موراليس المؤيد لفلسطين يتّجه للفوز برئاسة بوليفيا

أظهرت نتائج شبه نهائية للانتخابات الرئاسية في بوليفيا فوز الرئيس المنتهية ولايته إيفو موراليس بالانتخابات من الدورة الأولى.

وكانت النتائج غير النهائية أظهرت أمس، تصدّر إيفو موراليس نتائج الانتخابات الرئاسية بحصوله على 45.7 مقابل 37.8 لمنافسة كارلوس ميسا بعد فرز أكثر من 80 من الأصوات.

واندلعت أعمال عنف بعيد إعلان المرشح كارلوس ميسا مساء الإثنين أنّه لن يعترف بنتائج الانتخابات التي جرت الأحد.

وفي أنحاء مختلفة من بوليفيا اندلعت أعمال عنف شملت إضرام حرائق وصدامات مع قوات الأمن وعمليات نهب وتخريب. وفي سوكري أضرم حشد من المحتجين النار في مبنى المحكمة الانتخابية بالمقاطعة، في حين دارت اشتباكات بين متظاهرين والشرطة في كل من مدن لاباز وبوتوسي، بينما تعرّض مقر الحملة الانتخابية للحزب الحاكم في أورورو للنهب، بحسب ما أفادت وسائل إعلام محلية.

وقال ميسا لوسائل إعلام في سانتا كروز في شرق البلاد «لن نعترف بهذه النتائج التي تندرج في إطار عملية تزوير مخزية تضع المجتمع البوليفي في حالة توتر غير ضرورية».

وأتى موقف ميسا بُعيد إبداء بعثة منظمة الدول الأميركية لمراقبة الانتخابات «قلقها العميق ودهشتها» إزاء ما سمته «التحوّل الفجائي» في نتيجة الانتخابات الرئاسية.

وقالت البعثة التي نشرت حوالى 100 مراقب دولي في البلاد إنّها «تعرب عن قلقها العميق ودهشتها للتغيّر الجذري الذي يصعب تفسيره في اتّجاه النتائج الأولية التي نشرت بعد إغلاق صناديق الاقتراع».

وكانت النتائج الأولية الرسمية للانتخابات والتي نشرت في وقت متأخر من ليل الأحد أظهرت أن موراليس تصدّر الانتخابات، لكنّه لم يتمكّن من جمع الأكثرية اللازمة للفوز من الدورة الأولى، وبالتالي يتعين عليه خوض دورة ثانية ضدّ مرشّح المعارضة كارلوس ميسا.

ولكي يفوز مرشّح من الدورة الأولى يتعيّن عليه أن يحصل على الأكثرية المطلقة من الأصوات أكثر من 50 من الأصوات أو أن يحصل على 40 من الأصوات على الأقل بشرط أن يكون الفارق بينه وبين أقرب منافسيه 10 نقاط مئوية على الأقلّ.

وموراليس المتحدر من قبائل الإنديز، ينتهج سياسة تميل لليسار، وولد وترعرع في كنف عائلة فقيرة، فأخذ على عاتقه إيصال صوت الفقراء إلى العالم منذ بداية حياته، ومن جديد خوّلت أصوات الفقراء في بوليفيا المناضل ضد «الرأسمالية العالمية» و»الامبريالية الأميركية»، إيفو موراليس، بالفوز بولاية رئاسية جديدة، وهو الذي كان عند وصوله للحكم عام 2006 أول رئيس لبوليفيا من السكان الأصليين.

في إطار الحرب التي تنتهجها الولايات المتحدة ضده، ردّ المناضل اليساري مرة على تقرير للبيت الأبيض يصف بوليفيا بأنه «دولة غير متعاونة في مجال محاربة انتقال المخدرات»، بالقول «لا أفهم كيف يلحظ التقرير التقدم الذي حصل في بوليفيا، وفي الوقت نفسه يصنفها دولة غير متعاونة»، مضيفاً «نعلم تماماً أننا لن نحصل على التصديق تمنحه الولايات المتحدة لإبراز موافقتها على نمط إئتلاف الكوكايين ، طالما بقينا أمناء على موقعنا المعادي للرأسمالية وللإمبريالية».

ورأى حينها أنه «بدون الوكالة الأميركية لمكافحة المخدرات نتائج العمليات أفضل»، مع أنه وافق على أن نقطة ضعف بوليفيا في هذا المجال هي التكنولوجيا، موضحاً أنه «لو امتكلت بلاده رادارات وأقماراً صناعية وطوافات وطائرات لكانت إنجازاتها أفضل».

وقبل ذلك طرد موراليس وكالة محاربة المخدرات الأميركية عام 2008، بعد اتهامها بالتآمر على ولايته.

كما حظيت القضية الفلسطينية بجزء من تاريخ موراليس النضالي، فإلى جانب الولايات المتحدة، يجاهر موراليس بكراهية «إسرائيل»، فقطع عام 2009 العلاقات الدبلوماسية مع «إسرائيل» إبان عدوانها على قطاع غزة، وفي العام 2014، أعلن أن «إسرائيل» «كيان إرهابي»، وألغى السماح بدخول «الإسرائيليين» لبلاده من دون تأشيرة سفر. إلى حد وصفته واشنطن بـ»الشيطان»..

وانتقد بشكلٍ لاذعٍ مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، لأن «قراراته ظالمة، فهو يفرض عقوبات على إيران التي لا تملك أي قنبلة نووية، فيما يسمح لـ»إسرائيل» بأن تملك ترسانة نووية تقدر بين 60 و200 قنبلة ذرية».

كما عبر عن أسف بلاده لأن بعض الدول لا تزال تدعم الولايات المتحدة، رغم «وقوفها وراء محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في فنزويلا»، وقال «للأسف هناك مجموعة من الحكومات أخطأت وقامت بتأييد الانقلاب. يجب دائماً المراهنة على السيادة والسلام، لقد أكد شعب فنزويلا بثقة أنه يسير على هذا الطريق ونحن ندعم أي مبادرة للحوار».

ولم يتوقف العداء لموراليس على الجار الأميركي، بل تعداه إلى بعض الدول الأوروبية، ففي عام 2013 رفضت دول عدة أوروبية من بينها فرنسا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا أن تحلق طائرة موراليس فوق أجوائها، بحجة أن «المتعاقد السابق مع المخابرات الأميركية، إدوار سنودن، كان في داخلها». قبلت في النهاية النمسا أن تهبط طائرة موراليس على أراضيها، لكنه بقي محتجزاً في المطار لمدة 13 ساعة.

وفور عودته إلى بلاده، استقبل موراليس استقبال الأبطال حيث توافد الآلاف إلى مطار «لاباز»، فيما قام باستدعاء سفراء الدول التي لم تسمح لطائرته بالهبوط على أراضيها، وفي العام ذاته نشر الرئيس مقالاً في دورية «لوموند دبلوماتيك» تحت عنوان «أنا الرئيس المحتجز في أوروبا» انتقد فيه عملية احتجازه واصفاً إياها «بإرهاب دولة».

فيما يعيد المناضل اللاتيني، المحب للرئيس الراحل فيديل كاسترو، اليوم ضرب محاولات التمدد الأميركي في بلاده، عن طريق فوزه في الانتخابات التي كانت الولايات المتحدة تعوّل على خسارته فيها، وخصوصاً أنه استطاع البقاء في سدة الرئاسة من الدورة الأولى للانتخابات.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى