدو وكلّ مجرى التفاوض الذي أقامته السلطة في فلسطين جلب المزيد من التنازلات ولا يجدي والمقاومة هي الخيار الوحيد أمام الشعب الفلسطيني وكلّ شعوب المنطقة لاستعادة الحقوق في فلسطين وضمان استقرار الدول المحيطة بها.
وتابع «باختصار أفكار نتنياهو الموثقة في كتابه، وهذه ثوابته التي لو أضفنا إليها تركيزه على أنّ إيران هي العدو الأول ويجب إزالة سلاحها النووي او إزالتها، يمكن فهم كلّ ما يجري اليوم، ويمكن التأكد من أنّ رئيس الوزراء «الاسرائيلي» ثابت على مواقفه لها، وانّ معظم الأنظمة العربية متحوّل… ربما لأنّ جلّ القادة العرب لا يقرأون… او أنهم مستمرون على وهمهم بأنهم قادرون على التأثير على القرار الأميركي حيال «إسرائيل»، او ربما باختصار لأنّ وظيفتهم هي هذه».
وتطرق كليب الى الدور المحوري الذي تلعبه دمشق في الصراع مع العدو «الاسرائيلي» معدّداً المواقف التي اتخذها الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد ورفضه التسليم بإرادة الولايات المتحدة الأميركية والتمسك بكلّ الجولان ودعم المقاومة في فلسطين المحتلة طيلة سنوات وما زالت دمشق على موقفها الداعم للحقوق الفلسطينية رغم كلّ الأزمة التي تمرّ بها وتآمر العالم عليها بزرع الإرهاب ودعمه لتدمير سورية.
وفي الختام، اعتبر أنّ محور المقاومة اليوم، لا لبس في قوته ومساندته للقضية الفلسطينية وتنسيقه في سبيل تعزيز منظمة الردع لا بل إمكانية التفوّق على العدو في اية معركة مقبلة وبالتعاون مع كلّ من يدعم حق الشعب بالتحرّر في فلسطين.