بو سليمان: مضمون الورقة الإصلاحية جيّد لكن تصفير العجز غير منطقي
هنّأ الخبير الاقتصادي وليد بو سليمان الوزراء على اجتهادهم، وإقرار ورقة إصلاحية تحمل مضموناً جيداً، مسجلاً بعض الملاحظات عليها خصوصاً في ما يتعلق بنسبة العجز التي قالوا في المقرّرات إنها ستصل إلى حدود الصفر بالمئة في الموازنة .
ولفت بو سليمان إلى أنّ وصول العجز الى حدود الصفر في المئة هو أمر غير منطقي وغير واقعي، خصوصاً انّ ديننا مقابل الناتج المحلي يتخطى 150 بالمئة، وخدمة الدين تتخطى الـ 7 بالمئة، لذلك لا أعرف كيف سيصل العجز الى ما يقارب الصفر بالمئة .
وتابع قائلاً: في المواضيع الأخرى كإستعادة الاموال المسلوبة مثلاً، فقد صرّح رئيس الحكومة سعد الحريري انهم سيتعاملون مع حقوقيين من المجتمع المدني لسنّ قوانين واقتراحات قوانين بغية إقرارها في المجلس النيابي لاستعادة الأموال، ولا نعلم مدى واقعية هذه الأمور ، مشيراً الى أن باقي النقاط سبق وتمّ لحظها في موازنات وبيانات وزارية وبقيت حبراً على ورق، فما الذي يرغم الحكومة اللبنانية على تنفيذ الإصلاحات ، مشدّداً على ضرورة أن يبقى نبض الشارع هو من يقرّر اليوم، فالتصديق على الاقتراحات بيد الشارع، وهو وحده من يجب أن يعطي مهلة لتنفيذ البنود والمحاسبة على أساس التنفيذ .
وأشار بو سليمان في حديث لـ النشرة إلى أنه في ما يخصّ موضوع كهرباء لبنان ، فإنّ الوعود جيدة ولكن التنفيذ صعب، لافتاً النظر الى انّ الشعب لا يثق بالحكومة. وفي ما يخصّ المصارف قال: ما تحدث عنه الحريري ضبابي جداً، اذ لم يُعرف ما إذا كانت الأموال ستكون على شكل قرض أم هبة، وبما يتعلق بالضريبة على أرباح المصارف فهذا أمر جيد، إنما لا يلغي حقيقة انّ النظام الضريبي في لبنان يجب أن يُعاد النظر به .
من جهة أخرى لفت بو سليمان إلى أنه لو تمّ فتح المصارف اليوم، فإنّ الهلع يدفع الناس إلى الهجوم على المصارف، لسحب الودائع، مذكراً بأنه بعد الهجمات على برجي التجارة العالمية في نيويورك في 11 أيلول عام 2001، أغلقت المصارف أبوابها والبورصات بهدف امتصاص الأزمة. واليوم الوضع شبيه والخشية من شيء يسمّى Run to banks effect .
اليوم الودائع المقدّرة بـ 170 مليار دولار، 73 منها بالدولار والباقي بالليرة اللبنانية ، هي حبر على ورق، لأنها ليست موجودة، فاحتياطي المصارف الموجود في مصرف لبنان، والأموال الموجودة عند المراسِلين من المصارف والبالغة 6 مليارات دولار، إضافة إلى 32 مليار دولار عند مصرف لبنان، وباقي الأموال التي تظهرها المصارف في السّوق، فإذاً الـ 170 مليار دولار غير موجودة اليوم، وإذا أراد 50 من المودِعين سحب أموالهم في ظلّ حالة الهلع، فنحن حينها نصبح في حالة إفلاس بالدولار وبالليرة.
وشدّد على أنّ المصارف ستبقى مغلقة وأنا مع هذا القرار، حتى تتكشّف هذه الضّبابية، لأنّ فتح المصارف اليوم سيقابَل بهجمة من المودعين، وبالتالي المصارف لن تتحمّل وستعلن إفلاسها، وإنّ إقفال البنوك خطوة مهمّة لحماية القطاع المصرفي والمالية العامة .